منذ ما يقارب الشهور العشرة تقريبا وتحديدا في 10 أكتوبر 2010 توقعنا في نفس هذا المكان أن يواصل المعدن الاصفر ارتفاعاته علي الأجل المتوسط والطويل وحينها كان يتحرك قرابة ال 1300 دولار (اقترب الان من 1800 دولار) لاسيما في ظل السياسة التوسعية التي كان ومازال يتبعها الاحتياطي الفيدرالي الامريكي وذكرنا أيضا أن الارتفاعات المتتاليه للمعدن الاصفر ستشكل ضغوطا تضخمية قوية قد تدفع البنوك المركزية علي تضييق سياستها النقدية وأن كان هذا التضييق قد يعيد للفيدرالي الامريكي تحديدا مخاوف الكساد مجددا لاسيما وأن الاقتصاد العالمي مازال يعاني من تبعات الازمة المالية و لم يتعافي منها نهائيا حتي الآن و هو ما تأكد من استمراره في تثبيت سعر الفائده علي الدولار قرب الصفر ..واشرنا كذلك في حينها إن الشهور القليلة القادمة تعد أخطر فترة يمر بها الاقتصاد العالمي خلال السنوات الثلاث الماضية خاصة وأن البنوك المركزية وعلي رأسها الفيدرالي الامريكي قد يتوجب عليها ايجاد حلول غير تقليديه للخروج بالاقتصاد العالمي من نفق الركود بتضييقها لسياستها النقدية وشبح التضخم باستمرار تثبيت أسعار الفائدة قرب الصفر تاركة المعدن الاصفر يحلق في مستويات تاريخية جديدة ليزيد من الضغوط التضخمية علي جميع الاقتصادات العالمية. والواضح أن الفيدرالي الامريكي قد أعلن بوضوح أنه لا يملك أي حلول غير تقليدية لاسيما بعد إعلانه تثبيت أسعار الفائدة قرب الصفر حتي عام 2013 لمحاولة انعاش الاقتصاد لاسيما بعد الاجراء الاخير برفع سقف الدين بعد أن كان يقترب من 14,3 تريليون دولار لتصل حجم الديون الامريكية إلي أكثر من 100% من اجمالي الناتج القومي وتؤكد بذلك علي رؤيتنا السابقة والتي سبق واشرنا إليها أيضا في مقاله بعنوان "ماذا يفعل الفيدرالي الامريكي" أن الولاياتالمتحدةالامريكية تهدف إلي عدم مواجهة شبح الكساد بأي شكل وأي طريقة حتي وأن أدي هذا إلي ارتفاع قياسي في معدلات التضخم عالميا علي اعتبار أن جميع السلع مقيمة بالدولار وانخفاض قيمته تعني ارتفاعا في اسعارها (علاقة عكسية) ظنا منه كما سبق وأعلن أنه قادر علي السيطرة علي معدلات التضخم حال ارتفاعها و لكن الاهم من وجهة نظره هو مواجهة شبح الكساد. .ولا يعنيه علي الاطلاق ما قد يؤدي ذلك من مشاكل اقتصادية للعديد من الدول وخاصة الناشئة منها.. والحقيقة أن ما لا يعلمه الجميع ان هذه ليست المرة الاولي التي تقرر فيها الولاياتالمتحدةالامريكية رفع الحد الاقصي للاستدانة وأن كانت هذه المرة قد لاقت اهتماما اعلاميا عالمي شكل غريب!! واعتقد أن هذا الاهتمام كان له دور كبير في احداث حالة من الفزع في جميع البورصات علي مستوي العالم خلال الاسبوعين الماضيين لاسيما وأن المشكلة ذاتها والمتمثلة في عجز الولاياتالمتحدة عن الوفاء بالتزامتها أو سداد أي من مديونياتها لم تحدث حتي الآن والأمر لا يعدو أن يكون أكثر من مجرد مخاوف.