الآن وقد أصبح الدكتور محمد مرسي رئيسا لبلدنا الحبيبة مصر بعد ماراثون إعادة أحاطه الكثير من الجدل السياسي علي جميع الأصعدة.. فقد ربحت في النهاية مصر بديمقراطية لم يسبق لها مثيل سوي في الدول الأوروبية المتقدمة وتكاد تكون نسبة النجاح قريبة جدا من نتائج الانتخابات الفرنسية التي فاز بها المرشح الاشتراكي أولاند علي الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي وهذا مؤشر هام ينبغي الالتفات إليه. هنيئا شعب مصر.. هنيئا للأمة العربية بالديمقراطية الوليدة وبالنزاهة الانتخابية التي شهد لها الجميع. كنت أجلس أمام التلفاز باحد فنادق السعودية التي ذهبت اليها بغرض "العمرة" وتسمرت أمام المشهد العظيم عند اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية لجمهورية مصر العربية وإلي آخر دقيقة في بيان المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية والكل لا يعلم من هو رئيس مصر القادم.. حتي أعلن أولا الحيثيات التي بنت عليها اللجنة النتيجة ثم اعلان الدكتور محمد مرسي كأول رئيس مدني مصر منذ ثورة 1952م في الجمهورية الثانية. كنت ولا انكر هذا متخوفا من ترشيح أحد أقطاب جماعة الإخوان المسلمين وأحد قادة حزب الحرية والعدالة لهذا المنصب الرفيع.. فالجماعة التي كان محظورا عليها الدخول في السياسة لأسباب عديدة وكنت دائما ومازلت مع الدولة المدنية وليس الدولة الدينية فمصر تختلف كثيرا عن بعض الدول التي تتبني تلك النظريات.. ولكن بعد أن قام الرئيس محمد مرسي ببعض المداخلات عبر القنوات التليفزيونية المتعددة والتي حاول فيها شرح منهجه ومحو أي شكوك كانت ومازالت تتردد في صدور فئة كبيرة من الشعب المصري.. فقد استرحت قليلا انتظار الي ما يحدث عي أرض الوقع في المستقبل القريب. علي أية حال فمصر قد تغيرت كثيرا منذ ثورة 25 يناير وجميع تعهدات الرئيس المنتخب مسجلة وبها أنه سيكون رئيس لكل المصريين بما فيهم المرشد العام للإخوان المسلمين وبأنه سيسمح بحرية الإبداع واحترام جميع المواثيق والمعاهدات الدولية وسيحكم مصر بالقانون والعدل والمساواة لكل فئات الشعب المصري . هناك ملاحظة أود أن ألفت نظر القارئ الكريم إليها وهي أنه حينما تولي الرئيس والزعيم الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام قيادة شعب مصر بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.. لم يجتمع عليه جميع أطياف الشعب المصري متشككين بأنه غير قادر علي ملأ الفراغ الذي تركه سلفه وأيضا من كانوا رفقاء سياسيين معه في تحمل المسئولية وبدا لهم أنه سيكون طيع أيديهم فيكون لهم اليد الطولي في حكم مصر ولو من وراء ستار وكثرت التندرات عليه في مراحل حكمه الأولي ولكن الرئيس الراحل السادات أثبت عمليا قدرته الفائقة في التخلص منهم جميعا وأدار فترة حكمه بكل اقتدار وفاجأ العالم كله بعد أن قاد مصر الي نصر أكتوبر المجيد وأيضا قاد مصر الي النصر في معركة السلام واستعاد جميع الاراضي المصرية المحتلة والأهم من ذلك رفع اسم مصر الي عنان السماء في جميع انحاء العالم كبلد حضاري له ثقله في المجتمع الدولي. أملنا كبير وحلمنا أكبر في استعادة مصر لدورها السياسي والاقتصادي وللمواطن المصري بالعيش أمنا مطمئنا داخل حدود بلاده.. علينا جميعا الدعاء لمصر الحبيبة بالتقدم والاذدهار.. وأعان رئيس مصر الجديد علي مهمته التي ليست باليسيرة.. حفظك الله يا مصر وجنبك الشرور والمحن . حماك الله يا مصر والله الموفق دكتور أحمد المصري [email protected]