استمراراً لمقالاتي أيام الأحد والإثنين والثلاثاء الماضية أكتب اليوم عن منظومة النقل التي تحدث عنها المهندس "علاء فهمي" وزير النقل إلي اتحاد «مستثمرين مصر»، حيث في دعوة من رئيس الاتحاد السيد /محمد فريد خميس ، لمناقشة أزمة النقل التي واجهها برنامج الرئيس مبارك نحو رفع معدل التصدير من 90 مليار جنيه إلي 200 مليار جنيه حتي عام 2012، وعدم قدرة وسائط النقل في مصر (طرق، ومواني، سكك حديدية، نقل بري ، نقل نهري ) علي الوفاء بأي تقدم في تطوير الصادرات المصرية حيث لا تتحمل مرافق الدولة ما هو قائم اليوم ، وليس ما هو مقدر وما نطمح ويطمح إليه رئيس الجمهورية ضمن برنامجه الانتخابي 2005. وكان حديث الوزير المسئول عن النقل بأن هناك استراتيجيات في الحكومة قبل مجيئه لتولي المسئولية تهدف إلي توسيع الطرق وإنهاء أزمات المواني والأرصفة وكذلك برنامج لمضاعفة خطوط السكك الحديدية ومترو الأنفاق وكذلك النقل الجماعي . ولكن من المناقشات المفتوحة التي دارت بين أعضاء اتحاد المستثمرين والوزير هناك تكدس علي طريق "الإسماعيلية، القاهرة "، المخرج الوحيد لمناطق صناعية ضخمة في مصر ،"العاشر من رمضان والعبور والشروق وبدر" وهذا يتطلب الذهاب إلي مواقع العمل أو العودة أكثر من ثلاث ساعات وهذا مستحيل نظرياً وتطبيقياً ، كما أن عدم وجود خطوط نقل منتظمة للركاب تجعل كل المؤسسات ومراكز الإنتاج والجامعات تجهز أساطيل من سيارات نقل الركاب، تقوم بنقل الركاب علي طرق مكدسة (فتزيد الطين بلة) وكذلك نقل البضائع يتم أيضاً بواسطة تريلات عظيمة تنقل (كونتينرز) إلي المواني - وهذه أيضاً متعرضة لقرارات منع سير في أوقات محددة كما هو الحال في الطريق الصحراوي (مصر - إسكندرية) وكذلك إهدار لجودة الطرق التي أصبحت غير إنسانية في أغلبية أطوالها نظراً للاستهلاك العظيم عليها وكذلك مستثمرو 6 أكتوبر وعدم قدرتهم علي مواصلة الحياة في ظل محاور مكدسة بالمركبات وأهمية إنشاء وسائل نقل سريعة علي خطوط سكك حديدية أو مترو سطحي أو معلق وهنا كانت الفكرة التي استحدثها قانون اعتمده رئيس الجمهورية بعد موافقة مجلس الشعب وهو "مشاركة القطاع الخاص للحكومة في المرافق الأساسية والبنية التحتية ) وهنا وفوراً اتخذ الوزير قراراً بتكليف زملائه المستشارين أو مسئول الاستثمار في الوزارة بالتنسيق مع السيد "مصطفي السلاب" والسيد"وليد هلال" عن العاشر من رمضان، ومدن صناعية أخري "بدر والعبور " لتكوين شركة لإنشاء خط سكة حديد ضواحي من العاشر من رمضان إلي القاهرة مروراً بتلك المدن ، كذلك من العاشر من رمضان إلي بلبيس في محافظة الشرقية حيث يتكدس عمال هذه المدن الصناعية وأيضاً تكليف لمعاون وزير آخر، للتنسيق مع السيد "صفوان ثابت" من 6 أكتوبر لكي يضعوا تصوراً للشركة التي تنشأ بغرض إنشاء خطوط حديدية من مدينة 6أكتوبر إلي القاهرة والفيوم ثم السادات وهكذا . ولكن الشيء اللافت للنظر أن كل هذه الأحلام لن تتحقق إلا بخروج اللائحة التنفيذية لهذا القانون والمنوط به دستورياً الدكتور "يوسف بطرس غالي" !!