اقامة نصب تذكاري لشهداء ثورة25 يناير الشبابية, اضافة جديدة لنصب تذكارية لشهداء حروب التحرير التي خاضتها مصر دفاعا عن أرضها.. ونذكر علي سبيل المثال نصب شهداء طلاب الجامعة المقام أمام جامعة القاهرة, وهم الأبطال الذين تطوعوا في صفوف المقاومة الشعبية ضد الاستعمار البريطاني في قاعدة السويس في أوائل الخمسينيات. ونذكر أيضا نصب الجندي المجهول لشهداء الحرية المقام بالإسكندرية عام1966 تكريما لأبطال البحرية المصرية الذين سقطوا شهداء في معركة البرلس عام1956 ضد العدوان الثلاثي الانجليزي الفرنسي الإسرائيلي علي مصر آنذاك. وهناك أيضا نصب تذكاري للجندي المجهول في مقابر شهداء القوات المسلحة بالعباسية تخليدا لشهداء حرب1948, وحرب1956, وهناك كذلك نصب تذكاري لشهداء بورسعيد المدينة التي تصدت للغزو الأجنبي. أما نصب الجندي المجهول بمدينة نصر فقد أقيم عام1975 رمزا لشهداء حرب6 أكتوبر1973, ويعد هذا النصب أكبر وأحدث نصب أقيم للجندي المجهول في عالمنا المعاصر.. وقد أقيم علي شكل هرم خرساني مفرغ علي مساحة10 آلاف متر مربع بارتفاع32 مترا, وتكون من كتلة واحدة تتشكل من حائطين متداخلين بأربعة أرجل لكل منها وجهان بمسطح325 مترا مربعا. ويحتوي كل وجه183 سطرا من الكتابة البارزة المسجل عليها أسماء رمزية لشهداء وحدات وتشكيلات القوات المسلحة رمزا لأسماء كل الشهداء. وأسفل قمة الهرم مكعب من البازليت الأسود تضاء فيه شعلة دائمة, كما أضاءت أرواح الشهداء الطريق إلي النصر. ويحيط بالنصب أرض خضراء كرمز لأرض مصر التي لا تكف عن العطاء. ولقد استوحي الفنان الذي صمم نصب الجندي المجهول فكرة النصب الهرمي من فكرة الخلود لدي قدماء المصريين, ومن كون الهرم أكبر مقبرة في التاريخ. وتم إنجاز هذا العمل الكبير خلال ثلاثة أشهر ونقل إليه رفات الجندي المجهول في21 سبتمبر1975 رمزا لشهداء مصر. هكذا يدخل يوم25 يناير يوما لشهداء شباب مصر لعام2011 ليشكل صفحة من صفحات شهداء مصر, ويوما مشهودا في ذاكرتنا الوطنية التي تزخر بأيام عديدة لا حصر لها وجيلنا يتذكر جيدا علي سبيل المثال لا الحصر يوم الشهيد الموافق9 مارس1969 ذكري استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض, كما يتذكر جيلنا أيضا اللواء مهندس أحمد حمدي أحد عمالقة وحدات الكباري بسلاح المهندسين في حرب1973 وغيرهما من مئات الشهداء الأبطال, والخوف كل الخوف أن تتواري ذكري شهداء أجيال سبقتنا علي امتداد فصول تاريخ مصر الحافل بالشهداء ابتداء من شهداء القوات المسلحة إلي شهداء الشرطة في25 يناير1952 بمنطقة القناة إلي شهداء طلاب جامعة القاهرة في منطقة القناة وعلي كوبري عباس( الجيزة حاليا) عام..1946 الخ ماذا لو أعددنا موسوعة مكتوبة لهؤلاء الشهداء لتشكل أسماؤهم مفردات موسوعة تاريخية لكل جيل. وماذا لو أعددنا لوحة شرف بشكل وحجم مناسب تثبت في بداية ونهاية كل شارع يحمل اسم شهيد من شهدائنا ويسجل عليها في نقاط محددة ومركزة سيرة هذا الشهيد. إن سيرة هؤلاء الشهداء في موسوعة مكتوبة أو علي جدران شوارعنا صفحات مفتوحة في تاريخنا الوطني تنبض بالحياة وإن فارق أصحابها الحياة.. ولعل هذا سر ديمومة هذا الشعب المصري العريق. ولعل الخطوة الأولي للبدء في كتابة موسوعة شهداء مصر علي مدي فصول تاريخنا وحتي انتفاضة25 يناير هي المبادرة بتجميع وتنظيم وفهرسة الوثائق والمعلومات التاريخية والمعاصرة وما أحوج الجيل المعاصر إلي قراءة تاريخ أمته الحديث والمعاصر موثقا تنشيطا لذاكرته الوطنية بين حين وآخر, شحذا للفكر وبلورة للانتماء ودفعا للمشاركة المجتمعية وبهذا يتواصل عطاء كل الأجيال في ملحمة وطنية رائدة. ولو تحقق هذا فإن الجيل المعاصر الذي صنع مبادرة25 يناير الشبابية سوف يدرك عشرات بل مئات من الأيام المماثلة سجل فيها الشعب المصري بطولات حاسمة دفاعا عن أرضه وتأمينا لاستقلاله ويكفي أن يتابع كل شاب في ميدان التحرير أعيادنا الوطنية علي مستوي كل محافظة من محافظات مصر وسوف يدرك كل شاب ملمحا مهما من ملامح الشخصية المصرية وأعني ملمح المقاومة ضد كل صنوف الغزو والعدوان والاحتلال وبما يعكس بأمانة ملامح البطولة والتحرير للشعب المصري وهو يذود عن أرضه ووطنه عبر مختلف العصور ابتداء من التصدي للحملات الصليبية في القرن ال13 إلي مقاومة الحملة الفرنسية ومقاومة حملة فريزر إلي مناهضة الاحتلال البريطاني والمشاركة في ثورة1919 إلي كفاح الشعب الكفاح الشعبي في منطقة القناة إلي تأييد ثورة23 يوليو إلي المقاومة الشعبية ضد العدوان الثلاثي1956 إلي حرب استنزاف القوات الاسرائيلية(1971/69) إلي حرب التحرير في أكتوبر1973 وتحرير أرض سيناء وجلاء آخر جندي إسرائيلي من طابا في مارس1985 وهكذا كتب شباب25 يناير فصلا جديدا من فصول تاريخ مصر نعيش أحداثه ودروسه الوطنية. ولعل ما نشرته جريدة الاهرام يوم16 فبراير تحت عنوان( شباب الثورة يسلمون علم مصر لتمثال ابوالشهداء) تشكل مبادرة شبابية لم تأت عفوا وانما تعكس وعيا مبكرا من هذا الشاب الذي يؤكد بتلك المبادرة ترابط الاجيال وتقديم التحية الي الجيل الذي اسهم في نجاح حرب اكتوبر واستشهد علي خط النار ليدخل إن شاء الله من اوسع الابواب جنات الفردوس. المزيد من مقالات د. أحمد يوسف القرعى