ما اجمل ان يكون الحب قيمة مطلقة بلا أي هدف لغير ذاته..لا تسبقة شروط أو تليه مكاسب..فلو إختزلنا ما دون ذلك من علاقات نعيشها ونردخ لها طول الوقت..سنجد أن الحب الحقيقي غريب..شريد..بل نادر في هذا العالم ..نلصق أسمه بمشاعر لاترقى لقدسية آفاقه الرحبة..فالحب المشروط حب فاقد لأهم مسوغات وجوده.. (إن جميع أنواع ما يدعون أنه حب لابد وان يكون لها سبب إما طمع أو قرابة أو اتفاق مذهب أو نيل وطرإلا اتصال النفوس وامتزاج الأرواح وكل أنواع الحب السابق تنتهي بانتهاء عللها وزائدة بزيادتها وناقصة بنقصانها حاشا محبة العشق الصحيح)..هكذا عرف أبن القيم الحب . لكن يبتكر البعض بنوايا تبدوا حسنة حالة من الحجر على الوجدان..فيجبرونك على فعل الحب بالقهر والأرهاب الفكري مما يفقدك نصيبك من فضل الحب المنزه عن الميل لأحد القطبين الخوف أوالطمع (إرسل هذا الدعاء أو ذاك إلى عشرة أشخاص وسيحدث لك خير بعد يوم أو اثنين وقد تجاهلها فلان أو علان فحدثت له مصيبة وراح في ستين داهية )عبارات تضع الحب في خانة التجارة والحساب بين المكسب والخسارة وتعود بنا لجاهلية مستترة..فإلى متى نظل بأسم الحب نرتكب تلك الجرائم النفسية..فكم من يائس محدود الفكر قد يعلق أمله على تلك الوصفة التي لو لم تحقق ما تنبأت به تضر أكثر مما تنفع خاصة المبتلين في عقيدتهم المترددين على أعتاب الأيمان ثم هل من حسن أدب المحبين أن نختبر الله أو نشترط عليه..لا إكراه في الدين أعلنها الحبيب الأكبر سبحانه وتعالى الذي يشتاق لوصل بلا غرض لحب هو أهل له..فكم يبهرني المتصوفة الحقة (المولوية) وهم يمارسون طقوس عشقهم الإلهي على أبيات الرومي وأبن الفارض منزهة عن أي غرض.. وليس لي سواك حظ فكيفما شئت فامتحني إن كان يرجو سواك قلبي لا نلت سؤلي ولاالتمني (ما أقدس الرجال لو كان عشقهم لله كعشقهم للمرأة) ..هكذا يقول الفيلسوف وأنا كأمراة أزعم نفس الشئ على المراة أيضا...فلنتحلى بقليل من الحياء في محراب العشق الإلهي..ولنتوقف عن الحسابات..فالمعادلة مستحيلة .