تعاني معظم المدن الصناعية عشوائية التخطيط العمراني، الأمر الذي تظهر ملامحه في حجم الاختناق المروري الحادث حاليا نتيجة عدم وجود طرق أو خطوط سكة حديد أو وسائل نقل جماعي في صورة تنفرد بها مصر ويصعب وجودها في أي مدينة صناعية في أي دولة أخري. المشكلة واحدة في أكتوبر والعاشر والعبور والصالحية وبدر، وهي توسع كبير في عملية البناء ونمو صناعي مفاجئ بدليل أن الحكومة لم تخطط له من قبل.. ومؤخرا وفي محاولة لتغيير الواقع المأساوي لهذه المدن أعلنت وزارة النقل عن إنشاء خط سكة حديد كهربائي بين القاهرة، العاشر، بلبيس بطول 44 كيلومتراً ويهدف إلي وجود وسيلة نقل جماعي حضارية تخدم العمل في المدن الجديدة شرق القاهرة وبالتوازي مع طريق مصر الإسماعيلية الصحراوي بدءاً من مدينة الشروق ومرورا بالعبور ثم بدر حتي يدخل العاشر ليستكمل الطريق إلي بلبيس. الدراسات المبدئية تؤكد أن الخط سوف يخدم أكثر من 70 ألف مواطن يوميا في الوصلة بين القاهرة، العاشر، أي ما يوازي 25 مليون مواطن سنويا ويخدم في الوصلة من العاشر حتي بلبيس 74 ألف مواطن يوميا أي ما يوازي 27 مليون راكب سنويا فيكون إجمالي ما تخدمهم الوصلتان أكثر من 52 مليوناً و500 ألف مواطن سنويا حيث إن معظم العاملين في مصانع العاشر من رمضان يعيشون في بلبيس والشرقية والقاهرة وسوف يخدمهم هذا الخط الجوهري بمثل ما يخدم المدن والتجمعات الجديدة والمستقبلية في مناطق شرق العاصمة والهايكستب. والسؤال هنا: هل يلقي قطار العاشر نفس مصير قطار أكتوبر المتوقف عن العمل منذ حوالي عشر سنوات بسبب سوء التخطيط؟! ترحيب مستثمرو العاشر من جانبهم رحبوا بالفكرة حيث أعلنوا استعدادهم لتوفير مبلغ من 250: 300 مليون جنيه كمشاركة وليس تبرعا، مؤكدين أهميته لحل الأزمة المرورية الخانقة التي تسبب معوقات شديدة للاستثمار في هذه المنطقة في نفس الوقت الذي طالب فيه مستثمرو السادس من أكتوبر ضرورة إعادة النظر في القطار المتوقف عن العمل منذ سنوات وتوفير التمويل اللازم لإعادة تشغيله بعد حل المشكلات القائمة فيه حاليا. وفي الوقت الذي أكد فيه المسئولون أن المشروع حاليا في مرحلة الدراسة وتكلفته المبدئية تتجاوز ال 6 مليارات جنيه فهو يقع ضمن مخطط تطوير القاهرة 2050 يري الخبراء أن التكلفة المرتفعة هي السبب وراء تأخر تنفيذ المشروع رغم أهميته القصوي وهذا حال المشروعات القومية عالية التكلفة حيث يصعب تنفيذها بسهولة. ومن جانبه يوضح مصطفي مدبولي رئيس هيئة المجتمعات العمرانية أن مشروع قطار العاشر يأتي ضمن مخطط تطوير القاهرة ،2050 مضيفا أنه سيتم إنشاء خط سكة حديد مكهرب سريع من عين شمس حتي مدينة العاشر بتكلفة تقديرية تصل إلي حوالي 6 مليارات جنيه مشيرا إلي أن الخط سيبدأ من عين شمس حيث سيتم استغلال وجود خط سكة حديد قائم هناك علي أن يتم عمل امتداد يربط المدن الجديدة شرق القاهرة وبالتوازي مع طريق مصر إسماعيلية الصحراوي بدأ من مدينة الشروق مرورا بالعبور ثم بدر حتي يدخل العاشر من رمضان ليستكمل مساره إلي بلبيس. ويضيف مدبولي أن المشروع حاليا في مرحلة الدراسة حيث تبين أهمية هذه الخطوة لاحتواء أزمة الاختناق المروري في هذه المنطقة بسبب الكثافة العمالية القادمة من بلبيس إلي مدينة العاشر الصناعية التي تعتمد علي السيارات كوسيلة نقل وحيدة مشيرا إلي أن القطار سيكون كهربائياً وليس "ديزل" حيث سيخترق المدن الجديدة بدر والعاشر والعبور ووجود خط سكة حديد ديزل بهذه المنطقة يعني ايجاد مشكلة تلوث جديد. مخاوف يرفض مدبولي ما يردده البعض من صعوبة وجود خط سكة حديد كهربائي حيث يصعب التحكم في السرعة، مؤكدا أن العالم كله يعتمد حاليا علي خطوط السكك الحديد المكهربة والخط الديزل ليس له مكان حاليا، كما أن التحكم في السرعة مسألة فنية يمكن التعامل معها بسهولة مشيرا إلي أن وزارة النقل تفكر حاليا في عمل إحلال وتجديد للقطارات القائمة حتي تتحول من ديزل إلي خطوط مكهربة غير ملوثة للبيئة. وحول الخوف من أن يلقي خط العاشر نفس مصير خط السادس من أكتوبر الذي تحيط به مشكلات عديدة منذ إنشائه أدت إلي توقفه - يوضح مدبولي أن الوضع مختلف كما أن قطار أكتوبر لم يفشل، فحاليا يتم تطويره لتكملة الخط حتي يصل داخل المدينة مشيرا إلي أن المشكلات القديمة والمتعلقة ببعد الخط عن منطقة المصانع وكونه خطاً فردياً