من المعروف بداهة أن الأسواق الناشئة تتمتع بنسبة مخاطر أعلي من مثيلتها في الأسواق المتقدمة وهو ما يترجم بتذبذبات عالية تؤدي في نهاية المطاف إلي أن نسب تحرك الأسواق الناشئة تتفوق علي نسب تحرك الأسواق المتقدمة بمعني بسيط، في حالة الصعود يكون المتوقع أن تتحرك الأسواق الناشئة وتحقق نسب مئوية في الصعود أعلي من تلك المحققة في الأسواق المتقدمة. وفي حالة الهبوط تمني الأسواق الناشئة بخسائر فادحة تتعدي في نسبتها المئوية تلك الخسائر الموجودة بالأسواق المتقدمة. ويمكن مراجعة عام الأزمة المالية العالمية وعمل مراجعة سريعة لنسب التراجع لبيان مدي تفاوت تلك النسب المئوية ما بين كل من الأسواق "صاحبة الازمة" والأسواق الناشئة، ورغم أن الأزمة نشأت من رحم أكبر اقتصادات العالم وهو الاقتصاد الأمريكي إلا أن تأثيراتها الجانبية علي الأسواق الناشئة جعلت تلك الأسواق تنزف نقاطا ونسبا مئوية تتعدي بكثير مثيلتها في السوق الأمريكي أو الأسواق الأوروبية. فالسوق المصري "مثله مثل الكثير من الأسواق الناشئة في تركيا والبرازيل والهند وروسيا" هبط تقريبا 70% فيما كانت خسائر السوق الأمريكي في حدود ال50% وهو ما كان مثار دهشة الكثير من العاملين والمستثمرين في البورصة المصرية. ومع عودة الأسواق المالية العالمية للانتعاش من عام 2009 إلي الآن كانت نسب الارتفاع في السوق الأمريكي تقارب نسبة ال62% من حركته الهبوطية السابقة فيما تجاوز السوق التركي نسبة ال100% وقارب السوق البرازيلي والاسرائيلي والهندي تلك النسبة فيما تجاوز السوق الروسي والجنوب الافريقي نسب التعافي تلك المحققة في السوق الأمريكي مما يوضح أن تحركات الأسواق الناشئة لم تتخلف عن عادتها بأن تتجاوز في مداها تلك المحققة في الأسواق المتقدمة وفي نفس الاتجاه. ما يشغلني بالأساس هو البورصة المصرية وهي تحسب من "أو علي" الأسواق الناشئة، البورصة المصرية لم تحقق في أعلي نقطة لها وهي 7700 نقطة "تبعد عنا الآن ألف نقطة بالتمام والكمال" سوي نسبة 50% فقط مما فقدته البورصة المصرية في عام 2008 وهو عام الأزمة المالية العالمية وهي بالطبع نسبة متدنية للغاية عند مقارنتها بنسب التعافي في الأسواق المتقدمة أو الناشئة علي حد سواء. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن وبقوه ما السبب وراء تخلف البورصة المصرية عن ركب التعافي في البورصات العالمية سواء المتقدمة أو الناشئة؟ ذلك السؤال الصعب هو ما سنحاول "قدر المستطاع" الاجابة عنه بايجار في الأسبوع القادم. د. إبراهيم النمر [email protected]