فى فيلم الكيف حينما اقنع المزاجنجى الدكتور صلاح أخيه بعمل صنف مضروب من العطارة يشبه المخدرات ليبيعوه إلى البهظ بيه,اكتشفه البهظ بسهوله واخبر الدوسرى صبيه وطباخ الصنف بان الذى يورده لهم المزاجنجى هو صنف فشتك.والفشتك كما عرفه البهظ هو الشئ المضروب والمغشوش الذى لا قيمة له. ونحن كمصريين تعودنا على كل ما هو فشتك,فالأكل فشتك والشرب فشتك والحكومات فشتك,حتى الثورة أفرزت هى الأخرى ثوارا فشتك. ومن بين هؤلاء الثوار الفشتك الدكتور عمرو حمزاوى الذى هبط علينا ببراشوت حاملا لواء الثورة والوطنية والشرف والحرية والديمقراطية. لم أشاهد الأخ حمزاوى إلا بعد هروب الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على حينما استضافته قناة البى بى سى بصفته أستاذ العلوم السياسية والباحث فى منظمة كارنجى للسلام. وقتها سأله المذيع هل تتوقع أن يحدث ثورة فى مصر على غرار ثورة الياسمين التونسية؟أجابه الأخ حمزاوى بعد مقارنة بين الطبقة الوسطى التونسية والمصرية, والجيش المصرى والتونسى, والأنظمة السلطوية المصرية والتونسية, أن هذه مبالغة ولا يمكن حدوث ثورة فى مصر. ثم بعد هذا المشهد التحليلى الذى ثبت خطئه,لم نشاهد الدكتور حمزاوى إلا بعد التنحى وقد أقحمته وسائل الإعلام بالقوة داخل المشهد الثورى وهو منه برئ. لكن مع كل ظهور للأخ حمزواى على إحدى الفضائيات ومع حديثه عن المواطنة والدولة المدنية ومستقبل الثورة والثوار,تولدت صورة ذهنية لدى البعض على أنه المنقذ المخلص الثائر الذى تنتظره مصر منذ العهد الفرعونى. وهذه هى مصيبة الإعلام الذى بإمكانه أن يجعل القزم عملاقا ويجعل العملاق قزما طالما افتقد إلى الموضوعية والمصلحة الوطنية. تابعت السيرة الذاتية للأخ حمزاوى ووجدته كان عضوا فى لجنة مصر والعالم بأمانة سياسات جمال مبارك,وقد اثر حمزواى الخروج من اللجنة بعدما همش جمال دوره وقدم عليه الدكتور محمد كمال أمين التثقيف والشباب بالحزب. ثم رحل حمزاوى إلى ألمانيا وتزوج ألمانية واخذ على اثر هذه الزيجة الجنسية الألمانية,ولان هذه الجنسية طاردة للجنسيات الأخرى.تنازل الحمزاوى عن الجنسية المصرية وأصبح مواطنا ألمانيا خالصا لا علاقة له بمصر,ثم التحق بمؤسسة كارينجى للسلام الدولى وعمل بمقرها القابع ببيروت. لا اعتقد أن انضمام حمزاوى للحزب الوطنى ولجنة توريث الحكم لجمال مبارك كان بدافع تداول السلطة مثلا,أو من اجل إعلاء شأن الوطن,أو من اجل محاربة الفساد,فلا شك أن كل من عمل تحت لواء الحزب الوطنى كان يبحث عن منفعته الشخصية البحتة,فلا يمكن لعاقل أن يصدق أن أعضاء الوطنى كانوا يريدون خيرا لمصر,وهم السراق والخونة والعملاء. فمع الاتهام الذى وجهه المحامى نبيه الوحش إلى عمرو حمزاوى بالاستيلاء على ثلاثين ألف فدان بالظهير الصحراوى بمعاونة علاء مبارك,إلا أن حمزاوى لم يرد ببلاغ يتهم فيه الوحش بالكذب مما يؤكد شبهه تورطه بالاستيلاء على تلك الأراضي وحاله فى ذلك كحال أعضاء الحزب الوطنى المنحل. كما لا اعتقد أيضا أن أستاذا للعلوم السياسية يعرف قيمة الأوطان يمكنه بسهولة أن يتنازل عن جنسيته المصرية ولو لوقت يسير كما يزعم,بغرض الحصول على جنسية أخرى. لكن قد يكون انضمامه للجنة توريث جمال مبارك الحكم وتنازله عن الجنسية المصرية شأن خاص به,لن نتوقف عنده كثيرا,لكن ما يجب إلا نمر عليه مرور الكرام,هو عمله بمنظمة كارينجى للسلام الدولى. فمنظمة كارينجى تعرف نفسها على أنها "مؤسسة خاصة غير ربحية مكرسة لتعزيز التعاون بين الدول وترويج التزام الولايات المتّحدة الفاعل على الساحة الدولية ويتركز عملها نحو دعم الديمقراطية في الخارج بفكرة مركزية السياسة الخارجية الأميركية، خصوصاً في ضوء اهتمامها الجديد بقضية التغير الديمقراطي في الشرق الأوسط. والبحث عن طرق فعالة يمكن بها للولايات المتحدة أن تدعم التغير الديمقراطي في العالم وتخلق في صفوفها توازن بين مصالحها الاقتصادية والأمنية". إذن فمنظمة كارنيجى كما عرفت نفسها هى منظمة غير ربحية تبحث عن مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية الاقتصادية منها والأمنية,كما ادعت أنها تدعم الديمقراطية وتهتم بالتغيير الديمقراطي فى الشرق الأوسط. ولا أدرى اى ديمقراطية التى تدعمها الولاياتالمتحدة,هل هى ديمقراطية سحق العراق بغير سبب وقتل ملايين العراقيين؟أم الديمقراطية المساندة لإسرائيل والرافضة لأخذ الفلسطينيين لحقوقهم؟أم ديمقراطية تقسيم الدول العربية إلى دويلات من اجل إضعافها وإذلالها؟أم ديمقراطية جوانتانامو وتدمير الشعوب بحجة الإرهاب؟ بالطبع لا يمكننا أن نصدق أن أمريكا تريدنا أن نصبح دولا ديمقراطية مستقرة,لأننا لو أصبحنا كذلك, لكانت هى أول المتضررين ,فحرية الشعوب العربية وديمقراطيتها تعنى بالقطع عدم استقرار إسرائيل الابنة الغير شرعية لها. ومع قناعتنا بان الأمريكان لا يحبون لشعوبنا الخير,نجد أن حمزاوى وأمثاله يعملون فى هذه المنظمات المشبوهة ويعدون التقارير والأبحاث عن أحوال مصر وغيرها من الدول وبدلا من نعتهم بالجواسيس,نطلق عليهم كبار الخبراء والباحثين. اى امن قومى هذا الذى يجعل أمريكيون الهوى والهوية أعضاء فى مجلس الشعب يناقشون ميزانية الجيش ويرسلون التقارير المفصلة إلى الأمريكان الذين بدورهم يرسلونها إلى الموساد؟!! فلا اعتقد أن بنى صهيون سوف يرهقون أنفسهم بإرسال جواسيس يبحثون عن معلومة هنا وهناك فكل ما يبحث عنه الموساد يصله عن طريق تقارير وافيه وشاملة , وقد شاركنا نحن كمصريين فى هده المهزلة عن طريق اختياراتنا لعمرو حمزاوى وأمثاله كى يمثلونا فى برلمان ثورى كان من المفترض أن نراعى فيه الحيطة والحذر ولا ننجرف لأصحاب الأجندات العميلة والوطنية الفشتك.