امتلأت صفحتي علي الفيس بوك بالتعليقات الساخرة من الأصدقاء والنشطاء السياسيين.. بعد فوز فرانسوا أولاند في انتخابات الرئاسة الفرنسية علي نيكولا ساركوزي.. حيث قاموا بمقارنة الموقف بما يحدث عندنا في مصر.. ووجهوا تعليقاتهم تحديدا إلي حازم أبو إسماعيل وأنصاره الذين يرفض بعضهم حتي هذه اللحظة استبعاده من السباق الرئاسي.. ومن أطرف هذه التعليقات أن ساركوزي يحض انصاره علي النزول لميدان قوس النصر احتجاجا علي سقوطه في الانتخابات.. والتراشق بالحجارة في الميدان علي ودنه.. وحملة لازم ساركوزي بيكسروا دلوقتي في برج إيفل.. وقد قرر الفرنسيون إنشاء جروب اسمه " باردون ساركوزي " علي غرار آسفين يا ريس.. وبعد نجاح أولاند بيقولك ولاد أبوساركوزي هيعملوا مليونية الجمعة الجاية تحت شعار ساركوزيزم إلي الأبد.. وهيجروا علي قصر الإليزيه علشان يمنعوا اللي كسب إنه يدخل.. مع كام هتاف من بتوع الثورة والبلد تولع.. كل ما سبق من تعليقات إن دلت علي شئ إنما تدل علي أن الناس زهقت من المليونيات والمظاهرات.. وهم يرفضون سلوك التخريب والبلطجة الذي يمارسه البعض.. هذا يحدث عندنا.. بينما رأينا ساركوزي الذي ذهب وراء الظل وبأسلوب حضاري جدا.. أصر علي تهنئة الرئيس الجديد ودعا الفرنسيين جميعا إلي الوقوف خلفه من أجل بلاده..وذلك بالرغم من الفارق الضئيل جدا الذي تفوق به أولاند عليه.. فلم نره يثور ولم نر الموالين له يهددون أويتوعدون أو يشككون في نتائج الانتخابات.. فهذه الثقافة لا يعرفها الفرنسيون..!لابد أن فرانسوا ميتران سعيد في قبره.. بفوز أحد أبنائه وبعودة اليسار للحكم بعد طوال غياب واستعادة الحزب الاشتراكي مكانته.. وبالتأكيد سيكون لفرنسا اليوم إطلالة جديدة مختلفة علي العالم.. وفي الداخل سينتهي عصر الانحياز إلي الأغنياء والتنكيل بالمهاجرين.. تبقي قضايانا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي توارت في ظل الربيع العربي.. وفرانسوا أولاند أمام اختبار.. فهو الذي أعلن سابقا انه سيعترف بالدولة الفلسطينية فور وصوله للرئاسة.. فهل سيفعل ويقلب الطاولة !؟..