افتقدت البورصة المصرية خلال الأعوام الماضية الي قوة دافعة رئيسية موجودة في الأساس المالي لكل الأسواق العالمية وهي الطروحات الجديدة والتي تعد القوة الدافعة المستمرة لاجتذاب السيولة لسوق الأوراق المالية في كل دول العالم كما انها تعد محور الدور التنموي والتمويلي والذي تقوم به اسواق المال في إيجاد قيمة مضافة للاقتصاد بحيث تخرج عن فكرة كونها سوقا للمضاربات الي الاطار الاقتصادي المتعلق بتمويل المشروعات الجديدة وإيجاد مناخا لتجميع المدخرات لتمويل المشروعات التوسعية والتنموية من خلال منظومة اقتصادية أكثر عمقا مما هي عليه الآن في مصر . فبعد خروج عدد كبير من الشركات من البورصة المصرية منذ إزالة الإعفاء الضريبي للشركات المقيدة ثم تطبيق قواعد القيد الجديدة خسرت البورصة المصرية فرصا ذهبية في اجتذاب طروحات قوية بحيث لم نشهد خلال الاعوام الخمس الأخيرة إلا أقل من 15 طرحا بالبورصة المصرية بحيث تحول الدور الي تمويل اكتتابات زيادة رأس المال للشركات المقيدة وهو أمر مازال موضع جدل كبير لدي المتابعين في ظل عدم استخدام عدد من الشركات التي قامت بزيادة رووس أموالها لهذه الزيادة في عمليات توسعية تخدم نشاط الشركة الاساسي وهو ما فعل مقترحا بوضع ضوابط جديدة أكثر تشددا بالنسبة لاستخدامات زيادة رءوس اموال الشركات . عنصر مهم آخر يجب النظر إليه وهو أن الفترة الماضية غابت عن السوق إيجاد سوق مواز أو سوق أولي بالنسبة للشركات التي ترغب في طرح اسهمها للاكتتاب عند التأسيس وهو أمر يستلزم وضع ضوابط مشددة بهذا الخصوص مع توفير الفرصة للشركات لتمويل استثماراتها من خلال سوق المال المصرية في وقت تتشدد فيه البنوك في منح هذا التمويل مما لا يخدم عنصر النمو الاستثماري المطلوب في هذه المرحلة . اتوقع أن تسهم هذه الطروحات الجديدة في انعاش السوق وعودة المستثمرين الأفراد الذين خرج بعضهم خلال المرحلة الماضية نظرا لما تمثله هذه الطروحات من جاذبية وإغراء لصغار المستثمرين الذين يرون في البورصة نوعا من الاستثمار المربح كما ان شمول الطروحات الجديدة المتوقعة لقطاعات جديدة سيمثل عنصر جذب اضافي . وأري أن عمليات الطرح الجديدة تمثل نوعاً من الفرص الاستثمارية الجاذبة للمستثمرين ومن ثم سوف تشهد السوق انتعاشة كبري مع بدء عمليات الطرح الأمر الذي من شأنه أن يعيد البريق الاستثماري للبورصة المصرية في المرحلة المقبلة فالسوق كانت قد افتقدت عمليات الطرح الكبري منذ شهور طويلة وبالتالي ظل المتعاملون يدورون في نفس الحلقة ويتعاملون علي نفس الأوراق المحدودة ومن ثم فإن دخول سهم كبري للتداول في قطاعات جاذبة من شأنه أن يؤدي إلي رساميل جديدة. كما أن الطروحات الجديدة من شأنها أن تبعث برسالة الي المستثمرين العرب والأجانب عن البورصة المصرية ومضمونها أن السوق المصرية لاتزال تحتفظ بحيويتها وديناميكيتها وكذلك رسالة حول الاستقرار الذي تتمتع به سوق المال، وأن أية عوامل خارجية أخري لا تؤثر كثيراً في مسار السوق وتوجهاته المستقبلية نحو مزيد من النضج وكبر الحجم والتأثير علي بنية الاقتصاد الكلي. ومن ثم فإن الطرح الجديد في البورصة سوف يؤدي إلي دخول مستثمرين جدد إلي السوق خاصة من شريحة المستثمرين الأفراد بما يضفي بمزيد من الحيوية علي السوق تستمر معها لفترة ليست قصيرة فهذه العمليات الجديدة تبعث شعوراً بالاطمئنان علي مستقبل السوق لأن ذلك يعني أن الاقتصاد الكلي لا يزال لديه شركات قادرة علي دخول البورصة، وأن هناك بضاعة جيدة تدخل للسوق وأن هناك ثقة في البورصة كآلية للتمويل والاستثمار في نفس الوقت.