نعم كانت قرارات مرسى زلزالا هز ارض مصر..فلم يكن مجرد قرار يحيل وزير الدفاع ورئيس الأركان إلى التقاعد..بل أنهى حكما عسكريا دام لفترة ستين عام كاملة. فلم أتوقع أن تزول قوة وقبضة العسكر عن الحكم بهذه السرعة ولم أكن أتخيل أن يقال طنطاوى وعنان رأسا حربة المجلس العسكرى فى هذا الوقت القياسى..لكن الحمد لله الذى مكن الثورة أن تنتزع حقها من براثن بقايا النظام القديم. فالآن مرسى هو رئيس الجمهورية وقائد المجلس الأعلى للقوات المسلحة والقائد الأعلى لجهاز الشرطة والقائد الأعلى لمجلس القضاء..كما أن وزارة قنديل مع اختلافي مع بعض خيارتها.. إلا أنها تخلصت من فلول النظام البائد بشكل كبير. لكن لن يستطيع مرسى أن يضبط إيقاع حكومته وسلطاته إلا إذا تخلص من باقى الفلول الموجودة التى تحاول منع تطهير البلاد من الفساد. فنحن الآن نحتاج إلى تشريعات قوية حاسمة وحازمة تقوض الفلول ومخططاتهم التى تعمل جاهدة على إفساد الرئيس وإفساد الثورة كلها. نعم رحل رؤوس النظام وتفككت قوته وتبعثرت سلطته..لكن مازال هناك الهوام والحشرات القارضة التى تفسد فى نسيج الوطن حتى تسقطه وتسقط أبناؤه فى برك الفتن والطائفية. وما زال إيمانى الكامل بأننا لا نستطيع أن نقيم الوطن بعد قيام الثورة إلا إذا كان للثوار أنياب تفتك بأعدائها أو تجعلهم يرضخون للأمر الواقع وللشرعية التى اكتسبها مرسى من خلال صناديق الانتخاب. فلا معنى الآن بعد عام ونصف من الثورة أن نستمع لأذناب مبارك تطعن فى الثورة وتنصب الأفخاخ وتخطط المؤامرات عينى عينك ونحن نراهم يفعلون هذا ونتركهم بدعوى الحريات والديمقراطية والإنسانية. فما سقط شهداء محمد محمود والعباسية ومجلس الوزراء والبالون إلا بسبب هذه الدعاوى الهابطة التى تركت الفلول تتحرك على الأرض حرة طليقة تقتل وتسرق وتنهب ولم يحاسبها أحد..بل على العكس من ذلك تم إلقاء الثوار فى السجون والمعتقلات وهم ينتزعون حقوقهم المسلوبة أنا هنا لا أريد أن يتحول الرئيس إلى ديكتاتور لا يحاسبه احد..إنما أضع نقطة نظام لأوضح الفرق بين النقد البناء حتى ولو كان شرسا.وبين سفالة الفلول والمؤامرات وبث روح الفتن والإشاعات وتكدير المواطنين الذى يؤثر بالسلب على عجلة الإنتاج وتحقيق أهداف الثورة. أتذكر فى حرب أكتوبر كان الشعب المصرى يردد مقولة:"لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" والآن نحن نريد مقولة مشابهة حتى لا يعلو صوت فوق صوت الثورة. فما زالت أصوات الفلول نابحة تريد ان تنقلب على الشرعية.. وعلى الرئيس المنتخب.. وعلى صناديق الانتخابات.. وعلى الديمقراطية..ولو لم يجابه الرئيس تلك الأصوات الناعقة التى تدعوا للانفلات سوف تكون العواقب وخيمة. لذلك نطلب من الرئيس مرسى أن يكون حازما ويواجه من يريدون الخروج على شرعية الدولة ولو وصل الأمر لاعتقالهم..فالثورة لن تنجح بشكل كامل إلا إذا كان لها أنياب. [email protected]