أكد عدد كبير من خبراء البورصة أن الاكتتابات الأخيرة التي تمت لزيادة رؤوس أموال بعض الشركات بريئة تماما من مسألة سحب السيولة من السوق ومن ثم التأثير سلبا علي أداء البورصة. وأضافوا أن السوق يتحرك منذ فترة في اتجاه عرضي وقد يستمر ذلك علي المدي المتوسط رغم أن الاكتتابات تمت منذ ما يقرب من شهرين مؤكدين أن من خصائص الاتجاه العرضي للسوق ضعف أحجام التداول. وقالوا إن ضعف السيولة قد يرجع في المقام الأول إلي الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية بالاضافة إلي القرارات الخاطئة من قبل إدارة البورصة والتي ساهمت بشكل مباشر في هروب بعض الاستثمارات من السوق. بداية أكد عبدالرحمن لبيب رئيس قسم التحليل الفني بشركة الأهرام لتداول الأوراق المالية، أن الاكتتابات بعيدة تماما عن سحب السيولة من السوق مشيرا إلي أن السوق يتحرك في اتجاه عرضي علي المدي المتوسط منذ أغسطس ،2009 والاكتتابات كانت فقط في الشهرين الماضيين، علما بأنه من خصائص الاتجاه العرضي ضعف احجام التداول. وأضاف أنه في هذه الاكتتابات يتم تغطية نسبة التداول الحر وليس كل الاكتتاب، بالاضافة لوجود مساهمين يقومون بتغطية حصتهم كما حدث في اكتتاب أوراسكوم تليكوم حيث كان هناك 5.2 مليار مساهمين أساسيين وبالتالي لم يتم سحب الخمسة مليارات كلها من السوق كما يعتقد البعض. ويستطرد قائلا: إنه في بداية 2007 شهد السوق اكتتابات كثيرة ومع ذلك كان السوق صاعدا وكذلك في بداية عام 2008م. ويذكر عبدالرحمن أن الهدف الرئيسي من ادراج الشركات بالبورصة توفير السيولة وزيادة رأس المال بعيدا عن البنوك مؤكدا أنه ليس من المنطقي منع الشركات من الاكتتاب، ولكن بشرط معرفة السبب وراء زيادة رأس المال وما مصيرها. ويضيف أن البورصة وسيلة لمساعدة الشركات علي التوسع مع توضيح هذه التوسعات والالتزام بها. ويوضح أن زيادة سيولة السوق ترتبط بعودة الثقة للاقتصاد ولا يحدث تدفق جديد بالبورصة إلا في حالة نشاط الاقتصاد العالمي ككل والتأكد من انتهاء الأزمة المالية العالمية تماما. ومن جانبه يوضح هاني السعدني رئيس مجلس إدارة شركة استوك أون لاين للاستشارات المالية أن الاكتتابات ليست السبب في سحب السيولة من السوق لأن معظم الاكتتابات لم يدخل فيها كل المستثمرين بل يوجد اكتتابات يدخل فيها مستثمرون أجانب وصناديق حيث إن معظم الصناديق تبيع السهم قبل الاكتتاب للدخول في الاكتتابات، لذلك فهي لا تسحب السيولة لأنه كان بالفعل محتفظ بتلك السيولة داخل السهم، بالإضافة إلي أن معظم الاكتتابات التي حدثت في الفترة الأخيرة كانت لأسهم بها صناديق ومؤسسات