أعجبني جدا مشهد العاملين في فندق سمير أميس، وهم واقفون أمام الفندق بالعصي وقطع الأخشاب وأدوات المطبخ، كن أجل الدفاع عن فندقهم من البلطجية والحرامية وصبية المولوتوف المتشردين وبعض أولاد الشوارع مدعي الثورية، وهؤلاء لم يكن لهم عملا ثوريا جبارا سوي إستهداف فندقي سمير أميس وشبرد، منذ الاحتفال بالعيد الأول لأحداث محمد محمود، وأيضا الاحتفال بعيد ثورة يناير الثاني ، وقام هؤلاء بتحطيم واجهة سمير أميس مرة، ثم نهب محلات الفندق المطلة علي النيل مرة أخري، وإقتحام بهو الفندق مرة ثالثة، من أجل ترويع النزلاء، أو بعبارة أدق تطفيش السائحين من أهم فندق في القاهرة، بل ومنعهم من زيارة مصر كلها في المستقبل .ماقام به العاملون في فندق سمير أميس من طهاة وسفرجية وموظفين وعمال نظافة وبائعين، بالإضافة إلي رجال الأمن بالفندق، لايستهدف إظهار تقصير الشرطة في حماية المنشأت السياحية، ومنها سمير أميس، ولكن يؤكد معني هام هو أن من يحمي المنشأت يجب أن يكون العاملين أنفسهم، لإن ذلك يعني دفاعهم عن لقمة عيشهم ومصدر رزقهم، وفي نفس الوقت يرفع الغطاء السياسي والأخلاقي عن من يقومون بمهاجمة الفنادق السياحية والمنشأت الاقتصادية المهمة، بحجة مواجهة الشرطة وابقاء الثورة مستمرة ونيران النضال مستعرة، فمعني قيام معتدين بالهجوم علي تلك المنشأت وقيام العاملون فيها بالدفاع عنها وليس الشرطة، له تفسير واحد هو أن هؤلاء البلطجية الذين يرتدون أقنعة الثوار، هم في الحقيقة لصوص ومأجورين ويعملون لحساب من يريدون تخريب الوطن وتقويض دعائم الدولة وهدم نظام الحكم، بحجة المعارضة وبقاء الثورة مستمرة حتي تحقق أهدافها! الضربات المنتقاه للمنشأت السياحية في القاهرة، ومهاجمة الفنادق، وسقوط منطاد في الأقصر، وإبقاء حالة عدم الاستقرار السياسي كما هاي - بل تزداد يوما بعد يوم وزيادة حالات الانفلات الأمني، واستهداف مديريات الأمن وأقسام الشرطة ومقار المحافظات، يعني أن هناك مخطط مدروس لضرب السياحة وتطفيش السائحين، رغم المحاولات التي تبذل من الدولة ووزارة السياحة من أجل جذب السائحيين والتسويق لمصر سياحيا في الخارج، مثلما يحدث الأن في بورصة برلين السياحية .إن محاولات ضرب السياحة في مقتل، بل قتلها بالفعل والرقص علي جثتها، جعل مصر تفقد مورد رئيسي لها من العملة الصعبة، في الوقت الذي نعاني منه من نزيف الاحتياطي النقدي، بل الشلل في قطاع السياحة التي تعد قاطرة التنمية ويعمل بها الملايين، أدي إلي فقد نصف العاملين في السياحة لوظائفهم وكبد المستثمريين السياحيين خاصة في شرم الشيخ خسائر تقدلر بملايين الجنيهات، بل وتوقف حركة العمران السياحي، وتطفيش ليس السائحيين فقط ل الاستثمار السياحي الأجنبي، واستمرار خنق السياحة بهذا الشكل قد يعجل بقتل الاقتصاد المصري كله والدخول في دوامة الإفلاس ...