"مصائب قوم عند قوم فوائد".. هذه المقولة تنطبق علي الوضع الحالي فقد أدت موجات الجفاف والحرائق التي اجتاحت روسيا وبعض دول أوروبا علي مدار الفترة الماضية والتي سجلت معدلات قياسية في ارتفاع درجات الحرارة إلي ازدياد مساحة المحاصيل الزراعية التي قضي عليها الجفاف في روسيا إلي 10 ملايين هكتار أي 20% من إجمالي المحاصيل. وجاءت التصريحات الحكومية مؤكدة خطورة الوضع الراهن الذي يعد الأسوأ منذ أعوام مع إعلان حالة الطوارئ في 23 منطقة بسبب حالة الجفاف، التي مثلت ضغوطا علي هذه الدول إلا أن الأمر عاد بالنفع علي اقتصادات الدول الناشئة ومنها مصر؛ حيث تشير توقعات المصدرين إلي أن أزمة الجفاف في روسيا ستسهم بشكل كبير في ارتفاع صادرات مصر من المنتجات الزراعية، الأمر الذي سيسفر عن موسم مشجع للمصدرين خاصة صادرات البطاطس والموالح والبصل وذلك مع وصول أولي الشحنات من صادرات البطاطس إلي دول الاتحاد الأوروبي أواخر ديسمبر المقبل. "الأسبوعي" استطلعت آراء المصدرين والخبراء حول التوقعات لصادرات مصر الزراعية خلال الفترة القادمة علي رأسها محاصيل البطاطس والبصل في ظل بوادر هذه الأزمة ببعض الدول الأوروبية. زيادة صادرات البطاطس والبصل علي عيسي - رئيس اتحاد المصدرين - أكد أن الجفاف الذي حدث في روسيا وبعض الدول الأوروبية يعدّ فرصة يجب علي الحكومة المصرية استغلالها لزيادة صادراتها مشيرا إلي أن مصر تعتمد بشكل أساسي في صادراتها علي محصولين أساسيين هما البصل والبطاطس ومن المتوقع أن يحقق عدد كبير من الشركات أرباحا خلال الفترة القادمة خاصة مع وصول أولي الشحنات من صادرات البطاطس إلي دول الاتحاد الأوروبي أواخر ديسمبر المقبل، والأمر الذي دعا المصدرين إلي التفاؤل هذا العام هو أن شحنات البذور من البطاطس التي يتم استيرادها من الخارج لزراعتها بالأراضي المصرية وصلت مبكرا هذا العام مما أدي إلي زيادة المساحات المزروعة من محصول البطاطس حيث يتوقع أن تقوم مصر بتصدير حوالي 100 ألف طن لروسيا هذا العام مقارنة ب 70 ألف طن العام الماضي و200 ألف طن لدول الاتحاد الأوروبي في حين تصل صادرات مصر من البصل إلي 150 ألف طن وسيتم تصديرها إلي السعودية وإيران ويأمل عيسي أن تكون هناك أسواقا جديدة مستهدفة خلال الفترة القادمة وبصفة خاصة الدول الافريقية داعيا الحكومة المصرية إلي الاهتمام بالسوق الافريقي وإقامة خطوط شحن مباشر بين مصر وافريقيا نظرا للأهمية المستقبلية لهذا السوق، ويعتقد أن نهاية عام 2010 ستشهد انتعاشا مشيرا إلي التوقعات الايجابية بأن تكون الفترة القادمة موسما مشجعا للمصدرين. زيادة الصادرات لروسيا وقال سمير مصطفي النجاري رئيس شركة الفواكه الطازجة إن روسيا وبعض دول أوروبا خاصة فرنسا وإنجلترا تعتمد بشكل أساسي علي الاستيراد من الخارج لتغطية احتياجاتها من الموالح حيث تعتمد روسيا بشكل كبير علي مصر في استيراد موالحها حيث يتم تصدير ما يتراوح بين 150 و160 ألف طن سنويا ومن المتوقع أن تصل أولي الشحنات من الموالح والبرتقال الملون صناعيا إلي روسيا في ديسمبر المقبل في حين يقل اعتماد بعض دول أوروبا الغربية علي الاستيراد من مصر كما أعرب عن وجود احتمالات لوقف تصدير الموالح إلي السوق الايراني ليس من مصر فقط بل من جميع دول العالم بسبب القرار السياسي من الحكومة الايرانية بمنع استيراد الموالح. يذكر أن مصر كانت تصدر لإيران حوالي 120 ألف طن سنويا في حين تعتمد معظم دول الخليج والدول العربية وعلي رأسها السعودية علي الموالح المصرية في استهلاكها وكما أشار "النجاري" إلي أن من أهم الأسباب التي تعوق حركة تصدير المنتجات الزراعية ارتفاع التكلفة خاصة في ظل إلغاء الدعم علي البرتقال المصدر مما يؤدي إلي ارتفاع السعر وبالتالي عدم الاقبال عليه. بينما يري خالد أبواسماعيل رئيس جمعية منتجي البطاطس وعضو المجلس التصديري أنه من المتوقع زيادة في