رغم النشاط الكبير الذي تشهده البورصة المصرية وتخطي التعاملات اليومية حاجز المليار جنيه.. إلا أن الواقع يؤكد احتياج السوق لبضاعة جديدة تتمثل في طرح المزيد من الشركات للاكتتاب العام عن طريق البورصة خاصة من القطاع الخاص. وطالب العاملون في السوق بإسراع الحكومة أيضا في طرح شركات جديدة في السوق واستئناف برنامجها للخصخصة عن طريق البورصة مؤكدين أن الظروف حاليا ملائمة للطروحات الجديدة نظرا لتعطش البورصة لبضاعة جديدة. الوقت المناسب من جانبه أشار عمرو عبد الرازق المحلل المالي بشركة الشروق لتداول الأوراق المالية أن الوقت الراهن مناسب لطرح أية شركات جديدة للاكتتاب العام مثلما يحدث الآن من خلال طرح شركة جي بي اوتو "مجموعة شركات غبور". وأكد عبد الرازق أن الاكتتابات تعتبر عامل جذب مهما للسيولة إلي سوق الأوراق المالية، معتبرا انها تعتبر الخطوة الأولي لاقناع مستثمرين جدد بالاستثمار في البورصة. وأضاف أن عمليات الاكتتاب تعتبر أيضا أفضل وسيلة للترويج للاستثمار المباشر من خلال جذب مستثمرين وصناديق عربية وأجنبية للمشاركة في هذه الاكتتابات، مشيرا إلي أن صناديق ومؤسسات استثمارية عالمية دخلت في هذه الاكتتابات ووصلت إلي نسب مؤثرة في رأسمال تلك الشركات. وتوقع عمرو نجاح جميع الاكتتابات التي يتم طرحها بالبورصة سواء التي تتم كطروحات جديدة أو كإكتتابات زيادات رؤوس أموال، واستبعد أن يكون هناك ضغط علي تعاملات البورصة المصرية نتيجة كثرة الاكتتابات، مشيرا إلي أن سوق الأوراق المالية المصرية تزخر بسيولة غير عادية في المرحلة الحالية هو مؤشر جيد يجب استغلاله. تنظيم الاكتتابات الجديدة في المقابل أشار هاني زارع مدير شركة كايروكابيتال لتداول الأوراق المالية إلي أن السوق بحاجة الآن إلي إعادة تنظيم الاكتتابات الجديدة وتسهيل اجراءاتها لمنع الاضرار بالسوق حيث إن الانخفاضات التي شهدتها البورصة المصرية وسوق المال السعودي وفي الإمارات جاءت بسبب الافراط في عمليات الاكتتاب في زيادات رؤوس أموال الشركات المصدرة أو طرح شركات جديدة للاكتتاب العام، حيث تم سحب مبالغ كبيرة من الأسواق العربية مما كان أحد أبرز أسباب موجات التراجع التي شهدتها خلال الفترة الماضية. إقبال كبير وحول مدي اقبال واستيعاب السوق لهذه الاكتتابات بوجه عام واكتتاب شركة غبور بوجه خاص قال باسم رمزي المحلل المالي بشركة مترو لتداول الأوراق المالية إن كل مستثمر عليه أن يدرس ميزانيات الشركات المطروحة للاكتتاب جيدا مع الوضع في الاعتبار فرص نمو الشركة، حيث إنه سيدخل مستثمر متوسط الأجل في هذه الشركات من خلال الاكتتاب. وأضاف باسم أن الوقت الحالي يعد مناسبا لطرح اسهم شركات جديدة نظرا لتوافر السيولة في السوق إضافة إلي أن ذلك متزامن مع الاصلاحات الاقتصادية والتوسع في برنامج الخصخصة وإدارة الأصول المملوكة للدولة وكذلك ارتفاع جاذبية الاستثمار في مصر بالنسبة للمستثمرين الأجانب والعرب ووجود فوائض بترولية في الخليج وحاحة السوق لوجود سلع جيدة وجديدة في السوق مما يؤدي إلي زيادة عمق السوق. وتوقع رمزي نجاح اكتتاب شركة غبور بشكل عام وان كان بنسبة متفاوتة، مشيرا إلي أن تجربة الاكتتابات السابقة أوجدت صورة ذهنية جيدة لدي المستثمرين بشأنها، موضحا انه لا يجب توقع تحقيق معدلات ارباح تصل إلي 100% أو 50% كما كان يحدث في السابق، نظرا لاختلاف وضع السوق حاليا عنه في وقت الاكتتابات السابقة. وأشار رمزي إلي أن شركة غبور تعد أول شركة تطرح للاكتتاب في سوق الأوراق المالية المصرية حيث طرحه عن طريق شريحتين الأولي للاكتتاب الخاص وعدد اسهمها 23.7 مليون سهم والثانية للاكتتاب العام وعدد اسهمها 7.5 مليون سهم وقد تم تغطية الاكتتاب الخاص 7 مرات وبسعر 37 جنيها بمضاعف ربحية يبلغ 11 مرة وهو مضاعف ربحية منخفض نسبيا إذا تم مقارنته بمضاعف ربحية السوق المصري الذي يبلغ حاليا 19 مرة وهذا يدل علي ثقة المستثمرين بالشركة وتوقعاتهم لنمو مبيعات وارباح الشركة في الأعوام القادمة كما ان الشركة ستقوم بإعادة هيكلة لخطوط الإنتاج الحالية والقيام بتوسعات تشمل زيادة طاقة خطوط الانتاج والتجميع بالشركة وكذلك انشاء المزيد من مراكز خدمة السيارات. وأكد باسم انه من المتوقع ان تحقق الشركة زيادة في مبيعات الشركة في العام القادم 2007 لتصل إلي 3.692 مليار جنيه بنسبة نمو 19% عن عام 2006 نتيجة لأن الشركة المنتج والموزع الوحيد لسيارات الهوينداي بالإضافة إلي انها المنتج والموزع للأتوبيسات والشاحنات الفولفو والميتسوبيشي كما انها تمتلك 20 معرضا للمبيعات كما ان السوق المصري يشهد نشاطا كبيرا في هذا المجال.