نعم هناك فتنة طائفية، ومن يقول غير هذا فهو مضلل.. في كل مرة يحدث فيها اشتباك وقتال بين المسلمين والأقباط يلجأ كل طرف إلي اتهام الآخر بأنه السبب والبادئ بالخلاف.. ثم يلتقي شيخ الأزهر مع الانبا شنودة في مشهد متكرر ثم يتفق الطرفان علي إدانة العنف والتطرف وأن المسلمين والأقباط إخوان في بلد واحد. وقبل أن يجف دم القتلي من الطرفين.. وتحدث فتنة أخري واشتباك آخر وتسيل فيها الدماء. ونعود مرة ثانية أو ثالثة أو رابعة إلي (تبويس) اللحي والكلمات المعسولة المسكنة وتتم المصالحة المظهرية ولكن ما في القلب في القلب والنار تحت الرماد. الاحتقان الطائفي يزداد وثورة 25 يناير كشفت الغطاء عن أمور كثيرة كان من المستحيل أن نتعرض لها وثورة 25 يناير بريئة من هذه الأفعال المشينة التي تسيء للثورة. صحيح أن الشعب المصري عاش ثلاثين عاما من القهر والظلم والقمع.. كان أمن الدولة يحكم ويأمر ويسجن ويعتقل ويكمم الافواه. وأيضا كان يوظف بعض أعضاء الجماعات الإسلامية لكي تكون عينا له ومخلبا لأفعاله المسيئة اللانسانية.. وكان الحزب الوطني المنحل يملك كما كبيرا من البلطجية يستخدمهما في إثارة الفتنة، وفي تزوير الانتخابات ليداوي سوءاته وفساده. كان النظام الحاكم كله بلا استثناء فاسدا مضللا. فضلا عن تواجد الكثير من فلول هذا النظام من ضباط وشرطة سابقين ومسئولين وموظفين ورجال أعمال.. حرمتهم الثورة من المزايا والمكاسب التي كان يوفرها لهم النظام. الملف الطائفي هو الحلقة الأضعف لثورة 25 يناير 2011 تلك الثورة النقية المجيدة.. لكي تقوم الثورة المضادة بكل فصائلها وفلولها وبلطجيتها ومستفيديها من ضرب هذه الثورة. أحداث إمبابة الأخيرة والتي راح ضحيتها الكثير من الطرفين بين قتيل وجريح من المسلمين والمسيحيين لن تكون الأخيرة.. الفتنة ليست نائمة وإنما يقظة تفتح عينيها وتنتظر فقط من يستفزها.. مالم نقف بكل حزم وحسم أمام من يقوم باشعال الفتنة أو بالتحريض لها.. ونحن أمام مشهد خطير يمكن أن يقضي علي الأخضر واليابس. من هنا كان مجلس الوزراء حاسما في اتخاذ مجموعة من القرارات القوية والرادعة بتفعيل المادة 86 و 86 مكرر من القانون وهاتان المادتان تجرمان كل أعمال العنف وضرب الوحدة الوطنية ودور العبادة كما تجرمان ترويع المواطنين والإرهاب والبلطجة والتهديد باخلال أمن المواطنين واقتحام المنشآت الدينية. لقد فاض الكيل وخرجت الأمور عن السيطرة.. كان المجلس الأعلي للقوات المسلحة يعتبر الشعب بعد 30 عاما من الحكم الجائر الظالم جريجا ولا يرغب في استخدام وسائل العنف معه.. وكان يتعامل بالحسني أحيانا وغفي الطرف أحيانا أخري.. مما شجع ضعاف النفوس علي ارتكاب المخالفات وفعل التجاوزات. ولكي نقضي علي هذه الفتنة الخبيثة يجب أن تتضافر الجهود كل في قطاعه وعمله الإعلام المقروء والمرئي له دور فعال في التهدئة وبث الطمأنينة في النفوس. المؤسسات الدينية وتبني الخطاب الديني بشكل معتدل بلا غلو أو تطرف في المساجد والكنائس والمدارس. وكذلك التعاون مع الجهات الأمنية وعدم الانسياق وراء الشائعات المضللة. أقول يجب تدخل قوي المجتمع المدني.. وقبل ذلك كله سيادة القانون واحترام الآخر وتأصيل المواطنة والانتماء للوطن، والبعد عن الغوغائية والتطرف الديني في الإسلام أو المسيحية.. "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن". ولا يجب أن نجعل من قضية كاميليا شحاتة سواء اسلمت أو تنصرت قضية قومية "من شاء فيلؤمن ومن شاء فليكنر" هناك قضايا أهم وأخطر من قضية كاميليا "لا إكراه في الدين" لأنها لن تزيد عدد المسلمين ولن تنقص عدد المسيحيين. كاميليا شحاتة مواطنة مصرية لها اكن في اعتناق ما تشاء. يجب مواجهة التطرف الديني بالحوار والعقل والفكر لأن الدين الإسلامي دين السماحة والعدل والوسطية. بقول الله عز وجل "لو كنت فظا" غليظ القلب لا نفضوا من حولك" صدق الله العظيم.