حالة من اليأس و التخبط أصابت الشارع المصري منذ بداية الثورة و حتى الآن , إبان الحكم العسكري الذي ظهرت مدى غطرسة نفوذه ضد شباب الثورة من خلال تشويه صورتهم لدى مواطن الشارع و أيضا من خلال قتل و سحل و تعريه جزء منه , معتبرا أن هذا سيجلب له إمكانية بسط يده على مواطن الأحداث . استخدم المجلس العسكري رجاله و إعلامه في تلك المهاترات التي شهدها شارع الثورة . فالإعلام الذي يعيش حالة من الشيزوفرينيا منذ الانطلاقة الثورية ساهم في خلق ما يعرف بالثورة المضادة , من خلال أصحاب البرجماتية النفعية الذين تسلقوا على الشرعية الثورية و ذلك بفرض أسلوب الديماجوجية في أذهان المواطنين . فضلا عن تعامل مجلس العسكري مع الأحداث . استطاع المجلس العسكري تشويه سمعه الشباب من خلال الأحزاب و الآن يريد تكرار نفس اللعبة الدنيئة و هي تشويه سمعه الأحزاب عن طريق الشباب . و لكن هيهات هيهات لكل هذا و ذاك , فالشباب ليس قاصرا و ليس (ندل ) , حتى يقع في مثل هذا الفخ . تركب مع سواق تاكسي يتكلم معاك في السياسه وزعلان قوي ان المرور بايظ وفي نص الكلام هووووب تلاقيه داخل من حته عكس ويقولك متعود اخطف الحته دى هتوفر علينا اللفة. تقعد مع واحد شغال في فرن عيش زعلان وبيتكلم علي ازمة العيش وعلى اصحاب الأفران اللى بيسرقو الدقيق وبيهربوه وهو اول واحد مشارك معاهم. تركب مع واحد في الميكروباص رايق بيشرب الكانز بالمنديل والسجاير المارلبورو الأمريكانى ويقولك الشوارع زباله ومفيش نظافة ويخلص الكنزايه وهوووب يرميها من الشباك تركب مع سواق نص نقل يقولك ابو البلد لابو الا منه ويرجع يقولك البلد خربانه تدخل مصلحة حكومية تلاقيها طوايير وزحمه .. تلاقى نفسك جرى على أقرب ساعى جوه المصلحة تديله الورق بتاعك وعليهم 20 جنيه وتقعد تشرب الشاى بتاعك وهو يجرى يدخل كل مكتب يخلصلك ورقك قبل الناس اللى واقفه الطابور وتاخد نفسك وتمشى وتقول البلد كلها فساد ورشوة. تقعد مع واحد يقولك أجيبلك شغلانه فى شركة بترول وتدفع 25 ألف جنيه وفى نفس القعدة تلاقيه عمال يلعن فى أبو المحسوبية والرشاوى اللى موقفه حال البلد وتلاقيه قاعد بيتكلم عن فين دور الحكومه من البطاله والشباب والظلم واللي معاه واسطه بيتعين .. ذلك البريق الفضائى الذي يتاجر الكثيرون على مرآته بهموم وألام قضاة الملاعب ولم يستحوا من ارتداء عباءة الإصلاحيين الفاهميين رغم أنى أعرف أحدهم التزم الصمت ولم يحرك ساكناً طوال فترة عضويته بلجنة حكام سابقة تمسكاً بالمبلغ الذى يحصل عليه شهرياً . التحكيم المصري ليس قاصراً ولا عاجزاً عن خلق جيل جديد من الكوادر التي لديها القدرة على قيادة التحكيم بفكر احترافي نابعاً من تاريخهم وإطلاعهم وملامستهم للتطوير الفعلي الذي يحدث في بلاد الجوار بشرط رحيل هؤلاء الجاثمون على جثة التحكيم المصري رافضين ترك مقاعدهم سواء في لجنة الحكام أو أمام شاشات الفضائيات رغم أنهم من أهم أسباب التراجع .. لقد حان وقت الرحيل ..! شيزوفرنيا الأسلاميين إلى أين؟ شيزوفرنيا المتشدقين بإسم الإسلام وهم لا يعرفون عن تطبيقه سوي تهذيب الدقون ودق زبيبة صلاة في منتصف الجبهة فيحسبوا بذلك انهم كسبوا احترام الكبير قبل الصغير إلى أين؟والآن , أما آن للشعب أن يغير من نواميس اختيارته وحكمه على الأمور! وأن يحكم العقل لا العواطف وأن لا يسمح للتجار والمزايدين أن يختاروا له طريق أشد سوادا من طريق الاغلبية الصامتة واسفين ياريس !!! وفي النهاية سننسى كل ما قيل ونتذكر فقط صفحات الفيس بوك والهاش تاج الساخرة على الحدث وان انف البليكمى هى الأنف التى اطاحت بصاحبها وانها باتت تستحق عن جدارة تدخل موسوعة جينيس لأشهر أنف في التاريخ ولم لا فهى الانف التى اطاحت بصاحبها فكسبها ليفقد عضوية حزب النور ومجلس الشعب واحترام الجميع. فما يحدث في الشارع المصري الأن منذ 25 يناير يؤكد أن المصرين تغيرو 180 درجة ( زي ما الكتاب بيقول ) لقد تحول الشعب المصري من الوداعة إلي العنف و من الطيبه إلي الشراسة و من السماحة إلي الشماتة و كلها مظاهر مخيفة تهدد كيان المجتمع المصري و تقوض أركانه الشعب لا يدري ما معني كلمه الديموقراطية الديموقراطية التى تحدث عنها الزعيم أنور السادات في خطابه الشهير قبل إستشهاده بشهر واحد قال أن الديموقراطية لها أنياب أشرس من الامبريالية و ها نحن الأن نفهم معني جملة الرئيس السادات هل ما يحدث الأن في مصر ديموقراطية و ما يصاحبها من فوضي شاملة تجتاح ربوع المحروسة ام فلول الحزب الوطني كما يقول الجهلة ام نقص مخدر الحشيش اللذي كان يعتقد بعض المصرين أن سبب حدوث الثورة هو نقص مخدر الحشيش حوادث غريبة تقع كل دقيقة تؤكد صدق كلامي حادثة شهيرة يعلمها سكان منشيه ناصر أحد أصحاب اللحيه طلب من جارة صاحب محل الألوميتال أن يذهب معة للمسجد لصلاة العشاء و حضور ندوة بعد الصلاة الا أن الأخير لم يذهب للصلاة في المسجد و في اليوم التالي صاحب اللحيه شاهده يدخن الشيشة فقام بالقاء ماء نار علي وجة و أحرقة حادث لا يمكن تصور وقوعة بين القبائل البدائية التي تعيش في دولة الكونغو بعد إنتهاء اعتصام قنا المشهور ضد المحافظ و قطع خطوط السكة الحديد و إضاعة لهيبة الدولة حدث شئ غريب و هو قيام والد أحد المتهمين بالسرقة باصطحاب 15 من أفراد الاسرة و كميات كبيرة من السولار و هدد خط سكة حديد الوجهة القبلي و منع تيسير القطارات و أطلق النار علي بلوك السكة الحديد لإجبار المسئولين للأفراج عن ابنه هذا الحادث يدق ناقوس الخطر لأنه يدل بلا شك علي أن البلطجه أصبحت هي الغالبه و إضاعة هيبهة الدولة أمر سهل للغاية فلم يعتصم هذا الرجل لتغير النظام أو تغير المحافظ أو تعديل الدستور و لكنه إعتصم مع البلطجيه للي ذراع الحكومة المسكينة و الإفراج عن إبنه حتى و إن وصلت الشيزوفرينيا للعامة من الشعب تجدها أيضا في رجال الدين ما حدث في مسجد النور هو مهزلة في مسجد النور أنصار الشيخ حافظ سلامة منعو بالقوة خطيب مسجد النور المعين من قبل وزارة الاوقاف من إعتلاء المنبر لالقاء خطبة الجمعة و ما حدث من مناوشات و إشهار للسلاح الابيض و أثارو لغطا و هياجا في بيت من بيوت الله حتى و ان كان أحدهم يتملك الاحقيه في مسجد النور و نسو ما قاله رسولنا محمد قدوة المسلمين جميعا قال صلي الله عليه و سلم ( إن الكلام في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) الاعتصامات في التحرير متواصلة معتصمي التحرير لماذا يذهبون لمقر وزارة الدفاع في العباسية للتظاهر أمامها و ينددو بالجيش و تصدي لهم أهل منطقة العباسية محدثين فوضي وشغب هائل و وقوع إصابات كثيرة و لكن عندما وضحت الرؤيه أن الشعب المصري الأن ليس هو الشعب اللذي وصي عليه رسولنا الكريم لم نسمع أن السبب في أحداث العباسية النغمة المشهور و هي فلول الحزب الوطني فالامر واضح وضوح الشمس اشتباكات بين معتصمي التحرير المعارض للمجلس العسكري و مؤيدي المجلس العسكري في العباسية الجيش اللذي طالما تغني به من قامو بالثورة علي أنه حامي للثورة المجيدة في نظرهم إذا هذا نكران للجميل كما فعلو مع الرئيس مبارك أصبح ميدان التحرير يأوي في أحضانه الجهلة و المفسدين و المخربين فالثوره قامت علي أساس التغير للأفضل و ليس الأسوء إقتصادنا خسر في أول يومين لهذا الاعتصام 2 مليار جنية هي محصلة خسائر البورصة في يومين يومين فقط :?: :?: :?: و من ثم نعود لشعار انقذو الاقتصاد المصري بالمساهمة في البورصة من هم هؤلاء حتى يعلنو أن مجمع التحرير اللذي يعتبر من أهم المنشأت الحيويه في مصر مغلق أو مفتوح بأمر الثورة أين هيبة الدوله و قوة الجيش ؟؟؟؟ الوضع أصبح خطير و ممل و سخيف و أيضا أصبحت القضية هي قضية أخلاق و قيم نفتقدها في كل لحظة و في كل مكان فيظل تراجع الشهامة و الأمانة و انتشار الخسة و الندالة حسب قانون ( إذا جاءك الأعمي كل عشاه...أنت مش أرحم من اللي عماه ) إن المتأمل لتاريخ الشعب المصري يدرك أنه شعب طيب و سمح لا يميل إلي العنف بطبعة ولا يميل إلي الشماتة في الاخرين -- كاتب المقال دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية