على صفحتها رقم 14 نشرت صحيفة التحرير – العدد 220- التي يترأس مجلس إدارتها السيد الناشر ورجل الأعمال إبراهيم المعلم مقالا يستهدف شخصية عسكرية رفيعة المستوى، ترقى لمصاف رئيس الدولة. المقال حمل عنوان "ابن السفرجي والشاطر حسن"؛ ونظراً لمستوى الانحطاط الأخلاقي والمهني والفكري بهذا المقال لن نتطرق لمضمونه، ولكن المقال موجزه أن ابن السفرجي بوسيلة أو بأخرى نجح في الوصول إلى عرش مصر، وتنكر لقوميته النوبية وتنكرت له.
ثم سب المقال النوبيين وعايرهم؛ لأنهم يعملون بوابين وسفرجية، فالمقال عنصري ويميز بين أهلنا، وفيه ازدراء لشخصية رفيعة المستوى، كما أن فيه ازدراء لقوميتها، وهو لا يمت للصحافة بصلة بل فيه إهانة لجماعة من أهلنا في جنوب مصر، مشهود لهم بالخلق والأمانة والطيبة وحب الوطن.
تلك الجماعة التي ضحت بكل شيء من أجل مصر، وفي حرب أكتوبر عام 1973م استخدمت لهجتهم النوبية لتضليل جيش الحرب الصهيوني، وكانوا من أشرس جنود مصر؛ دفاعا عن أرضنا وعرضنا.
ونحن لا تعنينا محررة غير معروفة كتبت مقالا في تلك الصحيفة مع احترامي للزملاء العاملين فيها، ولكن أعتب وبشدة على الإخوة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذين سمحوا لأجهزتهم أن ترخص لفضائيات وصحف يعرفون جيدا مصادر تمويلها.
ويعرفون جيداً الأجندات التي تخدمها تلك الوسائل، ويعرفون دورهم ورؤيتهم.
وفي تصورنا أن القانون الذي يسمح بالترخيص لوسائل الإعلام لابد وأن تحكمه معايير الأمن القومي، وغير معقول أن ترصد أجهزتنا تمويلاً خارجيا يدخل إلى وطننا علانية، و"على عينك يا تاجر"، وتترك أصحابه يستخدمون هذا التمويل في الإساءة لرموز وطننا وثورتنا الحقيقيين وترخص لهم بصحف وسائل الإعلام.
من حقنا كثوار حقيقيين أن نشك في نوايا من رخصوا لتلك العناصر، سواء كانت تلك العناصر التي تم الترخيص لها من فلول نظام مبارك أو تحاول أن تنسب نفسها للثورة، تلك العناصر التي تسب الثوار الحقيقيين وتتهمهم بالجهل.
وكأن الوعي لابد أن يرتبط بقبول التمويل الخارجي، وكأن الوعي أيضا لابد وأن يقترن بانتخاب عناصر موالية للحلف الصهيوني الأمريكي، وتحج لواشنطن طوال شهور العام.
ونعود للصحيفة ولرئيس مجلس إدارتها السيد إبراهيم المعلم؛ لنقول له يا سيدي ثمة فارق بين النقد والإهانة، وثمة فارق بين كتابة الرأي وقلة الأدب، وما كتب بصحيفتكم من معايرة مسئول بارز وقوميته بأنهم أبناء سفرجية وبوابين مرفوض.
فالمهن الشريفة كلها واحد، والأرض لا يرثها إلا عباد الله الصالحون، والملك يؤتيه الله لمن يشاء وينزعه ممن يشاء.
وابن السفرجي الذي تعلم وتربى من جهد وعرق والده الشريف المكافح أفضل ألف مرة من ابن الصحفي أو الطبيب أو رجل الأعمال الذي تربى من أموال حرام، جلبها والده من خلال تمويل خارجي، يهدد به أمن وطنه القومي، أو جلبه من خلال السمسرة في المال العام، أو من خلال الاستيلاء على أموال البنوك.
ومن اللافت للانتباه هنا، أننا نرى فيما كتبته التحرير خلط أوراق لان ابن السفرجي الذي علمه ورباه والده على الخلق والمبادئ، ابن السفرجي الذي لم يمد يديه للمال الحرام، ولا للتمويل الخارجي ليربي أولاده، وانحاز لثورتنا واحتضنها ودافع عنها، يعايرونه بهوات المال إياه بمهنة أبيه!!
والذين يعايرونه يتخلون عن تربية أهلهم من الفلاحين والعمال والموظفين الشرفاء، ويمدون أياديهم للمال المعروفة مصادره، والمصيبة أنهم لا يكتفون بذلك ويتحلون بالصمت الجميل، وهم إنما يتطاولون على المواطن الشريف ابن السفرجي الذي تعلم من كد أبيه، وكان على مستوى مهنة أبيه الشريفة عندما انحاز لثورة مصر ورفض أن يمد يداه للمال الحرام أو لأي تمويل خارجي.
ابن السفرجي الذي امتلك إرادة سياسية جعلته يترك القضاء حرا ليحاكم 19 أمريكيا منهم ابن وزير النقل الأمريكي في قضية تمويل المنظمات، لانتهاك هؤلاء لسيادة مصر وكرامتها، وربما لهذا السبب يعايرونه، فالطيور على أشكالها تقع.
ولذلك كان هذا هو الجزاء الذي يستحقه ابن السفرجي من قبل تلك الصحيفة، وغيرها من الأدوات الأخرى المعروفة، التي لا نعرف لماذا تهاجم الآن كل قيمة للشرف في مصر؟
وإننا نكتب ذلك ليس دفاعاً عن الرجل العسكري البارز المذكور، والذي سماه المقال بابن الحاج أبو حسين؛ لأن هذا القائد البارز الشريف قادر على الدفاع عن نفسه.
وفي اعتقادنا أنه يلتزم السماحة والصمت بحكم ما أسند إليه من مهام سياسية، وإن كنا نرى أنه بالنسبة لقلة الأدب في الكتابة لا تجوز السماحة، وعموما هو حر في التعامل مع تلك الإهانات التي تخصه.
ولكن نحن نكتب ذلك دفاعا عن المهنة وعن ميثاق الشرف الصحفي الذي تم انتهاكه من خلال هذا المقال.
ونكتب ذلك في إطار كشفنا للدور الذي تلعبه تلك الصحف الآن والفضائيات في زعزعة استقرار الوطن، وتهديد أمنه القومي، والإساءة لكل قيمة أو فضيلة، ولا نعتقد أن السيد إبراهيم المعلم سيلتزم الصمت في مواجهة هذا العبث وهذا التهريج الذي يهدد حرية المهنة ويعرض الزملاء الصحفيين للخطر .
وليس صحيحا أن النوبيين بوابون وسفرجية، فالنوبيون الآن ضباط، وصحفيون ومهندسون وأطباء وقادة.
النوبيون هم أصل حضارتنا، وفي حبات عيوننا، وهم أهلنا وهم أطيب ما فينا كمصريين.
النوبيون شُرِدوا عند بناء السد لكي نحيا، وظلموا بعد بناء السد لكي نعيش، ولم يحصلوا حتى الآن على حقوقهم، ولأجل ابن السفرجي المناضل الشريف والقائد العظيم نقول: جنوبي الهوى قلبي... وما أحلا هوى قلبي جنوبيا. * * * *
ولنا وقفة - نفى السيد اللواء محمد إبراهيم -وزير الداخلية- أن تكون قواته المتواجدة للدفاع عن وزارة الداخلية قد أطلقت أية طلقات خرطوش على المتظاهرين، وأشار الوزير إلى أن القوات استخدمت فقط قنابل الغاز، إثر ورود معلومات بوجود مخطط لاقتحام الوزارة ومديريات الأمن والسجون ومراكز الشرطة.
وإذا ما سلمنا بصحة كلام السيد الوزير فإننا نسأل سيادته ونتساءل بدورنا، إذن من أطلق هذا الخرطوش؟ ومن قتل كل هؤلاء الشباب؟ ومن نفذ مذبحة بورسعيد؟ ومن قتل الشباب أمام ماسبيرو من قبل؟ وأمام مجلس الوزراء؟ وفي شارع محمد محمود؟
لابد أن يجيب وزير الداخلية عن تلك الأسئلة ويقدم الجناة الذين ارتكبوا تلك الجرائم للنيابة كمسئول أول عن الأمن، قبيل أن يقف ويقول لنا إنه لم يطلق الرصاص أو الرش، وبدون ذلك فلن يصدقه أحد.
- نحن لا نعرف أسباب الهلع على مصر، والذي يحاول البعض أن يصورونه، اعتمادا على ما تبثه فضائيات وصحف المارينز، من تضخيم لحوادث سطو وسرقة ومحاولات اقتحام بعض الأقسام، إلى جانب تظاهرات ينظمها عدة آلاف من الشباب الذي تم تضليله، تلك التظاهرات التي يتسلل إليها مخربون وبلطجية مدفوعين من قبل فلول وقوى معادية لمصر، ليقوموا بحرق المنشآت العامة وتخريبها.
وعلى الرغم من تحذير ناشطين من خطورة تنظيم تلك التظاهرات إلا أنهم لا يستمعون لتلك التحذيرات، وآخر مبتكراتهم الدعوة لعصيان مدني، ونحن نقول لهم إن هذا العصيان لن يشارك فيه أحد، فلا يمكن لأقلية لا تذكر أن تفرض إرادتها على أغلبية ثورية ساحقة. ونقول لصديقي الأستاذ أحمد الخياط ..مصر بخير .. ويا جبل ما يهزك ريح.
- لاحظنا أن الهانم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وقفت أمس ترغي وتزبد وهي تحذر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة من تداعيات محاكمة الأمريكيين أصحاب منظمات التمويل، وتقول كلاما يفهم منه أن معونتها يأخذها أشخاص ولا تستفيد منها مصر، وأنهم في واشنطن يعلمون ذلك، ونحن نقولها للسيدة هيلاري بوضوح: لو كانت فعلا المعونة يأخذها أشخاص بالمجلس لما كانوا قد تركوا القضاء حرًّا يقوم بدوره ويحافظ على استقلاله، ويحمي مصر من محاولات تقنين العمل غير الشرعي.
- وقف أحد النواب أصحاب الصوت العالي والمعروفين بولائهم لأي قائد يحكم مصر، وقف يرفع صوته داخل البرلمان ويشيد بوزيرة التعاون الدولي، ويحاول أن يصدر للرأي العام كذبا أنها خلف قرار وقف عمل المنظمات، وللأسف ما قاله نوع من خلط الأوراق وإلباس الحق باطلا؛ لأن تلك الوزيرة هي من تركت المنظمات تعمل بشكل غير شرعي سنوات طويلة في عهد مبارك، وهي من أبرز فلول هذا العهد الأسود ولا نعرف لماذا يتركونها حتى الآن.
- إلى القراء، "سامي": نحن نؤمن بالله وكتبه ورسله، ولا يمكن أن نسيء لأي دين سماوي أو رسول ونبي، ولا نعادي إنسانا خيرا، وإلى الأستاذة: "علا" نشكرك لأنك أوضحتي لهم خطورة العصيان، والتحية لأخي الأستاذ صبحي الحفناوي ، وإلى المجاهد أبو حذيفة: تحية إعزاز وتقدير، يا صديقي أنا عاجز عن تعبير يوافيك ما تفعله لأجلي، ولكن أقولها لسيادتك "إن الكاتب الكبير الدكتور محمد عباس زارني ذات مرة بسجن مزرعة طرة، حيث كنت محبوسا بتهمة سب التطبيع مع ما يسمى بإسرائيل ورمزه يوسف والي، ووجدني حزينا لأن زملاء صحفيين يهاجمونني وأنا في السجن مع رفاقي بجريدة الشعب وبينهم رئيس تحريرها المجاهد مجدي أحمد حسين، فقال لنا إنه كان يحزن من تلك الأفعال، وعندما قرر أن يحتسب كل ما يفعله لله، باتت نفسه راضية، ونام قرير اللعين، من وقتها أصبحت أحتسب ما أفعله لله، وبت مرتاحا، ولا أنظر لأي نقد "أشكرك أستاذ أبو حذيفة... وأستاذ سيد ربنا يجعل ما قلته في ميزان حسناتك، والحمد لله على كل. [email protected]