جاءتني رسالة بها ملاحظات هامة من نجلي الأكبر " ايهاب" ونظرا لأهميتها أردت أن أشرككم في تفهم فحواها.. وتقول الرسالة.. بدون مقدمات.. تعودت أن أمر يوميا من أمام النصب التذكاري لقبر الجندي المجهول أو النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر وهو نصب تذكاري شيد علي شكل هرم في القاهرة في مصر. يقع النصب في ضاحية مدينة نصر. وشيد بأوامر من الرئيس المصري الراحل أنور السادات (رحمه الله)، تخليدا للمصريين الذين فقدوا أرواحهم في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973. وقد تم افتتاحه في أكتوبر 1975. نفس الموقع اختير مكانا لدفن الرئيس السادات عقب اغتياله في أكتوبر 1981. واختير شكل الهرم رمزاً لفكرة الخلود في حضارة المصريين القدماء. وتسمية الدولة الجندي المجهول لأنه رمز.. لجنود فقدوا أسماءهم وهويتهم في سبيل هدف أسمي هو التمسك بتراب الوطن.. وتراب الوطن أغلي من الأسماء..لهذا فهو جندي مجهول الاسم ولكن معلوم في الهدف والتضحية التي من أجلها استشهد. نصنع تمثالا للجندي أو شاهد قبر او رسما يرمز لهذا الإنسان لنقف أمامه احتراما للدولة التي منها هذا المجهول. ومثله مثل علم الدولة.. ينحني أمامه زائر البلد احتراما لشعار البلد التي قدم لزيارتها بصفة رسمية وقد لاحظت أيضا تطوير ساحة النصب التذكاري حيث أضيفت له نافورتان من الرخام تحمل رمز عربة رمسيس وهو يقاتل الهكسوس (شعار القوات المسلحة) وأضيفت أيضا ستارة علي الجانب الأيمن للنصب يحوي أحد جنباتها الآية الكريمة والتي تشير إلي خلود الشهداء "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون" "صدق الله العظيم" وأيضا إقامة لوحة من الفسيفساء تمثل اقتحام الجندي المصري لأعتي الموانع العسكرية "خط بارليف" ورفع العلم المصري في يوم 6 أكتوبر 1973. وكنت كلما مررت من أمامه أجد نفسي تلقائيا أقرأ الفاتحة علي روحه الطاهرة.. لقد أحببت هذا الرجل العظيم من خلال أحاديثك الشيقة والممتعة حول وطنيته وعظمته وكذا تواضعه الجم وأن ما قدمه لهذا الوطن الحبيب سيظل التاريخ يتناوله بكل عزة وفخر.. ولفت نظري أنه دائما يكون هناك جنديان أو أربعة يتناوبون الحراسة علي هذا النصب التذكاري ويقومون عادة باجراء بعض الحركات الرياضية حول النصب درءا للملل مثل الخطوة العسكرية للأمام أو للخلف وكان دائما الهدوء يخيم علي المكان ذي الطبيعة الخاصة. وعندما قامت "ثورة الشباب" العظيمة والأحداث التي تلتها وهزت مصر بالكامل وأدت الي حظر التجوال الذي أدي بدوره الي التوقف عن الذهاب الي العمل الذي توقف أيضا لبعض أيام.. افتقدت كثيرا المرور من هذا الموقع وتمنيت من الله أن تنفرج هذه الأزمة وتعود الحياة الي طبيعتها وخاصة بعد تحقيق كل مطالب الشباب من اسقاط النظام ومراجعة كافة الاصلاحات الدستورية والتشريعية والاجتماعية وبزوغ عهد جديد نتنسم فيه الحرية.. وأيضا أعود أنا أيضا الي مزاولة طقوسي اليومية كلما مررت من امام هذا النصب الهام. وعندما بدأنا في العودة الي العمل تدريجيا كان أول ما حرصت عليه أن أمر من أمام هذا النصب التذكاري وأقرأ الفاتحة كالمعتاد ولفت نظري أن الموقع امتلأ بأكثر من ثلاثمائة جندي وسرب كامل من الدبابات يلتف حول المكان فزاده هيبة ورهبة وقلت في نفسي رغم أنها مجرد رفات ورمز ولكن هاهم جنودك العظيمة تلتف حولك وتحمي رفاتك وتحييك في خضم هذه الاحداث التي تمر بها مصرنا الحبيبة.. انتهت الرسالة. تأملت رسالة نجلي "ايهاب" بدقة ولفت نظري ملاحظاته الدقيقة من وصف الموقع الهام ربما لخلفية دراسته الهندسة المعمارية بلندن ولكن الذي لفت نظري بشدة ما كان يقوم به من قراءة الفاتحة علي روح الرئيس الراحل السادات كلما مر بالنصب وتعلقه وحبه الشديد له رغم أنه لم يشهد عهده وأيضا الحشد الذي تم حول الموقع من قواتنا المسلحة الباسلة لحمايته وتحمل أكثر من معني أتمني أن يصل اليكم أيضا. حماك الله يا مصر,,, والله الموفق,,, [email protected]