لقد ابتدعت ترسانات بناء السفن الأوروبية فكرة إراقة زجاجات الشمبانيا عند تدشين ايه سفينة جديدة.. واعتاد كثيرون ان يعتبروا ذلك تقليدا غريبا لا يعني سوي الاسراف والبذخ ولاشك ان هؤلاء يشمتون الآن فيما تواجهه ترسانات السفن من مشكلات وتقول مجلة الايكونوميست ان بناء ناقلة بترول عملاقة عابرة للمحيطات أو سفينة شحن لبضائع الصب أو حتي ناقلة بترول عادية يستغرق الكثير من الوقت ولذلك فإن ترسانات كوريا الجنوبية والصين واليابان لاتزال تعمل في صنع الطلبيات التي تدفقت عليها في سنوات ما قبل الركود العالمي الأخير وسوف تكفي هذه الطلبيات لتشغيلها عامين قادمين يستمر فيهما نزيف زجاجات الشمبانيا ولكن ما ان تنتهي هذه الطلبيات فإن المستقبل أمام الترسانات البحرية الآسيوية سيصبح مليئا بالصخور اما الترسانات البحرية الأوروبية فإن مستقبلها علي العكس من ذلك سيكون أفضل قليلا علي الرغم من كونها ظلت تعاني 30 عاما متصلة من منافسة الترسانات الآسيوية ذات الأسعار الرخيصة نسبيا. والحقيقة ان الطلب العالمي علي السفن الجديدة قد تراجع إلي أدني مستوياته وفي العام الماضي قل هذا الطلب أكثر من 80% مما كان عليه عام 2007 وهو كما تعرف آخر أعوام الرواج وكان الطلب علي السفن الجديدة فيه قد وصل الي ذري عالية حيث شجع الانتعاش الاقتصادي أصحاب شركات الشحن البحري علي طلب المزيد من السفن الجديدة ومع بدء الركود وتراجع حجم التجارة الدولية تراجعت أيضا حركة الشحن البحري وليس متوقعا ان تعود إلي الانتعاش مرة أخري بسرعة. وربما كانت السفن عابرة المحيطات هي الشريحة التي لايزال الطلب عليها عاليا ويقال انه برغم عمليات تخريد السفن العاملة والغاء بعض الطلبيات علي هذا النوع من السفن الجديدة فإنه ينتظر ان تمخر مئات السفن عباب المحيطات هذا العام وتجدر الإشارة الي ان ترسانات السفن الآسيوية الاكثر عصرية وكفاءة تركز علي بناء سفن نمطية عابرة للمحيطات وذات حجم كبير وعلي هذه النوعية بالذات يتزايد الطلب في الوقت الراهن وفي الربع الأول من العام الحالي 2010 فازت ترسانات كوريا الجنوبية وحدها بأكثر من ربع الطلب العالمي علي السفن الجديدة ولكن قيمة الطلبيات التي فاز بها الكوريون لا تتجاوز ال2.2 مليار دولار أما في عام 2008 فقد بلغت قيمة الطلبيات التي فازت بها ترسانات كوريا 32 مليار دولار ويذكر ان هيونداي هيفي آند استريز وهي واحدة من اكبر 4 ترسانات كورية لم تفز بأية طلبية جديدة منذ عام 2008.