صباح الخير.. صباح الحرية.. صباح الورد اللي فتح في جناين مصر.. عملوها الشباب.. ثورة غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدي" صدق الله العظيم. إنني أحسدهم.. كنت أتمني أن أكون شاباً في مثل عمرهم ومشاركاً لهم.. في كل مرة كنت أذهب فيها لميدان التحرير كنت أشعر بأنني رجعت شابا في العشرين من عمري.. كنت أهتف معهم وأطالب معهم بسقوط النظام والطاغية.. كنت أتنسم هواء نقياً في الميدان أري الوجوه الشابة المصممة علي التغيير مهما كانت العوائق وعصابات البلطجة.. لم ترهبهم أي تهديدات أمنية.. شباب وضعوا أرواحهم علي أكفهم.. وبالفعل بالتصدي والتحدي والإصرار تحققت أحلامهم وتم استجابة مطالبهم وتنحي محمد حسني مبارك الرئيس السابق عن كرسي الرئاسة الذي تشبث به طيلة ثلاثين عاماً.. أسوأ ثلاثين عاماً مرت علي مصر ذاق فيها الشعب المصري كل صفوف الذل والهوان والفقر والفساد. لقد زالت "الغمة" بعد أن جاوز الظالمون المدي.. "وإذا أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة" صدق الله العظيم.. يا ناس ألم تتعظوا؟! الفرد زائل والسيرة العطرة والشعب هو الباقي. الشعب تمسك برحيل الطاغية لم يقتنع بأي تنازلات من أي نوع.. وليته فعل منذ اليوم الأول أو الثاني للثورة بأن يتنحي ويترك الحكم ولكنه كان يستجيب بالقطارة ومن خلال بيانات وخطابات مملة كئيبة خدعت أفراد أسرته ومستشاري السوء وحجبوا عنه الحقيقة الناصعة التي كان يمكن أن يرحل بدون هذا الإذلال وهي الإعلان عن استقالته استجابة للثورة الشعبية الرائدة والصادقة من جميع شباب وأطياف المجتمع المصري. الأيام القادمة لن تكون أسوأ مما كانت عليه في الماضي ولكنها ستكون أياماً بيضاء تحمل بشائر الخير والأمن والأمان لمصر.. وإنني علي ثقة بأن المستقبل سيكون حافلا بالعطاء والنمو والرخاء للجميع.. فضلا عن الحرية والعدل وهما أساس الحياة الكريمة لأي إنسان. علينا ألا نضيع الوقت في تصفية الحسابات وإلقاء التهم علي الآخرين دون سند أو قرينة.. ولكن في نفس الوقت يجب محاسبة ومحاكمة المفسدين والتحقيق مع كل من سرق ونهب ثروات مصر. النائب العام د. عبدالمجيد محمود كان الله في عونه أمامه ملفات وقضايا كثيرة وهو قادر بحكمته ونزاهته علي وضع الأمور في نصابها الصحيح ولن يسمح بأي تجاوزات أو ضياع أموال الوطن. لندع النائب العام يعمل ولأن الحمل ثقيل والملفات ينوء بحملها البعير أقترح أن تشكل لجنة قضائية للبحث في بعض القضايا حتي لا نترك الفرصة للصوص لتهريب الأموال للخارج.. يكفي ثلاثين عاماً تحولوا فيها إلي مصاصي دماء المصريين.. حتي كبروا وامتلأت كروشهم وخزائنهم بالأموال المصرية المنهوبة.. الأسماء كثيرة والملفات عديدة ولن يضيع حق وراءه نائب عام محترم وقضاة شرفاء. ثلاثون عاماً من الضياع.. ثلاثون عاماً ضاعت من عمر الشعب المصري عاشها في سجن مظلم ونظام فاشي فاشل مستبد استباح لنفسه كل شيء دون وازع من ضمير أو دين. لكل شيء نهاية.. ولكل طاغية يوم.. وكان يوم الجمعة 11 من فبراير عام 2011 هو يوم الخلاص.. بعد أن قضي الأمر واستوي علي الجودي.. وطويت صفحة سوداء من تاريخ مصر.. وآمل أن ننسي هذه الأيام بعد أن نأخذ منها العبر والدروس المستفادة.. وأن ننظر إلي المستقبل بنظرة متفائلة ننشد فيها الحرية والعدالة والأمن والرخاء. ويجب أن نتذكر باستمرار أن ثورة شباب مصر في ميدان التحرير كانت مفاجأة للجميع في الداخل والخارج.. لم يكن أحد يصدق في يوم من الأيام أن يحركوا جبل الجليد المتراكم والذي كتم علي صدور المصريين سنوات طوال.. في وقت أن سلم الشعب أموره إلي الله. تحية حب وتقدير لهؤلاء الشباب النقي حفظهم الله من عيون الحاسدين وأعمي عيون المتآمرين والخونة وحفظهم الله من شرورهم. ألف رحمة ونور علي شهداء الحرية الذين راحوا ضحية الغدر والخسة والندالة من جهات أمنية ومسئولين تجردوا من الرحمة والوطنية.. وإنني مع الاقتراح الذي يطالب بإقامة نصب تذكاري في ميدان التحرير لهؤلاء الشباب الذين استشهدوا من أجل تحقيق غد أفضل وحياة تسودها الحرية والعدالة والأمان.