قصة للأديب العالمى غابرييل غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل عام 1982. وهذه الرواية تدور أحداثها حول الفتى فلورينتينو عامل البريد الفقير وعشيقته وحبيبته الفتاة الجميلة فرمينيا..حيث جمعتهما قصة حب عنيفة استمرت ثلاث سنوات..تزوجت بعدها فيرمنيا من طبيب مرموق..وتركت حبيبها العاشق الولهان فلورينتينو..الذى أصر أن يغير من وضعه الاجتماعي حتى يصبح من رجال المال والأعمال ليعوض ما لديه من نقص تسبب فى ضياع فيرمنيا من بين يديه. وكافح فلورينتينو حتى حقق ما كان يريده وأصبح مالكا لمجوعة من السفن النهرية وأصبح ذو مكانة مرموقة. فى الوقت نفسه مات الطبيب زوج فيرمنيا..وبدأ فلورنيتينو فى الاتصال مرة أخرى بعشيقته التى بلغت من العمر خمسين عام. ودخلت فيرمنيا فى صراع مع عشقها وحبها الأول وابنتها التى وصفت علاقة والدتها المسنة مع فلورينتينو بالقذرة. واستمر الحب ممتدا بين فلورنينتينو وفيرمنيا بعدما طردت الأم ابنتها من حياتها..حتى وصلت إلى سن السبعين وبدا على وجهها علامات الشيخوخة..وقتها دعاها فلورنيتينو إلى رحلة نهرية عبر سفينته..وحتى يخلو له الجو مع حبيبته..أطلق إشاعة أن المركب انتشر بها وباء الكوليرا..الأمر الذى جعل باقى الركاب تغادر هذه السفينة الموبؤة..لترفع السفينة بعدها على ساريها علم اصفر إشارة الى وجود الكوليرا بها..وتنطلق السفينة تجول البحر لا يعترضها أحد خوفا من الكوليرا. هذه الرواية الملتهبة بالحب والمشاعر الجياشة ذكرتنى بحالة حب أكثر اشتعالا بين الرئيس مرسى والمجلس العسكرى..لكنها حالة حب تحمل بين طياتها الكراهية والبغض والضغينة. فما من مناسبة قد جمعت بين مرسى والعسكرى إلا وأثنى الرئيس على المجلس العسكرى وحمل له التقدير والوفاء لدرجة أن الدموع كادت أن تفر من عيناى فى بعض المناسبات. وبالمثل نقرأ تصريحات العسكرى التى تقر بأنها تحترم الشرعية وتحترم إرادة الشعب وان العسكر يدعمون الرئيس المنتخب دعما كاملا حتى ترسى سفينة الوطن ولانشات البلاد إلى بر الأمان. فى الوقت نفسه تظهر حقيقة مشاعر كلا الطرفين من بعضهما البعض..فمرسى يعلن انه سينتزع الصلاحيات ممن اغتصبوها فى إشارة الى العسكر..وعلى الجانب الأخر يصرح طنطاوى انه لن يسمح لفصيل واحد أن يحتكر السلطة فى إشارة منه إلى مرسى وجماعته. لاشك أن حالة العشق الممزوجة بالكراهية التى يعيشها مرسى والعسكر ونعيشها معهم ستنتهى لا شك فى وقت قريب جدا وسيكون اللعب على المكشوف وتتساقط أقنعة فلورنينتينو وفيرمينيا التى يرتدونها. فالآن لا وقت لارتداء الأقنعة..نحن نريد عمل وبناء ولا نريد حب ممزوج بكراهية..نريد ان ياخذ الرئيس صلاحياته كاملة..ولا نريد ثناء على مجلس عسكرى نعلم انه جزء من الثورة المضادة. فبناء مصر هو الذى يبنى الحب الحقيقى بين كل المصريين..فلا داعى لإهدار الوقت فى صنع العواطف المصطنعة التى لا فائدة منها. [email protected]