أعلنت بعض البنوك العاملة في السوق خلال الأيام القليلة الماضية عن المؤشرات الأولية لنتائج أعمالها خلال الربع الثاني من العام الحالي مشيرة إلي حدوث تراجع في معدلات ربحيتها مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. وهناك فريق من رجال البنوك قال إن المحافظ الاستثمارية للبنوك في البورصة تأثرت سلباً بحالة عدم الاستقرار والتراجع المستمر في سوق الأوراق المالية، إلا أن هذا الرأي اعترض عليه فريق آخر قائلين إن هناك عوامل كثيرة تتأثر بها معدلات الربحية في البنوك بخلاف الاستثمار في البورصة. وقالوا إن البورصة تعرضت بالفعل لحالة من التراجع الملحوظ خلال الربع الثاني من العام الحالي ولكنها في نفس الوقت شهدت ارتفاعاً في الربع الأول والمحصلة النهائية لتلك المحافظ تحقيق ربحية. وأضافوا أن البنوك قامت منذ فترة بالفعل بإعادة النظر في سياساتها الاستثمارية فيما يتعلق بحجم استثماراتها في البورصة ولكن رغم ذلك لا يمكن تحميل البورصة المسئولية كاملة عن حدوث تراجع في معدلات ربحية البنوك. في البداية يؤكد رمضان أنور العضو المنتدب لبنك الاتحاد الوطني-مصر أن أداء البورصة بصفة عامة خلال الفترة الأخيرة اتسم بحالة من عدم الاستقرار وحدوث تراجع في غالبية أسعار الأسهم مشيراً إلي أن هذا التراجع بدون شك ألقي بظلاله السلبية علي محافظ البنوك الاستثمارية في البورصة. ويستطرد قائلا: إن اتجاه البنوك للاستثمار في البورصة وعمل محافظ لها لا يعد من الأنشطة الرئيسية للبنوك وذلك لأن دور البنوك القيام بتوظيف السيولة الموجودة لديها في تمويل المشروعات الاقتصادية والاستثمارية المختلفة. ويقول رمضان أنور إن هناك عددا قليلا من البنوك العاملة في السوق المصرية التي قد تلجأ إلي توظيف جزء من السيولة الفائضة لديها واستثمارها في سوق الأوراق المالية. ريضيف قائلاً: إن قنوات الاستثمار الرئيسية لكل البنوك هي إقراض وتمويل المشروعات الإنتاجية وليس شراء وبيع الأسهم مشيراً إلي أن استثمار البنوك لجزء من أموالها في البورصة يعتبر من الاستثمارات الثانوية وليست الرئيسية وبالتالي لا يمكن القول إن حدوث تراجع في معدلات الربحية سببه الرئيسي المحافظ الاستثمارية للبنوك في البورصة. ورداً علي سؤال آخر عن اتجاه بعض البنوك مؤخراً لتقليص حجم استثماراتها ومحافظها المستثمرة في سوق الأوراق المالية يذكر رمضان أنور أنه عند تأثر أي نشاط من الأنشطة التي تستثمر فيها البنوك أموالها بالسلب يكون من الطبيعي أن يتم إعادة النظر في هذا النشاط وحجم الأموال المستثمرة فيه مؤكداً أنه إذا تأثرت البنوك فعلاً وتكبدت خسائر من وراء محافظها الاستثمارية في البورصة تقوم بمراجعة سياستها الاستثمارية مباشرة. ومن جانبه يوضح ناجي هندي مدير إدارة سوق المال ببنك مصر إيران للتنمية أن معدلات الربحية في أي بنك من البنوك عادة ما تتأثر بالعديد من العوامل المختلفة، حيث يحقق البنك أرباحه وإيراداته من الائتمان والاستثمار بالإضافة إلي عمولات العمليات المصرفية. ويستطرد قائلاً: ومن ناحية أخري فهناك أيضا تكلفة الأموال التي تختلف من بنك لآخر والتي تتأثر دائماً بسعر الفائدة المعلن من جانب البنك المركزي ومن ثم تختلف معدلات الربحية من بنك إلي آخر في ضوء مكونات الإيرادات والمصروفات. وحول دور البورصة وتأثيرها المباشر علي معدلات الربحية ونتائج أعمال البنوك خلال الفترة القادمة يوضح ناجي هندي أن البورصة تعرضت بدون شك لحالة من الانخفاض والتراجع خلال الربع الثاني من العام الحالي، ولكنها في نفس الوقت شهدت ارتفاعاً خلال الربع الأول. ويضيف قائلاً: إن معظم المحافظ الاستثمارية التي حققت أرباحاً في الربع الأول من العام الحالي قد تكون تكبدت خسائر في الربع الثاني ولكن رغم ذلك فالمحصلة النهائية لأداء تلك المحافظ هي الربحية. ويقول هندي إن تحقيق البنوك للأرباح من وراء الاستثمار في البورصة يختلف من بنك لآخر ومن محفظة لأخري لأن ذلك يتوقف علي مكونات كل محفظة من أسهم وسندات مؤكداً أنه لا يمكن الحكم علي أداء أي بنك ومعدلات ربحيته خلال ربع واحد من العام. ويستطرد قائلاً: إنه يجب النظر إلي الأداء خلال عام كامل وليس خلال ربع واحد وينطبق ذلك علي كل من البورصة والبنوك علي السواء. ويقول ناجي هندي إن هناك أدوات استثمارية كثيرة أمام البنوك، فهناك محافظ استثمارية تستثمر أموالها في الأذون والسندات مؤكداً أنه لا يوجد بنك يمكنه الاستغناء عن ضخ جزء من أمواله واستثماراته في سوق الأوراق المالية ولكن يتحكم في اختيار الأدوات المالية التي يتم الاستثمار فيها عامل العائد والمخاطر.