بشرى المرصفى تكتب : مجعمزين حدانا الثعابين .. وقالوا مش مشيين

من زمن واحنا الصغار بنلعب سوى فى الوسع جنب الدوار..
لعبنا الكورة والأولى واستغماية والعصفر وطيار...
ماشاء الله علينا عيال عيلتنا كتار...
الوقت كان قيلولة .. والشمس حر كتير ... واحنا عمالين نلعب ونطير العصافير...
من صوتنا العالى صحى الجد ..
بحق .. علينا صوتنا .. زيادة قوووى على الحد ..
والأمر ضايق الجيران والجدة وكمان الجد ...
فقام يشخط فينا ... يا ولاد الأيه تعالو هنا ... بلاها دوشه جوه الدار ..
روحوا ذاكرو .. على الله تفلحو وتبقو السنة دى من الشطار..
من سكات .. ومن غير لت ولا عجنات سمعنا الكلام .. وكل واحد طلع على مقعدة أوااااام ..
وعن نفسى .. مسكت الكتاب .. قولت اذاكر هبابه .. وبعدين انام ..
بصيت لاقيت الساعة ... وصلت كااام... وصلت (3) بالتمام ..
دى كان وقت درس العلوم ...
هاااه يالله .. من سكات قولت أقوم ... الحق مكان قبل زحام الزمايل الرخام ..
خدت الكتاب والكراسة ..
وع الدرس مشيت فى الوقت المعلوم ..
من خوفى لاسمع كلام من أبوى ماله لزوم ...
خلصت درسى وفى الحال جيت .. على أهل دارنا مسيت وقبلت يد الجده وحييت ..
ومن بعيد بصيت لقيت الجد ... مجعمز جنبيه راجل "غتييت " عنجد..
اباااى .. أما كان عليه حتت سحنه .. بتخض حيى بحاله .. تفزع ملامحنا ..
وكل دقيقة يطلب شي ..
مرة عصير .. مرة وكل ... مرة حبة شاى ..
م العصر جاعد للعشا .. لابيروح ولا بيقوم يمشى ولا فى خشي ..
جاعد مجعمز حدانا ليل ونهار ومسى ..
يشوف أعمامى وولاد عمامى رايحين جايين ..
أيد واحدة على اللقمة متجمعين ..
على الخير والشر كلهم مع بعض متماسكين ..
يطلع عليهم بعينه الرضيه ..
كل ما يشوفهم على دى الحال .. وش الأذية ..
تقيد النار فى قلبه ... يحقد يغل ويحمى غيظة وغضبه .. ما هو شايفهم عايشين مع بعض عال العال ..
قال لازم افسد عليهم .. وأقعد انخور وسطيهم .. وادوس على رقابيهم ..
وابتدا خطته المشئومة ..على العيلة الطيبة المظلومة ..
واحدة ..
واحدة ..
فضل يدخل فى شئونهم ويتقرب منيهم .. يبث سمه زى الحية عليهم ..
عايز يفراقهم .. ويسعد هو.. لما يعادو بعضيهم ..
عامل صديقهم وقلبه مخلوع عليهم .. مش عايز غير مصلحتهم .. وعشان اكده .. موجود وسطيهم..
لأجل بس يطمن ويشورعليهم ويراعيهم ...
كان مفهمهم أنه الوحيد المخلص ليهم..

يجى لكل واحد فيهم .. يقوله أخوك ده كان .. وكان .. وبيكرهك كمان..
وبيقول عليك شيطان ..
يااااه يا أخى .. ده قلبه شايل منك قوووى يا غلباان..
مأنا لأبوك صديق.. وخابر كل شئ .. وعارف أى كلمة قالها عليك ..

ويروح يلف على الجد من تانى يوسوسله ..
بكلام مش صح واصل ... كله عكس الحقيقة وعكس اللى حاصل..
يفضل يوسوس ويقوله .. ولادك دول وحشيين وعنيهم ع الورث طمعانين..
إياك ترياحهم وعن ورثك أمناعهم .... عيشهم محرومين الولاد دول الملاعين ..
ده أنا ليك ناصح أمين ..
وكله صدق يا عينى الضيف الغتييت الرزيله ..
نجح الشرير يا ولداه وفرق العيلة ...
أصبح الكل كاره بعضه ... وكل واحد شايل فى قلبه من أخوه شيله..
يا خسارة .. كانت الامة حلوة .. ومفرعة شجرة وضليلة ..
راحت خلاص يا ناس عزوة العيلة..
مافضلش غير الائيم حدانا قاعد على تلها مجعمز ومتربع .. وأكل وشارب من خيرنا مستنفع.
قال كان بيقول على نفسه ال ضيف خفيف ومترفع ..
عزيز النفس .. هياخد واجبه ويشكرنا ويستودع ...
ومن طبيتنا فتحنا له بيتنا ..
وفى غفله منا أستولى على الأوراق .. حجة البيت .. ومبايعة الأرض والأملاك.
يا خسااااارة .. رحنا بلاش وتعبنا راح هدر .. لما الخسيس غدر...
يا عيلتى فوقى بقى واتوحدى واصحى .. شوفى اللى بان لك فى القدر..
شوفى الثعبان اللى لابد لنا جوه فى الدوار ..
هيستفرد بينا .. وياكلنا .. واحد .. واحد .. وولادنا لسه صغار..
يا جدى .. سيبك من الميراث مين عارف مين هيورث مين بس من الناس.
ياعمى .. سيبك دى أخوك مهما كان ..
ما تسمع كلام يتنقل عنه يسم الابدان..

ده عمره ما هيتحمل عليك كلمة تمسك .. ويعلم الرحمن .
يقدر مقامك ويعليه .. ما أنت الكبير سنده .. يرضيك يكون ليه كبير غيرك..
أخوك عايش بيحلم بيوم يمد أيده ليك .. يمسح على جبينك بحنانه يرويك .
فوقوا بقى يا عيلتى .. واخرجوا الثعبان..
عيب عليكم.. ياللى ساكتين .. وتركين الجبان يرعى فى حماكم ونسيين.
ده الثعبان مجعمز حدانا فى الدواااااااااااااار ولابد لنا هنا من سنينن .
لسه بتدوله الأمان .. وبتصدقو كلام اللى خان ..
هو مش كان بيقول هيمشى قبل كده من شهور ..؟؟
ويروح عند أهله ويرحل من هنا ويغور ..
بقى بعد كل ده بتصدقوا وعد الثعبان !!
ماهو (100) مرة حلف لنا ورجع تانى فى كلامة .. كذب وغير الوقت والعنوان ..
اخرجووووه من دارنا قبل ما يولد ويكبر .. ونروح كلنا فى خبر كااااااان
آآآآآه يا خوفى من الثعبان ...........