تقود السعودية سوق الاستثمارات المتوافقة مع أحكام الشريعة الاسلامية التي تشهد نموا قويا في أوروبا، ورغم أن حجم السوق لايزال صغيرا فإن نسب النمو التي يسجلها هي التي تظل مرتفعة وأعلي من معدلات النمو الطبيعية التي تشهدها القطاعات الأخري. وتقول أحدث البيانات الصادرة عن ?آرنست أند يونج? إن حجم الصناديق الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية يبلغ 85 مليار دولار، كما أن سوق الصكوك العالمي يبلغ حجمه 300 مليار دولار. وبحسب مقابلة مطولة مع الرئيس التنفيذي لشركة ?سيدكو? السعودية حسن الجابري، أجرتها معه صحيفة ?فايننشال تايمز? البريطانية، فإن ?سيدكو كابيتال? التي تأسست في جدة عام 2010 أصبحت في عام 2012 أكبر شركة لإدارة الصناديق الاستثمارية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية في لوكسمبورغ، التي تمثل بوابة مهمة للاتحاد الأوروبي، وتتخذ منها معظم الشركات الكبري مقراً لإداراتها الإقليمية. وبحسب الجابري فإن شركة ?سيدكو? لديها صناديق استثمار إسلامية في أسواق الأسهم الأمريكية، وفي أسواق الأسهم الناشئة، وفي قطاع العقارات العالمي، فيما تمتلك الشركة خططا للتوسع في استثماراتها وإطلاق صناديق جديدة قريبا. وقال الجابري إن ?سيدكو? ستطلق صندوقين للاستثمار قريبا بقيمة 150 مليون دولار لكل منهما، وسيصار إلي تمويلهما من أصحاب الثروات من زبائن الشركة. أما خلال العام الحالي 2013 فتعتزم ?سيدكو? إطلاق 10 صناديق استثمار متوافقة مع الشريعة الإسلامية، لترتفع بذلك أصول الشركة في لوكسمبرج الي 1.6 مليار دولار. ورغم أن غالبية الأموال التي تقوم الشركة باستثمارها في أوروبا تأتي من مستثمرين وأصحاب ثروات سعوديين، فإن الجابري يؤكد أن المستثمرين التي يتم ادارة ثرواتهم يعودون الي أماكن مختلفة، علي الرغم من أن الشركة لا تستهدف سوي ?مستثمرين علي درجة عالية من الرقي? علي حد تعبير الجابري. ويؤكد الجابري ان ?العديد من البنوك اتصلت بالشركة? من أجل بناء شراكات معها والاستثمار في صناديقها، مؤكدا أيضا أن العديد من المستثمرين غير المسلمين هم من بين زبائن الشركة المساهمين في صناديق الاستثمار المتوافقة مع احكام الشريعة الاسلامية. وتمثل الاستثمارات الاسلامية، بما فيها الصكوك، سوقا جاذبة ولافتة للانتباه في أوروبا والولايات المتحدة بفضل الشركات السعودية والاستثمارات الخليجية التي أنعشت هذا القطاع، خاصة في ظل الأزمة المالية التي يشهدها العالم والتي أدت الي تراجع في شهية المستثمرين نحو الاستثمارات التقليدية.