حذر خبراء الشئون السياسية والاستراتيجية من الرهان العربي علي أحد فرسي رهان الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستبدأ رسميا غدا لاختيار رئيس جديد للولايات المتحدة اما بفترة رئاسة جديدة للرئيس جورج بوش او عودة الديمقراطيين للبيت الابيض علي يد جون كيري. اوضح الخبراء انه لا أمل مع الاثنين سواء في حل القضية الفلسطينية وتصحيح مسارها او في المسألة العراقية التي تحكمها المصالح الأمريكية يقتصر الاختلاف علي الاساليب فقط، الا انهم اوضحوا ان المصلحة في الخيار المفروض علي العرب تتمثل في الرهان علي فوز كيري علي اساس ان بوش هو الأسوأ وان اكبر مكسب للعالم العربي من توليه الادارة الامريكية سيتمثل في التخلص من عصابة المحافظين المهيمنين علي "بوش". وفيما يلي آراء الخبراء في تلك القضية.. في البداية يقول اللواء د. نبيل فؤاد خبير العلوم الاستراتيجية المتفرغ انه من المتوقع ان يعطي الرئيس الامريكي بوش ظهره للمنطقة العربية بصفة عامة ولقضية فلسطين والعراق بصفة خاصة إذا نجح في الفوز بفترة رئاسة ثانية وسيظل في طريقه وافكاره حتي ولو كانت خاطئة وبالتالي فلن يكون نجاح بوش لصالح العرب او القضايا العربية. ويشير اللواء نبيل الي تلميحات بعض المحللين السياسيين بان نجاح بوش سيؤدي الي تفعيل مسألة خريطة الطريق ويري ان ذلك يمثل خطأ فادحا لانه طوال فترة رئاسته لم يستطع تفعيل هذه الخريطة ولم يكن هناك امامه ما يمنعه من ان يقوم بذلك ويؤكد انه لن يكون هناك اسوأ من الرئيس بوش تجاه القضايا العربية خاصة انه يتبع منظورا دينيا (مسيحيا صهيونيا) لدرجة ان هناك كنائس مسيحية عديدة تدين بهذا المذهب. كما انه يري انه مؤمن بهذه التعاليم الدينية وانه مرسل من السماء لتحقيقها حسب ما يوجهه المحافظون الصهاينة الجدد. اما في حالة فوز جون كيري برئاسة الولاياتالمتحدةالامريكية فانه مما لا شك فيه ان سياسته ستكون مختلفة ولكن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فلن يكون علي النقيض من سياسة بوش حيث ان سياسة امريكا تحددها مؤسسات وليس افرادا وفيما يتعلق بمسألة التواجد الامريكي بالعراق فمن الممكن ان تكون هناك سياسية فتح قنوات للحوار مع افراد المقاومة العراقية ولكنها لم تصل الي درجة عملية انسحاب كامل مبكر وتفعيل عملية الانتخابات داخل العراق وتمكين الشعب العراقي من انتخاب حاكمه بكامل ارادته. وحول اختلاف اسلوب الادارتين بالنسبة لبوش وكيري يقول اللواء نبيل فؤاد ان ادارة كيري ستسعي الي تقوية العلاقات والتحالفات مع الغرب من اجل عمل حملة دولية ضد الارهاب وان هذه الادارة ستعمل لصالح المنطقة العربية (في العراق) اما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فاتجاه ادارة بوش وكيري متطابقان ويسيران في طريق واحد. ولا يقلل من ذلك اعلان الامريكيين من ذوي الاصول العربية والاسلامية بان اصواتهم ستذهب لجون كيري وحول ظهور بعض المؤشرات تجاه نجاح كيري او بوش اوضح اللواء نبيل فؤاد انها مستبعدة الآن تماما خاصة ان هناك بعض الولايات اجريت فيها الانتخابات ولم ينشر عنها اي مؤشرات حتي لا تؤثر بالسلب علي اتجاهات انتخابات 2 نوفمبر القادم مشيرا الي انه من الممكن ان تحدث مفاجآت كثيرة. الخط.. واحد ويتفق مع الرأي السابق المفكر السياسي الدكتور ميلاد حنا ويقول اننا يجب ان نفهم جميعا ان السياسة الامريكية من الناحية الموضوعية تضعها اجهزة ومؤسسات وليس افرادا كما انها تسير في اتجاه وخط واحد اما من الناحية الذاتية لشخصي بوش أو جون كيري فلكل منهما وجهة نظر مختلفة تتعلق بالاساليب وليس بالاهداف العامة. ويعتقد د. ميلاد حنا انه في حال نجاح كيري سيكون ذلك هو الافضل للعرب والقضايا العربية عن بوش. اما السفير امين يسري سفير مصر السابق بصنعاء ونائب مدير معهد الدراسات الدبلوماسية فيري ان الفترة القادمة ستشهد اختلافا في المنطقة العربية بغض النظر عن اسم الفائز ويقول انه في حالة نجاح بوش فان الادارة الامريكية ستكون اشد انحيازا لاسرائيل وقد يصل الامر الي محاولة اجراء تسوية تتلاءم مع المصالح الاسرائيلية الامريكية اما اذا نجح كيري فان اول نتيجة ستكون تراجع مسار الخط المسيحي الصهيوني المهيمن علي الادارة الحالية وهو ما يعد مكسبا لامريكا اولا وللعالم ومصر بصفة خاصة، خاصة ان هذا الخط كان بمثابة عصابة عملت لصالح اسرائيل طوال حكم الرئيس بوش ووصل الامر الي ان الحرص علي مصلحة اسرائيل فاق المصلحة الامريكية