أيد خبراء سوق المال اتجاه شركات السمسرة لمنع "الكريدت" أو الائتمان المقدم للعملاء في الوقت الحالي مؤكدين أن "الكريدت" يضاعف خسائر المستثمرين خاصة في أوقات الهبوط ويزيد من أزمات السوق. وأكد الخبراء أن الوقت الحالي غير واضح الملامح وليست هناك رواية واضحة لاتجاهات السوق وهو الأمر الذي يدعم فكرة عزوف الشركات عن منح العملاء "الكريدت". ورغم أن الائتمان المقدم من شركات السمسرة للعملاء يزيد من أحجام التداول وقيم التعاملات إلا أن أوقات الأزمات تمثل ضربة قاصمة للمستثمرين. رأي هاني حلمي رئيس مجلس إدارة شركة الشروق لتداول الأوراق المالية أن احجام شركات السمسرة عن منح الكريدت خلال الأوقات الحالية قد يكون له تأثير سلبي علي التداول، ولكنه في النهاية من أجل مصلحة المستثمرين. خاصة مع عدم وضوح اتجاه السوق. وأشار حلمي إلي أنه بالرغم من تأثير الكريدت علي أحجام التداول، ولكن السوق لا يشجع علي منح كريدت لأنه قد يزيد من الخسائر. وأوضح أن الكريدت لا يتم إلا في أوقات صعود السوق، بينما أثناء الأزمات وصفه بأنه "يزيد الطينة بلة" مرتبط بوقت معين يضطر العميل إلي البيع بأسعار أقل مما يزيد من تراجع السوق ويضغط عليه بشكل أكبر. وقال إن مشكلة الكريدت بالسوق المصري هي استغلاله بطريقة سيئة وعدم وعي المستثمرين بالأوقات المناسبة لاستخدام الكريدت، حيث يستسهله البعض دون الحاجة إليه كما أن الخاسر الوحيد هو المستثمر نظرا لأن شركة السمسرة تضمن أموالها بالإضافة للعمولة، فتري بعض شركات السمسرة أنه أفضل لها من وضع أموالها بالبنوك. وأوضح مصطفي بدرة عضو مجلس إدارة شركة أصول لتداول الأوراق المالية، أن الشركات قد تقلل نسبة الكريدت في الوقت الحالي يرجع إلي عدم استطاعتها بتغطية تراجع الأسعار الموجودة بالسوق، حيث إن الشركات تحاول الحفاظ علي أموالها. وأضاف أن شركات السمسرة تعطي الكريدت وفقا لقيمة محفظة العميل. وأثناء تراجع السوق تحاول الشركات أن تحوط نفسها من المخاطر. وأشار بدرة إلي أن الكريدت له تأثير علي حجم التداولات بالسوق إلا أن مشكلة الكريدت تتمثل في أن 90% منه تستخدم في المضاربة علي بعض الأوراق مما يؤدي لمزيد من تراجع السوق. ولفت إلي أن البعض يلجأ لأخذ الكريدت من أجل زيادة السيولة بمحفظته المالية، مؤكدا أن عيوب الكريدت هو سوء استخدامه أو منحه لعملاء علي درجة قليلة من الكفاءة. ومن جانبه أكد محمد فتح الله مدير إدارة التداول بشركة "أكيومن" لتداول الأوراق المالية إن احجام شركات السمسرة عن منح الكريدت للعملاء وخلال الوقت الحالي قرار ايجابي لأن الكريدت لابد أن يمنح فقط أثناء صعود السوق حيث إن زيادة حجم التداول في أثناء تراجع السوق نتيجة منح الكريدت لا داع لها لأنها تزيد من حدة التراجع. وأضاف فتح الله أن إعطاء الكريدت بشكل غير منظم قد يتسبب في عمل شبه ضخم كما أن العميل و أكبر الخاسرين، خاصة أن الشركات تجبر العميل علي البيع في أوقات معينة وبخسائر مضاعفة مشددا علي أهمية أن يعرف العميل التوقيت المناسب لاستخدام الكريدت ومدي قدرته علي تحمل الخسائر. وقال مصطفي نمرة رئيس قسم التحليل الفني بشركة سفير لتداول الأوراق المالية، أن احجام بعض شركات السمسرة عن منح الكريدت للعملاء يعد شيئا منطقيا في الوقت الحالي وذلك لأن شركات السمسرة أكثر خبرة من المتعاملين والأكثر معرفة بوضع السوق خاصة أثناء تراجع السوق حيث تصبح المخاطرة أعلي بكثير. ورأي نمرة أنه في صالح المستثمرين وهذه الاحجام يأتي كتوابع الاتجاه الهابط وذكر نمرة أن عدم منح الكريدت يؤثر سلبيا علي أحجام التداول نظرا لأن الكل يستثمر بأمواله فقط. وأضاف أن الكريدت مفيد فقط للمحترفين فقط بينما 90% من الأفراد تحدث لهم خسائر فادحة نتيجة الكريدت حيث يؤدي لضياع كل أمواله بالاضافة للديون. ونصح المستثمرين بعدم اللجوء للكريدت اثناء تراجع السوق.