اسمين لا علاقة بينهما, ولكنهما الكلمة ونقيضها ، فالأول افسد دولة أما الثانى شيد دولة, الأول نسى ربه واعتقد انه لن يحاسب, أما الثاني تذكر ربه وتأكد انه سيحاسب الأول وهو مبارك عندما كان يسافر لا يحب أن يرى بنى جلدته من المصريين, وأنا كنت شاهد على ذلك عندما حكى لى هندى يعمل بأحد الفنادق الكبرى فى مكة, رأى بعينيه مبارك عندما نزل فى هذا الفندق طلب خروج جميع المصريين من الفندق فى ذلك الوقت, وألا يعملوا على خدمته, ولتفسير ذلك هناك بدائل مختلفة, فمنها الخوف منهم أن يدسوا السم له نتيجة لعدم عدله, وقد يكون انه لا يود رؤية وجوههم لكى لا يتعثر فى طريق عودته إلى مصر. أما الثاني وهو مهاتير كان يبحث عن بنى جلدته من الماليزيين, ويحب أن يتخاطب معهم ويحفزهم على العودة إلى ماليزيا للمشاركة فى تطوير بلادهم, حتى انه فشل فى إقناع احد العلماء الماليزيين فى اليابان بالعودة إلى ماليزيا, فاقنع ملك ماليزيا بالسفر إلي العالم الماليزي فى اليابان وإقناعه بالعودة, وبالفعل أقنعه الملك و احضره معه على نفس طائرته الملكية. فكلاهما وجهين ولكن ليسا لعمله واحده وإنما احدهما وجها للفشل والتدهور والتأخر والأخر وجها للنجاح والرقى والتقدم فمبارك أحاط نفسه بالفاسدين والمتسلقين والمتسلطين والمنافقين أما مهاتير أحاط نفسه بالعلماء والاقتصاديين والأمناء فى النصيحة والإرشاد. وللأسف كان العلماء المصريين حاضرين فى صحبة مهاتير واخذ بنصيحتهم لتطوير ماليزيا, وللعلم ليست المشكلة فى توافر العلماء والمشورة فقط, فألاهم من المشورة هى الأذان الصاغية التى تدون وتكتب الاستشارات وتعمل على تطبيقها وتنفيذها وتذليل العقبات فى سبيل تنفيذ اقتراحات العلماء والتى غالبا ما تكون نظريه أحيانا وتفتقر إلى الخبرة العملية والتى يجب توافرها فى المستمع والذى تكون لديه القدرة على التطبيق والتنفيذ وأحيانا التعديل لتتواءم مع الظروف المحلية للدولة المنفذة والتى لا تتوافر لدى العلماء الأجانب أو علماء الجامعات والذين أحيانا قد يفتقرون للخبرة العملية. فمما لاشك أن المستمع والمدون للأفكار يجب أن تكون لديه الخبرة العملية للتنفيذ والإرادة والإصرار على التغيير وليس النسيان والتوهان والإصرار على العناد والتمسك بالظروف الحالية مدعيا الاستقرار حتى ولو كان استقرار فوق فوهة بركان فدعونى اشرح إليكم إحدى إجابات مبارك على سؤال فى غاية البساطة, وهو كيف سيتم الربط بين التطوير الذى يحدث فى مصر, وبين الفقراء ليصل إليهم فأجاب بكل استخفاف موجها كلامه إلى رئيس الوزراء " أعملهم أسانسير ياعاطف علشان يوصلوا لبعض " يا لها من أجابة شافيه وناجعة لمشاكل مصر. فالأولى مبارك اهلك نفسه وعائلته وينتظره السجن وسوء الذكرى. الثانى مهاتير عطر السيرة والذكرى ويستقبل فى جميع الدول لشرح تجربته فى الرقى والتقدم والنجاح سيدى الرئيس مبارك, بالله عليك ماذا ستشرح لو استدعيت فى المستقبل لتشرح تجربتك مثلما يفعل مهاتير؟, وماذا ستقول لهم واى تجربة ستقدمها وماذا ستقول ؟؟ عن نسبه الفساد بمصر، نسبة البطالة بمصر ، نسبة سلب للمال العام بمصر، نسبه الانحطاط الفكري والخلقي الأعلى فى تاريخ مصر القديم و الحديث ، ونسبه ألامية . مار أيك فى قيامك بإعداد محاضره لتنافس بها مهاتير لتشرح فيها انجازاتك وإخفاقاتك, ليكون الفارق بينكما هو صافى الربح أو صافى الخسارة التى حصل عليها الشعب المصري من بعد الخصخصة التى أنجزتها من اجل مصر، الم تعلم أن القطاع العام كان فى الأصل نتيجة تأميم شركات القطاع خاص فى الأصل. أعتقد انك ستقدم فى المحاضرة التى ستقدمها أمام مهاتير فصل من فصول المسرحية الهزلية افتح الشباك ولا أقفله ؟. مؤمن الدسوقى استشارى نظم المعلومات [email protected]