رغم أن الائتمان أو الكريدت قد يكون له أثر إيجابي في تحقيق ارباح سريعة لبعض المستثمرين فإن استخدامه يشبه إلي حد كبير "القمار" خاصة أن الشركات تضغط علي العملاء ليبيعوا نهاية الأسبوع حتي ولو بخسائر فادحة. يمثل الكريدت للسماسرة وشركات الوساطة المالية الفرخة التي تبيض بيضة من ذهب أسبوعيا وتدر المزيد من العمولات علي انقاض خسائر الآخرين من العملاء ولهذا كان من الأحري علي الهيئة إيجاد طريقة شرعية لهذا الكابوس. الكريدت يحقق مكاسب قوية وأيضا خسائر ضخمة، بالإضافة إلي دفع السوق لمزيد من الهبوط وقت الانهيارات أو الهزات العنيفة للسوق وصفه الخبراء بالسلاح ذي الحدين، ويمثل الكريدت مذبحة للمستثمرين الأفراد وقت الهبوط للعشوائية في عمليات البيع لسداد الكريدت. أشار الخبراء إلي تفعيل الشراء الهامشي ليكون البديل للكريدت الممنوح من شركات السمسرة التي تجبر المتعاملين علي السداد آخر الأسبوع. ونصح الخبراء المتعاملين بالبعد عن استخدام الكريدت "عمال علي بطال"، خاصة إذا المستثمر قصير الأجل، خصوصا المستثمرين الأفراد، والاتجاه إلي الاستثمار بالأساليب العلمية الصحيحة.. وقالوا إن المستفيد الوحيد من الكريدت هي شركات السمسرة. ذكر أحمد العطيفي مدير البحوث والتطوير بشركة نيوبرنت لتداول الأوراق المالية، أن شركات الأوراق المالية لابد أن تمتنع عن منح الكريدت خاصة في الوقت الحالي وأن تفعل نظام الشراء بالهامش، وبالتالي يتحمل هو الفائدة والأعباء ولا يجبره أحد علي البيع. رأي أن الكريدت له تأثير إيجابي وآخر سلبي، ولابد أن يكون في الوقت المناسب وعند تحقيق أرباح علي العميل أن يخرج فورا حتي لا يجبر علي البيع بخسائر لأنه احيانا يحقق مكاسب قوية أو خسائر قوية أيضا. مشيرا إلي ضرورة ألا يزيد الكريدت علي قيمة معينة من المحفظة وأيضا علي نوعية الأسهم الموجودة داخل المحفظة. أشار وائل جودة، عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين، إلي أنه علي الشركات أن تقنن من الكريدت لأنه يؤدي لهبوط السوق وقت الانهيارات أو الهزات العنيفة بالإضافة لضرورة أن تختار الشركة العميل قبل منحه الكريدت ومعرفة مدي التزامه وكذلك أن تكون بنسبة معينة. أشار جودة إلي أهمية تفعيل المارجن أو الشراء بالهامش فهو أفضل بكثير من الكريدت لأنه لا يجبر العميل علي البيع في وقت معين سوي في حالة نزول قيمة المحفظة عن 50% من قيمتها لأن عامل الوقت في الكريدت هو السبب الرئيسي للخسائر بالإضافة إلي أن المارجن يساعد السوق ويزيد سيولته.. فضلا عن أن الكريدت من ضمن أسباب نزول السوق بسبب عشوائيته حيث تسبب في تضخم الأسعار مما جعلها لا تستطيع العودة مرة أخري وعلي العميل أن يفهم متي يستخدم هذا السلاح. وعلي شركات السمسرة أن تعمل نوعاً من الضبط النفسي لأن هيئة سوق المال لا تستطيع وقف عملية الكريدت لأنها خاصة بشركات السمسرة، وتعتبر منافسة غير شريفة بين شركات السمسرة لجذب العملاء. رأي الدكتور محمد الصهرجتي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الأوراق المالية، أن الكريدت سلاح ذو حدين يمكن المستثمر من تحقيق ارباح أكبر عند ارتفاع الأسعار ولكنه يعرضه للخسائر أثناء انخفاض السوق. لأنه يحتاج المستثمر المحترف الذي لديه خبرة كبيرة ولا نوصي بها للمستثمر القصير الأجل. وطالب الصهرجتي المستثمرين الأفراد بالاستثمار بالأساليب العلمية الصحيحة. أضاف أن البدائل الموجودة تتمثل في الشورت سيلينج ولكن يجب وضع معايير يستخدمها المستثمر المحترف. أوضح مصطفي الأشقر "محلل مالي" أن الكريدت هو أداة مالية مستخدمة في أنحاء العالم ولكن بطرق مختلفة وتسمي الشراء بالهامش.. مشيرا إلي أنها أداة خطيرة حيث تعطي الحق للمستثمر بالشراء بأكثر من رأسماله، ومع سقوط السوق تصبح مخاطره أكبر أي يعتبر مذبحة للمستثمرين الأفراد. وذكر أن البدائل قد تكون الشراء بالهامش لأنه أقل خطورة. ونصح الأشقر الأفراد بعدم اللجوء إلي الكريدت والشراء بالهامش لأن السوق لدينا عالي المخاطر خاصة في ظل عدم الوعي الاستثماري يصبح أكثر خطورة. رأي أن الشركات لابد أن تختار العميل قبل اعطائه الكريدت. وهذا ما سيشرعه النظام الجديد لسوق المال وهذا يتطلب اختيار للعميل أي سيصبح مقنناً بطريقة أفضل ولابد أن يكون العميل لديه خبرة ومحفظته الاستثمارية تستوعب المخاطر، ويستثمر في أوراق معينة وهي 51 ورقة الأقل مخاطر من الأوراق الأخري الموجودة في السوق.. أشار إلي أن الكريدت تأثيره علي السوق يعتبر سلاحاً سرياً عن طريقه تذبح شركات الوساطة المالية كل عميل من خلال البيع الاجباري عند هبوط الأسعار.. مما يتسبب في البيع العشوائي وبالتالي يثير الرعب والفزع للمستثمرين والضغط أكثر علي السوق. رأي مصطفي بدرة "محلل وخبير بسوق المال" أن الكريدت أداة من الأدوات المساعدة للمستثمرين. بينما لابد من تقنينها حتي لا يهرب العميل ولا تجبره الشركات علي البيع لأنه في حالة عدم تقنينه سيكون تأثيره أكبر علي السوق. أوضح عمرو العراقي "محلل سوق المال" أن مميزات الكريدت من مساعدة السوق علي الارتفاع من خلال ضخ سيولة كبيرة للسوق ولكن بشرط أن يكون منظماً. وصف الكريدت بسلاح ذي حدين مشيرا إلي أنه علي الرغم من ضخه لسيولة كبيرة للسوق فقد يكون سببا كبيرا في تراجع السوق وخروج سيولة كبيرة أيضا منه في حالات تراجع المؤشر حيث يزيد من حدة التراجع. أشار إلي أنه إذا كان المستثمر مثلا يمتلك محفظة استثمارية قدرها 100 ألف جنيه فإن شركة السمسرة تسمح له بأخذ كريدت بقيمة 50 ألف جنيه وبالتالي في حالة ارتفاع السوق فإن المستثمر يحقق مكاسب مرة ونصف المرة.. مشيرا إلي أن كلا من الشركة والمستثمر يحققان مكاسب من هذا الارتفاع ولكن في حالات التراجع فعلي الرغم من أنه يمثل فرصة جيدة لتكوين مراكز مالية أو لشراء الأسهم فإن المستثمر يضطر للبيع لسداد مديونياته للشركة التي تحصل علي اجمالي المبلغ دون أي خسارة. أضاف أن المستثمر هو الخاسر الوحيد في هذه الحالة لأنه يقوم مضطرا ببيع جزء من استثماراته بأسعار متدنية لسداد الكريدت. شدد علي ضرورة زيادة الوعي الاستثماري للمستثمر في البورصة وأن يعي جيدا كيفية استخدام الكريدت والأوقات الملائمة لاستخدامه والأوقات الواجب فيها الابتعاد عنه. اقترح تقليل نسبة الكريدت الممنوحة في حالات تراجع السوق وزيادة فترة سداد الكريدت مع تقديم النصائح الجيدة من قبل شركات السمسرة في حالات تراجع السوق تمكنه من الخروج المبكر أو إعادة هيكلة محفظته الاستثمارية بشكل يساعده علي تحقيق ارباح وعدم تكبده خسائر كبيرة.