تدرس وزارة الاستثمار المصرية وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي إدخال أبواب جديدة في المناهج الدراسية لطلاب المدارس والجامعات للتوعية وتثقيف الأجيال بالمجالات الاقتصادية المختلفة بخاصة البورصة، وهو ما أكده وزير الاستثمار الدكتور محمود محيي الدين في كلمته بمناسبة تكريم رئيس البورصة السابق ماجد شوقي لافتا إلي أن وزارته تهدف بالفعل من وراء هذا الإجراء إلي رفع مستوي وكفاءة مستثمري البورصة وايجاد جيل جديد قادر علي فهم المجالات الاقتصادية، وفي سياق متصل رحب خبراء ومراقبون اقتصاديون بهذه الخطوة معتبرين أنها بداية لايجاد جيل جديد وواع من المستثمرين خاصة للقضاء علي حالة التخبط والعشوائية التي انتابت الغالبية العظمي من المستثمرين بالبورصة خلال السنوات الماضية اشتدت حدتها في أعقاب الأزمة المالية العالمية، وقال الخبراء إن هذه الخطوة ايجابية وتعكس مدي اهتمام القائمين علي سوق المال المصري بسوق الأوراق المالية وتطويرها وتحديثها بشكل دائم ومستمر. ويقول المهندس محمود شعبان رئيس شركة الجذور لتداول الأوراق المالية إن هذا التوجه يحسب للقائمين علي الاقتصاد المصري خاصة أن البورصة بات لها دور حيوي وهام في عملية التنمية الاقتصادية ومن ثم لابد من وجود شريحة من المستثمرين علي قدر كبير من الخبرة والمهارة والمعرفة، وقال إن وزير الاستثمار محمود محيي الدين أكد أن وزارته تعكف حاليا وبالتعاون مع الوزارات المعنية علي اختيار المناهج الملائمة لافتا إلي أن الهدف من وراء ذلك ايجاد قاعدة عريضة من الشعب المصري مؤهل للاستثمار والتعامل مع الآليات والخدمات المالية المتاحة التي لم تكن موجودة في السابق وتوقع خروج دفعات جديدة من الجيل الواعي ذات الخبرة في كيفية التعامل مع البورصة واتباع استراتيجيات سليمة بدلا من التخبط والعشوائية التي باتت تسيطر علي التعاملات بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة. ومن جانبه رحب العضو المنتدب بشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار الدكتور عصام خليفة بفكرة وزارة الاستثمار إدخال مناهج دراسية جديدة لتعليم الطلاب أساليب الاستثمار في البورصة خاصة أن البورصة لها دور بارز في التنمية الاقتصادية لافتا إلي أنها توفر لصغار المستثمرين طريق الربح الذي يحتاج إلي الصبر والنفس الطويل عن طريق الاستثمار في الأسهم التي تدر علي مالكها عائدا سنويا في الغالب "الكوبون" وذلك بتجميع مدخراتهم وجعلهم ملاكا في كبريات الشركات كل حسب حصته في الأسهم التي يشتريها ويستثمرها في تلك الشركات وهذا الدور الهام للبورصة يشجع صغار المستثمرين بشكل غير مباشر علي سلوك الادخار وتوجيهه للاستثمار بما يعود بالفائدة المباشرة وغير المباشرة عليهم فالعائد النقدي المتمثل في ربح المضاربة أو كوبون السهم أو تحقيق ربح من وراء بيع السهم في حالة ارتفاع سعر بيعه عن سعر شرائه من الفوائد المباشرة ومن الفوائد غير المباشرة هي شعور صغار المستثمرين بأن لهم دور هام في تنمية أوطانهم اقتصاديا واجتماعيا وذلك باستثمارهم مجتمعين في انشاء شركة جديدة أو في توسيع نشاط شركة قائمة وكذلك تجنب توجيه مدخرات صغار المستثمرين لزيادة معدلات استهلاكهم للسلع غير المفيدة والتعود عليها خاصة إذا كانت مستوردة فهذا يؤدي إلي تنمية اقتصاديات الدول المصدرة لهذه السلع وحجب التنمية عن اقتصاد وطنهم مما يؤدي إلي نتائج سلبية علي المدي البعيد منها زيادة معدلات التضخم وزيادة الأسعار زيادة البطالة وضعف في قوة الاقتصاد الوطني، ومن جانبه أكد الدكتور محمد الغرباوي أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الزقازيق أن البورصة المصرية لها دور كبير في التنمية الاقتصادية ومن ثم كان لابد من توعية الجيل الجديد وتعريفه بماهية البورصة وكيفية الاستثمار فيها بأساليب واستراتيجيات صحيحة خاصة أن البورصة المصرية تسعي خلال الفترة المقبلة لجذب مزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية والمحلية أيضا من خلال استراتيجية واسعة لتطوير السوق بالتعاون بين الوزارة وهيئة الرقابة وإدارة البورصة، وأضاف الغرباوي أن الطالب بعد تخرجه سيحتاج إلي الاستعانة بوسيلة لاستثمار مدخراته كما سيحتاج إلي التعامل مع التمويل العقاري لشراء شقته وكذلك سيكون في حاجة إلي معلومات عن التأمين سواء علي حياته أو علي ممتلكاته وبالتالي رأت الوزارة أن تدخل أبوابا جديدة في المناهج الدراسية للطلاب لتعليمهم جميع المجالات الاقتصادية عن قرب، ومن جانبه أكد الدكتور إسلام عزام أستاذ الشئون الاقتصادية بالجامعة الأمريكية أن الأزمة المالية العالمية كشفت عن وجود شريحة عريضة من المستثمرين بالسوق يفتقدون للثقافة الاستثمارية وبالتالي فإن إدخال مناهج جديدة للمدارس والجامعات سيكون لها