"شعلة متوهجة من الحركة والفكر والمهنية"، هكذا في عبارة واحدة من كلمات ست، يمكن أن أصف الأستاذة ألفة السلامي.. ولعلي رأيتها وجهاً لوجه مرات قليلة وكنا نتواصل بالتليفون كثيراً.. ومرة كتبت عن المهنية في أدائي في عمودها الأخاذ وكم سعدت بكلماتها لأنها نابعة من قلبها وربما كتبت سطوره القليلة المهمة بحبر القلب. ف .. ألفة السلامي التي أعرفها، صدقها مع نفسها، ومع الآخرين أهم ملمح في شخصيتها.. وهي كاتبة "تبوح" بما تحس وتعتقد. و"الاستراحة" التي تطل علينا منها كل يوم اثنين موعد صدور العدد الأسبوعي من العالم اليوم، هي "نشرة أحوال ألفة" الذهنية فهي تري وتكتب، وتدفقها علي الورق يحمل كلماتها علي جناح المصداقية. أما عن عشقها المهني، فلم أصادف هذه النوعية إلا قليلاً يوم أن كانت الصحافة حباً وعشقاً وتفانياً.. أحيانا كنت اتصل بها لأهنئها علي سخونة الصفحة الأولي للعدد الأسبوعي وكنت اختار وصف أحمد بهاء الدين "مشطشطة" أي ملتهبة وطازة.. عندما تسمع مني ألفة هذه الكلمات أكاد أشعر أن حمرة الخجل كست وجنتيها. والحق أقول إن "ألفة" في اسمها، الكثير مما يشي به الانطباع الذي تتركه في نفسك إذا تعاملت معها، ألفة تشعر بألفة مع "ألفة".. حين كانت تعد برنامجا تليفزيونيا للأستاذة لميس الحديدي.. كانت كالنمر وهي تنقض علي ضيوفها ولديها ملكة الإقناع والإبحار بالمعلومات في الشخصيات.. وحدث أن كان أحد ضيوف لميس المستشار مرتضي منصور الذي عاتبني علي الهواء لعدم السؤال عنه من باب العشم والصداقة، فأسرعت ألفة السلامي بالاتصال بي وكنت خارج البيت ولا أتابع الحلقة فأخذت تنقل لي حرفيا ما يقوله مرتضي منصور وكأنها تذيع نشرة إعلانية أو ترجمة فورية ثم نطقت لميس الحديدي باحتراف اسمي للمداخلة.. وتكلمت وكأني كنت في الاستديو وفندت كل كلمة قالها المستشار عني بفضل سرعة مهنية ألفة أحد القلائل الجادين في دنيا الإعداد التليفزيوني. مناسبة الكلام عن الأستاذة ألفة السلامي، مقال لها عن المرض "اللي مابيهزرش".. كتبت بشجاعة منقطعة النظير عن تجربة خاصة تعيشها الآن أو تحاول ألفة أن تحاصره بقوة إيمانها والتحدي الكامن لحب الحياة.. فهي الأم والزوجة والابنة والأخت وهي الصحفية عاشقة الحرف والصديقة النادرة والإنسانة الدمثة. وكل محبي ألفة يقفون معها متضامنين متآلفين متآزرين ضد "اللي مابيهزرش" وبهتاف صامت وصلاة خافتة يقولون له "أرحل من جسد ألفة".. إني أعرف حالات انتصار علي "اللي مابيهزرش".. منهم د. أسامة الباز ومنهم قريبتي عايدة سيد ومنهم تلميذتي آية عباس ومنهم جارتي في الإسكندرية ليلي عبدالدايم ومنهم زميل مقاعد الدراسة عاصم مرتجي.. هؤلاء كانوا في المرحلة الأولي واكتشفوا خبثه وقاوموه بضراوه بعد العلاج الكيماوي الذي أثمر.. ويا ألفة، يا شجاعة، يا مؤمنة بالله، ستكتشفين أن هذا المرض لن يستطيع "الهزار" مع صلابتك.