تعتبر تانيشك أكبر سلسلة للتجارة في المجوهرات والمشغولات الذهبية علي مستوي الهند كلها وتمتلي محالها عادة بأبناء الطبقة المتوسطة والشباب الراغب في الزواج والسيدات الصغيرات سواء في مومباي أو غيرها من المدن الهندية الكبري والهنود يعتبرون المشغولات الذهبية من أهم أوعية الادخار للزمن حتي إن هناك إحدي الأسر تخطط لانفاق 250 ألف روبية سنويا (4700 دولار) علي شراء مشغولات ذهبية تعين طفلتهما البالغة من العمر خمس سنوات علي الحياة عندما تكبر، وحتي وقت قريب كانت هذه النوعية من الزبائن تلجأ إلي ما يمكن تسميته "جواهرجي العائلة" بدلا من التسوق من تانيشك وأمثالها. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن الهند تعد أكبر سوق في العالم للمشغولات الذهبية الصغيرة مثل الأقراط والخواتم ورغم أن الحصول علي رقم دقيق لحجم سوق المشغولات الذهبية في الهند مسألة صعبة بسبب حرص صغار التجار علي التهرب من الضرائب -فإن وكالة الائتمان كريزيل تقدر حجمه بنحو 25 مليار دولار سنويا وتمثل مشغولات الذهب الخالصة نحو 80% من هذه القيمة أي نحو 20 مليار دولار بمفردها وواضح أن الشركات الكبري للمشغولات الذهبية والمجوهرات بدأت تتوسع علي حساب صغار التجار في السنوات الأخيرة. وبديهي أن نجاح هذه الشركات الكبري لم يتحقق بيسر أو بين يوم وليلة فقد أسست تاتاجروب سلسلة متاجر الذهب تانيشك عام 1996 وظل أداء هذه السلسلة ضعيفا طوال السنوات الست الأولي من عمرها ثم بدأت في الانتعاش عام 2007 ومنذ ذلك التاريخ تزيد إيرادات تاتا جروب السنوية من تجارة المجوهرات بمعدل 40% في المتوسط وفي العام الحالي 2011-2012 بلغت إيرادات تاتا جروب من تانيشك والسلسلة الثانية التابعة أيضا للمجموعة (جولد بلوس) نحو 1،3 مليار دولار. والمنافس الأول لتاتا جروب في سوق المجوهرات هي جيتا نجالي جيمز وهي أصلا شركة لتقطيع الماس ومشغولاته استطاعت بالتدريج أن تنشيء 31 محلا لتجارة المجوهرات جملة مبيعاتها في الأشهر التسعة حتي نهاية ديسمبر الماضي بلغت 645 مليون دولار في السوق الهندية وهي تمثل ثلث الإيرادات الإجمالية لشركة جيتا نجالي جيمز في ذات الفترة سالفة الذكر.. وفي عام 2007 صارت ريليانس آند استريز ثالث شركة هندية كبري تدخل سوق تجارة المجوهرات كذلك فإن المتاجر الإقليمية علي مستوي كل ولاية في تزايد بل دخلت سوق المجوهرات الهندية أيضا عصر التجارة الإلكترونية. ومن الواضح أن هذا الانتعاش في سوق المجوهرات الهندية يعكس تحولا في أسباب شراء الهنود أغنياء وفقراء للحلي وأسلوبهم أيضا في الشراء لقد جري العرف علي أن شراء الحلي في الهند يعد نوعا من الاستثمار أكثر منه أي شيء آخر ولم يكن للحلي أسعار ثابتة بل كانت تخضع للمفاصلة حتي دخلت الشركات الكبري السوق وصار السعر لديها ثابتا ولا يقبل المفاصلة. ولكن مع ارتفاع مستويات الدخل بدأت أفكار الناس تتغير وقد شهدت متاجر الذهب الكبري سيدات يشترين الذهب لأنفسهن من أجل المتعة الشخصية وبمرور الوقت قامت هذه الشريحة من المشترين شريحة الشباب المقبل علي الزواج أو الوالدين الراغبين في تأمين بناتهن ضد تقلبات الزمن، وعلي صعيد آخر فإن الشباب الميسور عادة ما يعيش في مدينة بعيدة عن مسكن الأبوين وعن "جواهرجي العائلة" وكي لا يتعرضوا للغش أثناء الشراء فإنهم صاروا يشترون من المتاجر الكبري ذات الأسعار الثابتة وربما كانت هذه الفئة من الشباب لا تزال تشتري الحلي كوعاء ادخاري بدرجة ما ولكنهم أيضا يهتمون بذوق تصميمات هذه الحلي ومدي مجاراتها للموضة. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن المتاجر الكبري لم يعد وجودها مقصوراً علي المدن المركزية ولكنه امتد إلي المدن الصغيرة والريفية وقد صار لدي تانيشك 134 متجرا وتخطط لافتتاح 45 متجرا أخري في السنوات المالية القادمة ويري أبهيشيك جوتيا رئيس الاستراتيجية والاستثمار في جيتا نجالي جيمز أن كل مدن الهند التي يبلغ فيها متوسط دخل الفرد ألفي دولار فأكثر هي أسواق واعدة للمجوهرات والمشغولات الذهبية. وحتي الآن فإن نصيب سلسلة جيتا نجالي من السوق الهندية ما بين 8و13% حسب أرقام وكالة كريزيل ولا شك أن عزوف مثل هذه المتاجر الكبري عن المفاصلة يحد من توسعها كما أن تخوفها من التورط في عمليات غسل الأموال غير القانونية عن طريق تحويلها إلي ذهب يجعلها تتحرك بحذر ومثل أية متاجر كبري ومحترمة يتعين علي جيتا