بعد الإعدادية.. شروط الالتحاق بمدارس التمريض 2024 والأوراق المطلوبة    ظهرت الآن.. رسميًا نتيجة الشهادة الإعدادية بمحافظة كفر الشيخ (رابط)    غرفة عمليات «طيبة التكنولوجية»: امتحانات نهاية العام دون شكاوى من الطلاب    تطوير مرحلة الثانوية العامة.. رئيس الوزراء يعقد اجتماعا هاما مع قيادات التعليم    رئيس الوزراء يُشدد على ضرورة تعيين 30 ألف مُعلم كل عام    سعر الدولار اليوم الأحد 2 يونيو 2024 مقابل الجنيه المصري منتصف التعاملات    وزير البترول يعلن دخول شركة عالمية جديدة للسوق المصرية    محافظ القاهرة: 10 آلاف جنيه غرامة على ذبح الأضاحي خارج المجازر في العيد    زيادة رأسمال شركة أبو الهول المصرية للزيوت والمنظفات إلى 200 مليون جنيه    السكرتير المساعد لبني سويف يناقش إجراءات تعزيز منظومة الصرف بمنطقة كوم أبوراضي الصناعية    وزارة الإسكان تستعرض مميزات وأهداف محور عمر سليمان    3 تحقيقات بسقوط مروحية الرئيس الإيراني لم تستبعد "التخريب المتعمد"    وزيرا خارجية المغرب وكوريا يبحثان تعزيز علاقات التعاون الاقتصادية والتجارية    وزيرة التخطيط ل"النواب": الأزمات المتتالية خلقت وضعًا معقدًا.. ولابد من «توازنات»    سيناتور أمريكي: نتنياهو «مجرم حرب» لا يجب دعوته للكونجرس    مفاجأة كبرى.. تحديد موعد إعلان ريال مدريد التعاقد مع مبابي رسميًا    أحمد شوبير يعلن عن بشرى سارة لجماهير الزمالك    4639 طالبا وطالبة بالقسم الأدبي يؤدون امتحانات الثانوية الأزهرية في المنيا دون شكاوى    حريق هائل داخل كلية طب الأسنان في جامعة طنطا    السجن 6 أشهر ل مقاول بتهمة تعاطي الهيروين في البساتين    تحرير أكثر من 300 محضر لمخالفات في الأسواق والمخابز خلال حملات تموينية في بني سويف    ضبط أطنان من دقيق أبيض وبلدي مدعم للتلاعب بالأسعار    محافظ مطروح يودع حجاج الجمعيات الأهلية.. صور    أحمد حلمي يطالب بصناعة عمل فني يفضح الاحتلال الإسرائيلي: علينا تحمل مسئولية تقديم الحقيقة للعالم    رسمياً.. منحة 500 جنيه بمناسبة عيد الأضحى لهذه الفئات (التفاصيل والموعد)    أضحية عيد الأضحى 2024.. وقت الذبح وحكم الاشتراك فيها (لا يجوز في هذين النوعين)    تسبب الخمول ورائحة العرق الكريهة.. طبيب يحذر من تناول هذه الأطعمة في فصل الصيف    معلومات مركز الوزراء يجرى استطلاعًا للرأى حول دور ومكانة المرأة فى المجتمع 82 % اعترضوا على أن «زواج الفتيات» أهم من إكمال تعليمهن الجامعى    الاتحاد السكندري يخشى مفاجآت كأس مصر أمام أبو قير للأسمدة    محكمة النقض تؤجل نظر طعون المتهمين في قضية شهيدة الشرف بالدقهلية ل3 نوفمبر    مجلس أمناء الحوار الوطني: نؤكد رفض تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية    أول فيلم مصرى تسجيلى فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى فى دورته77 .. بنات المنيا يحصدن جائزة «العين الذهبية» عن «رفعت عينى للسما»    مي عز الدين تعلن تعرض والدتها ل أزمة صحية تطلب الدعاء لها    الشرقية تحتفل بذكرى دخول العائلة المقدسة ومباركتها لأرض مصر في منطقة آثار تل بسطا    وسائل إعلام لبنانية: شهيدان مدنيان في غارة إسرائيلية على بلدة حولا    تعيين الشيخ صباح الخالد الحمد وليا للعهد بالكويت    جواز ذبح الأضحية للمصريين المقيمين بالخارج: التفاصيل والأولويات    د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء يجيب عن أشهر أسئلة الحج: التخلف من العمرة للحج مخالفة لا تتفق معها العبادة.. ويحقق أذى المسلمين فى الحج    «عاشور»: الجامعات التكنولوجية تعتمد على أحدث النظم العالمية لتقديم تجربة تعليمية متميزة    متحدث الزمالك: شيكابالا أسطورة الزملكاوية.. وهناك لاعب يهاجمه في البرامج أكثر مما يلعب    انتقادات أيرلندية وأمريكية لاذعة لنتنياهو.. «يستحق أن يحترق في الجحيم»    البابا تواضروس يستقبل قيادات الشركة المتحدة تزامنا مع عرض فيلم أم الدنيا في الكاتدرائية    ل برج الجوزاء والعقرب والسرطان.. من أكثرهم تعاسة في الزواج 2024؟    حزب الله يشن هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر كتيبة إسرائيلية في الجولان    10 يونيو.. معارضة بطل مسلسل "حضرة المتهم أبي" على حكم حبسه    وزير النقل يشهد استقبال عدد من السفن بمحطة تحيا مصر متعددة الأغراض بميناء الاسكندرية    عاجل بالأسماء.. شلبي يكشف رحيل 5 لاعبين من الأهلي    محامي الشيبي: عقوبة اتحاد الكرة استفزت موكلي.. وتم إخفاء قرار الانضباط    غرفة الرعاية الصحية باتحاد الصناعات: نتعاون مع القطاع الخاص لصياغة قانون المنشآت الجديدة    "صحة الإسماعيلية": بدء تشغيل قسم الحضانات بمستشفى حميات التل الكبير    طريقة عمل الكيكة الباردة بدون فرن في خطوات سريعة.. «أفضل حل بالصيف»    ما هي محظورات الحج المتعلقة بالنساء والرجال؟.. أبرزها «ارتداء النقاب»    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 2 يونيو 2024    احمد مجاهد: انا مؤهل لقيادة اتحاد الكرة وهاني أبوريدة الوحيد اللي منزلش قدامه    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    قصواء الخلالى ترد على تصريحات وزير التموين: "محدش بقى عنده بط ووز يأكله عيش"    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بجوار سور الأزبكية..!!
نشر في العالم اليوم يوم 08 - 07 - 2012

لم يكتف بائع الأحذية أن يقتطع جزءاً من الطريق المقابل لسور الأزبكية في اتجاه شارع 26 يوليو وأن يقوم بنصب بضاعته في عرض الشارع.. وأن يضع أيضاً مظلة ليجلس تحتها آمناً مطمئناً إلي أن أحداً لن يجرؤ علي مساءلته في السطو علي الشارع، بل وصل به الاستهتار والتحدي أن يحضر معه "الشيشة" أيضاً.. وأن ينفث دخانها علي بعد خطوات من أحد عساكر المرور الذي كان مكتفياً بالنظر إلي السيارات التي حاربت للخروج من عنق الزجاجة الضيق في هذا المكان في مشهد عبثي يترجم حالة المرور في شوارعنا..!
وقريباً من هذا البائع وأمام فتحة الخروج لنفق الأزهر فإن سائقي سيارات "السوزوكي" أقاموا موقفاً خاصاً لسياراتهم وهم يقودونها في الاتجاه العكسي وينادون علي الركاب..!
ولكي يكتمل المشهد الذي أصبح معتاداً في كل شوارع وميادين مصر فإن الباعة الجائلين أتوا من كل مكان للمشاركة في وليمة الفوضي، فإلي جانب بائع التين الشوكي، كان هناك بائع الذرة المشوية، وبجوارهما عربة يقوم صاحبها بتقديم عصير البرتقال الطازج ووقف بائع الليمون يبحث عن زبائنه، أما بائع "الخس" فهو مشغول دائماً بإزالة أوراق الخس التي أفسدتها الحرارة.. ولم يكن صاحب عربة الآيس كريم بعيداً عن المشهد، فله زبائنه أيضاً، بخلاف العديد من الباعة الجائلين الذين احتلوا الشارع وافترشوه ببضائعهم، ولا تدري ما الذي يقومون ببيعه.. ومن سمح لهم بذلك؟!
وأحداً بالقطع لم يسمح بشيء، فكل من يريد أن يفعل شيئاً، سيفعله.. وكل من كان يحلم بالوقوف في الشارع لبيع المناديل الورقية أو زجاجات المياه المثلجة، سيجد أنه من الأفضل له لو فكر قليلاً أن يقوم ببناء كشك علي أي رصيف وسرقة التيار الكهربائي من أي عمود إنارة ولن يكون في مقدور أحد أن يقول له شيئاً، أو أن يفكر في عقابه..!
ونسأل.. ونتساءل.. أين شرطة المرافق.. أين الأجهزة الأمنية.. وأين من يراقب ويهتم بسلامة وانسيابية المرور في شوارعنا؟
ولن تجد رداً مقنعاً، فالأمن رغم كل ما قيل وما يقال مازال غائباً، ومازال متردداً في تنفيذ مهامه، ومازال الغموض يحيط بسياساته في التعامل مع المواطنين ومازال يبحث عن معالم طريق جديدة لكيفية التعامل.. وكيف يمكن الاصطدام مع الجماهير..!
والاصطدام مع المواطنين هو أم المشكلات بالنسبة للأمن الآن.. فالناس لا تريد لرجال الأمن أن يمارسوا عملهم بالقانون أو بغيره، والناس أصبح لها قانونها الخاص القائم علي مصلحتها وتجاوزاتها، ولا تريد لأحد أن يفرض عليها قانوناً عاماً.
ولو تجرأ رجال الأمن الآن علي إغلاق أي منشأة أو محل مخالف وبدون تراخيص فإنهم سيواجهون بمقاومة من الأهالي واحتكاكات وتجمهر ويتعرضون للضرب والإهانة، وسيخرجون في نهاية المطاف خاسرين وقد يفقد بعضهم موقعه وعمله أيضاً.
ولو حاول رجال الأمن حالياً تنفيذ توجيهات الرئيس محمد مرسي بإزالة التعديات علي الأراضي الزراعية في المحافظات فإن المعارك التي ستنشب هناك كفيلة بأن يفقد معها وزير الداخلية الحالي والقادم.. وما بعد القادم مواقعهم ومواقع كل المحيطين بهم لأن تنفيذ هذه التوجيهات لا يعني المصادمات وعلو صوت السلاح في المواجهات.
ولأن رجال الأمن عبر عقود طويلة لم يكونوا في حاجة إلي تبرير ما يفعلون أو الالتزام بالقانون في تأدية عملهم، وكان اعتمادهم علي القوة والهيبة، فإنهم يواجهون أزمة هائلة الآن في التعامل مع المواطنين بأسلوب يجمع ما بين الحزم والقانون والاحترام، ولا يجدون مساحة للتحرك والمناورة في تأدية عملهم بأسلوب جديد، ويخشون عواقب الخطأ والتجاوز، فأدي ذلك إلي التردد في اتخاذ القرار وربما التقاعس عن تنفيذه أيضاً خوفاً من المساءلة والعقاب..!
والنتيجة.. هي أننا أصبحنا أمام شارع بلا صاحب.. وأمن بلا رؤية، وبلد يحتله عدد من الباعة الجائلين الذين تحول بعضهم إلي بلطجية في الطريق العام، واختلال مروري رهيب نتيجة لانفلات غير مسبوق في سلوكيات سائقي الميكروباصات والنقل والأجرة..!
وهو مشهد يقضي علي كل محاولات الإصلاح والتغيير، لأن الإصلاح يبدأ من الشارع، ولأن الناس إذا فقدت الأمن والأمان، فقد فقدت كل شيء، والأمن والأمان مازالا غائبين، وكل يوم هناك من يستعرض ويظهر قوته علي رجال الأمن فقط دون أن ينظر إلي عواقب ذلك، ودون أن يحاول احتواء أي أزمة لكي يمكن أن تعود لرجال الأمن الثقة وأن يواصلوا أداء عملهم بمساندة مجتمعية وبتعامل أكثر رأفة بظروفهم وبتوجيههم بروح من التحلي بالصبر حتي يدركوا ويستوعبوا ويهضموا المتغيرات الجديدة..!
إننا لم نعد نجد رصيفاً نسير عليه، ولا شارعاً يمكن القيادة فيه بسلاسة وانسيابية، ولا منطقة تخلو من الباعة الجائلين.. ولا مكاناً نشعر فيه بالهدوء والاطمئنان.. وإذا لم نتعاون معاً لسرعة عودة الأمن والنظام والالتزام بالقانون فإن بيوتنا أيضاً ستواجه خطراً رهيباً.. وسيصبح اقتحامها مباحاً مستباحاً.. فميدان التحرير أصبح خالياً.. ولكن الفوضي في أماكن أخري كثيرة..!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.