أكد الدكتور إبراهيم العسيري مستشار البرنامج النووي المصري وكبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا، أن جميع مراحل التحضير لمشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة تم الانتهاء منها، وأن الأمر متوقف علي البت في طلب عطاءات المشروع، وهو ما تم تأجيله منذ العام الماضي دون تحديد زمن لاستئناف المشروع. وأضاف في ندوة بعنوان "الاتجاهات الحديثة للمحطات النووية باستخدام الاندماج النووي" عقدتها مكتبة الإسكندرية أول أمس إنه في حال استكمال المشروع، فإن إنشاء المحطة النووية يحتاج 48 شهرا مع بداية وضع أول صبة خرسانية، وحوالي سنة للتجهيز بعد الإنشاء، علي أن يبدأ الإنتاج الفعلي بعد 7 سنوات من تاريخ الإنشاء. وأشار إلي أن موقع الضبعة تم اختياره لإنشاء المحطة النووية وتفضيله علي موقع في سفاجا وآخر في الزعفرانة، وذلك لوجود نشاط زلزالي أكبر بهما، مما يزيد من تكاليف الإنشاء، مبينا أن المركز القومي للأمان النووي أصدر عام 2010 تقريرا بصلاحية الموقع لإنشاء المحطة النووية. وعن الموقف العالمي للطاقة، أكد أن إجمالي المفاعلات النووية في العالم يصل إلي 435 مفاعلا، مع وجود 64 محطة نووية تحت الإنشاء، وذلك في الصين وروسيا والهند وكوريا وغيرها من الدول. وأوضح أن مصر تعد من الدول التي تحتاج لإنشاء مفاعلات نووية، وذلك لزيادة عدد السكان وبالتالي زيادة الحاجة للطاقة الكهربائية في مصر، والحاجة إلي تنمية اقتصادية واجتماعية، وذلك بعكس دول أخري مثل ألمانيا، والتي يقل فيها عدد السكان، كما أنها وصلت لدرجة عالية من الرفاهية بحيث لا تحتاج مصادر جديدة تزيد من معدل استهلاك الطاقة. وقال إن استراتيجية تنمية الطاقة الكهربائية عام 2007 أوصت بترشيد استهلاك الكهرباء وتنويع مصادر توليد الكهرباء من خلال تنفيذ البرنامج النووي والتوسع في استخدام الطاقة المتجددة، وأن مصر تعد من أعلي دول العالم استهلاكا للكهرباء، ومن المتوقع زيادة استهلاك الكهرباء عام 2020 إلي حوالي 60 ألف ميجاوات. وعدد الدكتور إبراهيم العسيري الأسباب التي تشجع علي إنشاء محطة نووية في مصر، منها محدودية مصادر الغاز والبترول وعدم إمكانية الاعتماد بالكامل علي الطاقة الشمسية والرياح لأسباب اقتصادية وبيئية، واستنزاف استخدام مصادر إنتاج الطاقة المائية، وضرورة اتباع استراتيجية توزيع مصادر إنتاج الكهرباء، وانخفاض تكاليف إنتاج الكهرباء من المحطات النووية مقارنة بأنواع المحطات الأخري لإنتاج الكهرباء تحدثت الدكتورة علياء بدوي عن دور قسم الهندسة النووية بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية في إعداد الكوادر البشرية، مبينة أن القسم يعمل علي تقديم التعليم والتدريب الجيد للمهندس النووي، حتي يتمكن من القيام بدوره في تطوير وسائل جديدة لإعادة تدوير الوقود المستنفذ من المفاعلات النووية، واستخدام النظائر المشعة للتنقيب عن البترول والغاز، وتصميم وتطوير الأسلحة النووية، وتصميم وبناء وتشغيل محطات القوي النووية لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه. وأوضحت الدكتورة علياء بدوي الأستاذ بقسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية أن القسم تم إشاؤه عام ،1963 وتخرجت منه أول دفعة عام ،1967 وأكدت وجود تذبذب في أعداد الخريجين من القسم منذ ذلك الوقت حتي الآن، وفقا لتغير موقف البرنامج النووي المصري. وأشارت إلي أن القسم يواجه مشكلة، وهي أن الدراسة تعد نظرية أكثر منها عملية، مبينة أنه جار العمل في هذا الشأن علي تطوير البنية الأساسية للمعمل والأجهزة من خلال مشروع تمويل للقسم بلغت تكلفته 4 ملايين جنيه.