يعتقد باحثون أمريكيون، أن بيتهوفن اتبع ضربات قلبه أثناء تأليف مقطوعاته الموسيقية الخالدة، إذ أنها احتوت على إيقاعات مستوحاة من دقات قلبه، وتطابقت إيقاعات بعض المقاطع الموسيقية التي ألفها الموسيقار الشهير مع ضربات قلبه غير المنتظمة. ودرس فريق من الباحثين في جامعة ميتشيجان العديد من مؤلفات بيتهوفن الموسيقية، وبحثوا فيها عن أدلة على وجود مرض في القلب لديه، ووجدوا أن أجزاء من مقطوعات موسيقية معينة من أعمال بيتهوفن الشهيرة، تأثرت بإيقاعات ضربات قلبه. وأشار أحد المشاركين في الدراسة من كلية الطب في جامعة ميتشيجان، جويل هاول، إلى أن موسيقى بيتهوفن نابعة من القلب بالمعنى المجازي والفعلي أيضًا. ويضيف هاول أن "التوافق بين عقولنا وأجسادنا، يصوغ أفكارنا عن العالم المحيط بنا، وهذا يتضح بشكل جليّ في عالم الفن والموسيقى، الذي يشكل مرآة للتجارب الداخلية للبشر". وقام الفريق بدراسة إيقاعات العديد من مقطوعات بيتهوفن، التي تعكس حالة قلبه المضطرب، والذي يُعتقد أنه كان يعاني إما من سرعة أو تباطؤ أو عدم انتظام في وتيرة ضرباته. ويظهر اضطراب معدل ضربات القلب لدى بيتهوفن بوضوح، في إحدى مقطوعاته التي كانت تدفعه للبكاء، ففي وسط هذه المقطوعة يصبح الإيقاع غير متوازن، ويثير عواطف حزن وارتباك وضيق في التنفس. يشار إلى أن بيتهوفن عانى من الكثير من المشاكل الصحية الغامضة، بما في ذلك التهاب الأمعاء، ومرض باجيت (تفتت العظام)، واعتلال في الكبد، وإدمان على الكحول، إضافة إلى مرض في الكليتين، ويعتقد أن فقدانه لحاسة السمع ربما ساهم في تعزيز حواسه الأخرى، وجعله يشعر بضربات قلبه على نحو أعمق. إلا أن الباحث جولد بيرجر يشكك بإصابة بيتهوفن بالأمراض المعزوة إليه، بسبب عدم توفر الفحوصات الطبية اللازمة في القرن الثامن عشر، ولا يستبعد في نفس الوقت فرضية إصابته بمرض في القلب.