ياتري كم يساوي دستور مصر الجديد ؟ كنت أفكر في الأموال الضخمة التي انفقتها جهات داخلية وخارجية في الانتخابات التي تجري حاليا لضمان السيطرة علي مقاعد مجلس الشعب القادم ، قلت في نفسي ياتري هذه الجهات الخارجية التي أنفقت مئات الملايين من الدولارات لمجرد السيطرة علي المقاعد ، كم هي مستعدة أن تنفق لصياغة دستور مصر علي مزاجها ؟ الفكرة في حد ذاتها أصابتني بحالة من الهلع ، أن تتحكم الأموال الخارجية في صياغة الدستورالمصري ، وخطر علي بالي تلك الحساسية الشديدة لدي جماعة الاخوان التي تريد ان تنفرد بوضع الدستور وترفض اقتراب أي تيار سياسي من تلك القضية ، وبدا الأمر وكأنها تعاقدت فعلا علي وضع الدستور المصري الجديد . يمكنني القول ، أن الانتخابات الحالية فعلا غير عادلة لأنها جرت في ظروف عدم التكافؤ في الشارع السياسي حيث أن القوي الصاعدة في المجتمع التي صنعت الثورة لم تتمكن من حصاد محصولها الثوري ووضع يدها علي بعض وليس كل آليات اتخاذ القرار فضلا عن المشاركة الفعالة في صياغة النظام السياسي الجديد . الحقيقة أنني في حيرة شديدة من حالة البجاحة غير المسبوقة التي ظهرت بها جماعات الاسلام السياسي وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين وهي تقفز علي ظهر الثورة وتضع في فمها المقود وتسحبها الي حظيرة الاستئناس . هل هذا ممكن عبر الانتخابات ؟؟ اذا كانت الانتخابات ستؤدي الي ذلك الموقف فهي فعلا غير عادلة . بل يمكن القول أنها محاولة لتزوير ارادة الأمة ، وأنها غير معبرة عن ضمير الثورة ، وأنها ظلمت الثوار الذين نجحوا فيما فشلت فيه القوي السياسية بما فيها المتبجحون الذين يقفون الآن كالديوك المنفوشة يضعون الشروط ويفرضونها علي الثوار بحجة أنهم نجحوا في الانتخابات . كما يمكن القول أن انصراف شباب الثورة الي قضايا فرعية لم يكن عشوائيا بل أزعم أن التيارات الدينية نصبت لهم كمينا انشغلوا فيه عن تجهيز أنفسهم للانتخابات وحدث ما حدث من نزاع مختلق مع الحكومة والمجلس العسكري دون مبرر حقيقي ، جعلهم يظهرون بمظهر الراغبين في الفوضي وفي تعطيل مصالح الناس . لا ندعو الي اهدار نتائج الانتخابات أوالي عدم احترامها ، بل علي العكس نريد أن يحترمها الجميع وفي مقدمتها الناجحون الذين يحصدون المقاعد ليتربعوا تحت القبة ، نقول لهم احترموا نتائج عمل الثوار واحترموا حقوقهم ولا تنكروا دورهم ، وتأكدوا من أن الشعب المصري لن يسمح بأي حال بقبول دستور مدفوع الثمن من أموال فلان أو علان .