تفاقمت أزمة انتشار الباعة الجائلين في بني سويف وأصبح الأهالي يعانون أشد المعاناة منها بعد أن قاموا باحتلال الشوارع والميادين وأغلقوا أكبر شارع تجاري وأشهر ميدان في عاصمة المحافظة نتيجة غياب شرطة المرافق وإدارة المرور عقب ثورة 25 يناير . الغريب أن المسئولين بالوحدات المحلية بالمراكز والمدن والمحافظة وقفوا مكتوفي الأيدي إزاء هذه الظاهرة بل عجزوا عن مواجهتها بحسم للحد منها أو تقنينها وإنشاء سويقات صغيرة تجمع هؤلاء الباعة حفاظاً علي البعد الاجتماعي لهم ونظافة الشارع أيضاً. قال الدكتور ناصر سعد "أمين الإعلام بحزب الحرية والعدالة ببني سويف" إن ظاهرة انتشار الباعة الجائلين في بني سويف من الظواهر السلبية ويرجع سببها الرئيسي إلي ما أسماه بالترهل الإداري في دولاب العمل بالمحافظة.. وتساءل أين شرطة المرافق وإدارة المرور فسواء ضباط أو افراد يحصلون علي مرتباتهم وحوافزهم. لكن لا يعملون فهم غائبون عن الشارع.. فالأجر مقابل العمل. أبدي أمين الإعلام استعداده كحزب أن ينزل بأعضائه لمساعدة رجال الشرطة في أداء عملهم والتعامل مع المواطنين ومنهم الباعة الجائلون لحين قيام الوحدات المحلية بتدبير أماكن بديلة لهم. أما فرج الله مصطفي فرج الله "صاحب شركة لبيع الأدوات المنزلية بشارع الجبالي" ففجر مفاجأة من العيار الثقيل قائلاً إن شارع الجبالي من أكبر الشوارع التجارية في المحافظة وبسبب احتلال الباعة الجائلين له وكذلك أصحاب المحلات الذين وصل عرض بضاعتهم إلي منتصف الشارع بدأ الزبائن في الهروب منه بعد أن ضاق الشارع الذي يبلغ عرضه 10 أمتار إلي متر واحد فقط. أكد فرج أن شارع الجبالي يشهد دائماً مشاحنات ومشاجرات بين الباعة الجائلين وأصحاب المحلات من جهة وبين الأهالي من الجهة الأخري وسبق وقوع جريمة قتل بين بائعين بسبب الخلاف علي وضع الفرش. محمد فاضل معتوق "قيادي بحزب الكرامة": لقد تعدي الباعة الجائلون علي حقوق المارة فلم يكتفوا بعرض بضاعتهم علي الرصيف بل تعدوا علي الشارع الذي هو من حق المارة والمواطنين والغريب أن المسئولين يقفون مكتوفي الأيدي إزاء هذه الظاهرة الخطيرة. أكد الشيخ عصام مصطفي إمام مسجد العجمي ومن سكان مساكن حوض الدلالة أن الباعة الجائلين افترشوا الطريق المواجه للعمارات وتسببوا في ازعاج السكان وسماع الألفاظ التي تخدش الحياء وارتفاع أصوات الأغاني الهابطة . أضاف لقد اقترح المحافظ وكلف الوحدة المحلية بتحويل الحديقة المواجهة للموقف إلي باكيات لهؤلاء الباعة ولكن لم يتم التنفيذ بعد. أكد مجدي الأسمراني "رجل أعمال" أن كثيراً من الناس لم يفهموا الثورة وحولوها إلي فوضي في كل شيء أصبح كل شخص يستطيع أن يفعل ما يريده دون مراعاة للقانون أو للآخرين مضيفاً أن ظاهرة انتشار الباعة الجائلين زادت بشكل ملحوظ جداً بعد الثورة . تساءل علي توفيق "ناشط اجتماعي" عن دور شرطة المرافق ولماذا لم تقم بدورها في رفع وإزالة الاشغالات والحد من انتشار الأكشاك العشوائية غير المرخصة في جميع شوارع المحافظة والميادين العامة. أرجع العقيد ياسين السوهاجي رئيس قسم شرطة المرافق سبب انتشار ظاهرة الباعة الجائلين إلي ظهور فئات جديدة من المجتمع لدخول هذه المهنة التي أصبحت مهنة من لا مهنة له فكل يوم يزداد عددهم وخاصة بعد ثورة يناير. أما المحافظ المستشار ماهر بيبرس فقال إن هذه ظاهرة خطيرة زادت بعد الثورة بشكل ملحوظ ودائماً نقوم بجولات ميدانية ويتم التنبيه علي الباعة الجائلين بالالتزام بأماكنهم المحددة إلا أنهم لا يلتزمون فيتم تحرير محاضر لهم. أضاف أنه تم تخصيص موقع للباعة الجائلين بمنطقة حوض الدلالة وموقف محيي الدين لعمل باكيات بدلاً من وقوفهم في الطريق مما أدي إلي ضيق الطريق وصعوبة مرور السيارات فيه. أما شارع الجبالي فقد قمت عندما حضرت للمحافظة بفتح الشارع للمارة والسيارات في أحد الأيام إلا أنني فوجئت في اليوم الثاني باحتلال الباعة الجائلين الشارع مرة أخري وهذا يرجع إلي سلوكيات هؤلاء غير الملتزمين بقواعد القانون.