حرب كونية يقودها الغرب تنفيذا لمؤامرة دنيئة يشرعها ضد سوريا ويتاجر خلالها بدماء الشعب السوري، ويعمد إلي تغييب نفسه عن الحل السياسي للخروج من الأزمة التي كان له اليد الطولي في تأجيجها لأنه لا يريد حلا في الحقيقة وإنما يريد تدمير واستئصال دولة ولهذا وفي تحد غير مسبوق خرجت بريطانيا وفرنسا تطالبان الاتحاد الأوروبي برفع الخطر عن مد المعارضة السورية بالسلاح. الدولتان تتكالبان علي تسليح المعارضة المسلحة أصلا زيادة في التصميم علي تدمير سوريا دولة الممانعة وتحويل المنطقة إلي ساحة استقطاب طائفي كبير، لقد وقع الغرب في تناقض بين، فعلي حين يحارب القاعدة في ?مالي? إلا أنه يدعهما في سوريا..! ولا يفوتنا هنا أن ننعي دولا عربية مدعومة من الغرب تمارس دورا مشبوها دخلت علي الخط وتورطت بشكل فاضح في المؤامرة التي تحاك ضد سوريا نفس السياق الذي حيث عندما أذعنت هذه الدول لأمريكا ودعمتها في غزو العراق ليسقط فريسة ويتم تدميره دولة وشعبا ومراكز بحث وليبقي الجهل والتخلف مترسخا في الأمة. خطيئة العرب في العراق تتكرر اليوم في سوريا ولعلها هنا أوضح لأن أطرافها معروفون ولا ينكرون ما يقومون به من خيانات تآمروا علي ?بشار? لأنه صاحب رؤية كان يجاهر بها علي الدوام، كان عصيا علي أمريكا يعاملها بندية أرهقتها، فلقد اعتادت علي أن تنصاع دول المنطقة لها ومن ثم أفزعها أن تري من يناهضها ويرفض إملاءاتها. تآمرت دول خليجية علي الأشقاء وراحوا يخططون للفاجعة التي نراها في سوريا اليوم ويقع المرء في حيرة بالغة فلا يصدق ما يحدث حوله ويتساءل هل يعقل أن يخون الناس أوطانهم؟ كيف اجترأوا علي الحق وعانقوا المؤامرة التي تم نسجها ضد سوريا وخانوا بذلك دينهم وعروبتهم؟ ولا أدري كيف ارتضي هؤلاء لأنفسهم الالتحاق بمسلسل المؤامرات الذي تقوده أمريكا؟ فمن يحب الأمة لا يمكن أن يكون أداة في يد الساعين إلي تدميرها ولقد تجسد أحد بنود المؤامرة في انتخاب ?غسان هيتو? رئيسا لحكومة المعارضة الذي سارع ليؤكد بأن فرص الحل السلمي باتت معدومة بما يعني أن المعارضة تعتمد الحل العسكري لإنهاء الصراع. الرجل محسوب علي أمريكا، فهو مقيم بها منذ 31 عاما ويحمل جنسيتها فمثله مثل ?حامد كرازي? الذي كان موظفا في إحدي الشركات الأمريكية وجئ به بالباراشوت ليحكم أفغانستان أما ?هيتو? فلقد جئ به بعد أن فرضته قطر ورأت في اختيار خطوة مهمة للاستعداد لمرحلة انتقالية عبر المشاركة السياسية الشرعية لاسيما بعد حصول المعارضة علي مقعد سوريا في الجامعة.ش لقد بدا أن قطر هي التي تتحكم في مسار الجامعة العربية وتوزع الأنصبة وتدير دفة الأمور فيها بعد أن حولتها إلي مؤسسة قطرية ونسفت بذلك ميثاق الجامعة الذي يشترط أن تكون العضوية للدولة المستقلة وليست لجماعة معينة من قبل المعارضة، كما أن ميثاق الجامعة يحرم علي كل دولة عربية العمل ضد نظام الحكم في دولة أخري. بند آخر للمؤامرة رأيناه في ذريعة السلاح الكيماوي الذي لجأت إليه المعارضة المسلحة المحسوبة علي الخارج وبإيعاز من الغرب والملتحفين به كتركيا وقطر عندما أطلقت صاروخا يحمل مواد كيماوية علي ?خان العسل? في ريف حلب في 19 مارس الحالي مما أدي إلي استشهاد وإصابة عشرات المدنيين. العملية مقصودة ومدبرة لتبرير التدخل العسكري ضد سوريا ولا يستبعد قيام تركيا وقطر بتوفير هذا السلاح للارهابيين حتي يتم توجيه الاتهام إلي سوريا باستخدام السلاح الكيماوي وهنا يتم التحرك العسكري بعد أن توفرت الذريعة لمهاجمة سوريا عندئذ. تماما مثل فرية أسلحة الدمار الشامل التي روجوها عندما أرادوا غزو العراق بل إن ?أوباما? في زيارته للمنطقة والتي استهلها بزيارة إسرائيل الأربعاء الماضي لم يمانع في أن يكون هناك تفعيل لحل عسكري لحسم الوضع في سوريا ومن ثم رأينا موافقة إدارته علي خطط فرنسا وبريطانيا لتسليح المعارضة السورية بأسلحة حديثة ونوعية علي أساس أن تتمكن من تثبيت وجودها علي الأرض وإضعاف التوجه نحو الحل السلمي. لقد تراءي لاقطاب المؤامرة إمكانية أن يصبح موضوع الأسلحة الكيماوية المدخل لأي تدخل عسكري بدعوي الحيلولة دون وقوع هذه الأسلحة في أيدي الجماعات المتطرفة مثل ?جبهة النصرة? وحتي لا يتم استخدامها فيما بعد ضد إسرائيل فأمريكا ومن التحق معها يريدون استهداف سوريا بذريعة السلاح الكيماوي ولهذا خرج القائد الأعلي للقوات الأمريكية في أوروبا بالتزامن مع زيارة ?أوباما? لإسرائيل الأربعاء الماضي ليصرح ?بأن حلف الناتو اتخذ موقفا لاتباع نفس الخطوات التي اتخذت في ليبيا لتطبيقها في سوريا? وعامة فإن تدخل الناتو في سوريا لابد وأن يسبقه قرار من مجلس الأمن واتفاق إقليمي وتوافق بين الأعضاء ال 28 في الحلف. ولكن وحتي لو قدر له ضمان أن يكون هناك اتفاق اقليمي تقوده تركيا والسعودية وقطر ومصر وضمان التوافق بين أعضاء الناتو فإن مجلس الأمن لن يستطيع اصدار قرار بالتدخل في سوريا حيث إن روسيا والصين ستعارضان بالقطع كما سبق وأفشلتا ثلاثة قرارات من قبل...