يبدو أن البورصة المصرية أضحت في حاجة ماسة للدعوة لتظاهرة تنقذها من ما هي فيه الآن وإن كنت أري أن المشكلة في حال وجود مثل هذه الدعوة ستكون في حجم المشاركة الشعبية فالبقطع لن تكون مليونية لأن الفكرة السائدة عن سوق المال المصري لدي السواد الأعظم من الشعب انها "صالة مقامرة كبيرة" وهو الأمر الذي أراه غاية في الخطورة لاسيما في الوقت الحالي وأعتقد أن أحد أهم الأسباب في إحداث هذا المفهوم الخاطئ هو الدور السلبي للإعلام سواء المرئي أو المقروء وخاصة البرامج إياها عند تناولها لأي من الأمور المتعلقة بالبورصة المصرية سواء عن طريق استضافة ضيوف غير مختصين أو عضو من أعضاء أحد الائتلافات العديدة التي نشأت عقب ثورة 25 يناير المجيدة علي اعتبار انهم اضحوا نجوم المجتمع الآن وهؤلاء في الغالب تقتصر معلوماتهم عن البورصة علي أفلام الفنان الكبير حسين رياض في مشهد الباشا الذي افلس بسبب انهيار بورصة القطن.. والحقيقة أن الخطأ في هذا لا يقع علي عاتق الضيف وإنما هو خطأ المسئولون عن تلك البرامج التي اضحت كما سبق وذكرنا في مقالة سابقة تتحكم بشكل رئيسي في توجيه الرأي العام في أي اتجاه تشاؤه بل واضحت بعضها قادرة علي تعيين وعزل مسئولين حكوميين عن طريق استثارة الرأي العام سواء لصالحه أو ضده. وعلي هذا وبما أن مناشدتنا السابقة لتلك البرامج بالتوقف عن الحديث في البورصة لم تؤت ثمارها كما كان متوقعا وكذلك في ظل انشغال السادة المسئولين عن البورصة المصرية وهيئة الرقابة المالية بالمؤتمرات والندوات المختلفة اضحي لا يوجد أمامنا سوي الاعتماد علي انفسنا في توضيح الصورة الخاطئة عن سوق المال وكما يقول المثل الشعبي الشهير "ما حك جلدك مثل ضفرك" وهو ما دفعني حقيقة للتفكير في الدعوة لوقفة احتجاجية تحت مسمي "جمعة إنقاذ البورصة". ولكن وقفتنا لن تكون كجميع الوقفات الاحتجاجية لأنه كما سبق واشرت المشاركة لن تكون كبيرة كون العاملين بهذا المجال أو المستثمرين به غير مختصين بهذا النوع من الاحتجاجات.. ولذا إنقاذنا للبورصة سيكون عن طريق اطلاق مبادرة تحت اسم "البورصة المصرية حقيقة أم خيال؟" سيقوم فيها كل منا بدوره المتمثل في توضيح وتعريف جميع اطياف المجتمع بالمفهوم الحقيقي لسوق المال وانها ليست كما يحاول أن يصورها البعض "صالة قمار كبيرة" وإنما هي في الاصل أداة لتمويل الشركات المدرجة بها وليس معني أن تستغل شركة أو عدد محدود من الشركات إدراجها بالبورصة بشكل سلبي ان جميع الشركات المدرجة تكون علي نفس الشاكلة.. فهناك شركات كبري ايضا مدرجة بها واستفادت بالفعل من هذا الإدراج وعلي سبيل المثال وليس الحصر أوراسكوم تيليكوم وأوراسكوم للإنشاء والصناعة والمصرية للاتصالات والبنك التجاري الدولي وغيرهم.. وأيضا لا يعني اطلاقا وجود بعض التلاعبات من قبل بعض رجال الاعمال الفاسدين ونقص المعلومات وضعف الافصاح والشفافية ان بورصتنا ليست علي المستوي المطلوب.. فالتلاعبات ونقص المعلومات من سمات البورصات علي مستوي العالم بما فيها حتي البورصات المتقدمة وليس ادل علي هذا من شركة انرون وفضيحتها الشهيرة في الولاياتالمتحدهالامريكية البورصة الاكبر علي مستوي العالم. وأعتقد ان المسئولية الأكبر في هذا الأمر ستكون ملقاة علي عاتق الاعلام الاقتصادي سواء المرئي أو المقروء.. فالأهم الآن من التحليلات سواء الفنية أو المالية هو تغيير تلك الصورة السلبية المتكونة لدي العديد من افراد الشعب المصري عن البورصة المصرية لدرجة اني التقيت بنفسي ببعض الشخصيات التي من المفترض انها علي درجة عالية من الثقافة تطالب بضرورة اغلاق سوق المال المصري كونه ليس ذو اهمية ولا يعدو ان يكون اكثر من مجرد باب خلفي للعب القمار!! فهل يعقل هذا؟؟ [email protected]