ذكر أحد أثري أثرياء رجال الأعمال في الولاياتالمتحدة والعالم وارين بافيت ان أمريكا تسير ومعها العالم باتجاه أزمات وفقاعات اقتصادية جديد في المستقبل لا تشبه من حيث الشكل الأزمات الراهنة التي بدأت بفقاعات عقارية ومالية وإنما تتعلق بتهافت الناس علي الاستثمار بسندات الخزينة الأمريكية. وأعرب بافيت اثناء حديثه في صحيفة وول ستريت جورنال عن قلقه حيال الانعكاسات السلبية المرتقبة قائلا: إن "هذا سيحد من مكاسب المصارف لأنه سينعكس بالسلب علي خفض التسهيلات والاقراض وهذا سيكون له أثر سييء علي أرباح المصارف". وتابع رجل الأعمال الأمريكي الملقب ب"الساحر" بسبب استثماراته الناجحة "ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو ان الاستدانة مسألة ضرورية للنمو الاقتصادي قد يفلس البعض بسببها ولكن لا مفر من أخذها ولها في الواقع أثر يشبه الإدمان للناس". وأكد بافيت ان الشركات الكبيرة العاملة في القطاعات الاستثمارية "لها ميل طبيعي للاقتراض وهذا الأمر قد يصبح خطيرا إذا خرج عن السيطرة" غير انه أكد أن الناس "اصبحوا يدركون حجم هذه المخاطر الآن". وردا علي سؤال عما إذا كانت الإصلاحات المقررة قد واجهت كامل التحديات المالية الموجودة في وول ستريت قال بافيت "بصراحة لا أعرف الإجابة الكاملة هناك بعض الأمور التي تمت معالجتها ولكن ما أنا أكيد منه انه سيكون هناك فقاعات أخري ومشكلات اقتصادية في هذا البلد وهي لن تكون مماثلة لما نتعرض له حاليا ولكننا نواجه هذه الأزمات بشكل دوري ونتغلب عليها في نهاية المطاف". وحذر بافيت من خطر حصول فقاعة في سندات الخزينة الأمريكية التي يلجأ الناس للاكتتاب فيها بمبالغ كبيرة تدر عليهم عائدات محدودة. وشرح قائلا: إن "السندات استثمار سيئ للغاية ولا يمكن إدراك مدي خطورته إلا إذا تمعنا فيه لأن الناس اليوم يدفعون كل ما جيوبهم في سندات ستكون مجمدة لأكثر من عقدين عوض استغلالها في استثمارات مربحة". وأضاف: "يجب أن يقيس الناس الأرباح التي يمكن أن يجنوها في هذه الفترة عبر الاستثمارات بالمبالغ المحدودة التي ستدرها السندات عليهم وسيتضح لهم أنهم في واقع الحال خسروا الكثير خصوصا إذا استمرت معدلات التضخم بالارتفاع".