لا إميل أبدا للعنف ولا أحبه وارى من يأخذ العنف منهجا..بأنه حيوان مجرم متجرد من الإنسانية..فاقد لأدميته. فالله سبحانه وتعالى حرم الدماء واخبرنا أن حرمتها اكبر من حرمة الكعبة الشريفة..واخبرنا بأنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا. ومن هنا نجد حرمة الدماء وحرمة النفس التى كرمها الله وحرم إرهابها وترويعها..لذلك نجد أن الأديان السماوية التى لم يطلها التحريف..أقرت بحرمة الدماء. لكننا الآن فى مصر فى حرب حقيقية بين الحق والباطل..بين الثورة والثورة المضادة..بين الخير والشر..بين البراءة والإجرام الممنهج.بين نظام منتخب إرادته جماهير عريضة ونظام بائد فاسد يريد إعادة إنتاج نفسه مرة أخرى..والجميع يعلم هذه الحقيقة. حقا لن يسلم الفلول للثورة ويتركوها تحكم وتفرض العدل وتؤسس للكرامة وتمنح الخير لأبناء هذا الشعب الذى اكفهر وجهه تحت وطأة حكم دام طويلا. لذلك نجد الفلول تتحرك بكل قوة وعنف حتى تنقض على الثورة..وها هى قد عقدت العزم وأقسمت بالشيطان الرجيم على ألا تستريح إلا إذا فتكت بالثورة. فالفلول وامن الدولة وتنظيم حبيب العادلى السرى يقود مصر الآن إلى فتنة رهيبة..لو لم نتداركها بسرعة لدخلنا فى حرب أهلية وفتنة سوف تأكل الأخضر واليابس. فبعد وصول الرئيس محمد مرسى للحكم شطت عقولهم وفقدوا أعصابهم وراحوا يجندون عناصر أطلقت لحاها وادعت أنها تنتمي للتيار الإسلامي وذهبت هنا وهناك تلف مدن مصر لترهب الناس ممن وصلوا إلى الحكم. ففى الشرقية قتلوا شابين لمجرد أنهم يعزفون الموسيقى..وفى السويس قتلوا شاب بكلية الهندسة لكونه يسير مع خطيبته بالشارع..فضلا عن نهرهم للنساء بالشارع لحثهم على ارتداء النقاب..والتحرش بمحلات الملابس التى تعرض بالفترينات ملابس نسائية..واقتحام محلات الكوافيرات الحريمى لنهيهم عن نشاطهم وإجبارهم على تغييره. وتخيلت للحظة ان تكون جماعة إسلامية متطرفة هى التى فعلت هذا..لكنى راجعت تاريخ الجماعات الإسلامية التى اتجهت للعنف فى فترة الثمانينات والتسعينات..فلم أجدها تفعل هذا. فعقوبة من يعزف الموسيقى ليست القتل..وعقوبة من يسير بالشارع مع خطيبته حتى لو كانوا يفعلون الفعل الفاضح على قارعة الطريق..ليست القتل أيضا..بل أقصى ما فعله الشيخ جابر الذى قالوا عنه انه كان إرهابي ومتطرف وأقام إمارة إسلامية فى إمبابة لم يصل أبدا إلى القتل. لكن القتلة الذين قتلوا الأبرياء أرادوا أن يرسلوا رسالة تفزيع وترهيب للشعب المصرى بهدف إسقاط الدكتور مرسى. أن هذه الأحداث المؤسفة لن تخرج عن الأجهزة الأمنية القذرة المنحلة التى سقطت بعد الثورة والتى لم ترد أن تسلم للثورة ولدى الدليل على هذا. لن ننسى عميد امن الدولة الذى اندس بين المتظاهرين بالتحرير وبتفتيشه وجدوا معه شيك بثلاثين ألف جنيه ومسدس كاتم للصوت..وللعلم تم كشفه عن طريق أحد الثوار الذى رأى أن اللحية الصناعية التى كان يضعها على وجهه قد تحركت من مكانها وفضحه الله وقام المتظاهرون بضربه حتى ادخلوه فى غيبوبة. أيضا الشاب الذى أطلق لحيته وهو احد أعضاء الحزب الوطنى بالصعيد وعندما شك فيه الثوار وفتشوه وجدوا معه كارنيه الحزب الوطنى واعترف بأنه أطلق لحيته ليثير القلاقل وهذا الفيديو موجود على اليوتيوب. أيضا الضابط واثنين من أمناء الشرطة كانوا بزى مدنى تم إلقاء القبض ليهم من قبل الأهالي بعدما استوقفوا سيدة وابنتها ليوهموهن بأنهم من جماعة الإخوان فينهروهن على عدم ارتداء النقاب – لجهلهم جماعة الإخوان لا تفرض ارتداء النقاب وزوجة وبنات الرئيس مرسى لا يرتدونه-فيتم عمل محضر بمركز ديرب نجم. كل هذه الأدلة وغيرها الكثير تثبت تورط الفلول والأجهزة الأمنية المنحلة فى عمليات ممنهجة لقتل المواطنين والصاق عمليات القتل فى التيار الإسلامي حتى يسقطون التيار بكامله ومن ثم إسقاط الرئيس محمد مرسى. لذلك ونحن فى دولة القانون الذى ننشده ونحترمه لا يجب أن نسمح لهؤلاء أن يبثوا الفتن بين المواطنين. لذلك أدعو السادة المواطنين ألا يسمحوا لأحد كان من كان أن ينصحهم أو يعظهم او يرهبهم..فنحن فى دولة لا يوجد فيها جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر..وان ادعى احد ذلك..فلا تتركوهم إلا جثثا هامدة. وإذا كان لابد من الدماء..لا يجب أن تكون دماء الآمنين.. فدماء الخونة إذا تقاعست الداخلية عن إحباط مخططهم أولى أن تهدر فحينما يجدون أنفسهم فى خطر محقق لن يقدمون على هذه الأفاعيل مرة أخرى..فردع الفاسدين ينجينا جميعا فلابد أن يكون للثورة أنياب. [email protected]