انعقاد القمة العربية في "سرت" بليبيا السبت القادم. * يجب عدم الرهان علي أمريكا.. آن الآوان ليغير العرب الصورة بحيث لا يراهنون علي ادارة أوباما تحت وهم انها جاءت وفي جعبتها تغيير حقيقي يميزها عن حقبة ادارة بوش الادارة الامريكية واحدة خاصة فيما يتعلق بالتلاحم والالتصاق بإسرائيل، فلقد أكدت ادارة أوباما من خلال المعايير التي تبناها مسئولوها بانها تحمل نفس التركيبة التي كانت لإدارة بوش، بحيث انها لم تبادر بتقديم المساعدة الفعلية للعرب لتذليل الامور، بل علي العكس تبنت لغة وحيدة مع العرب عندما شرعت في الضغط عليهم بكل السبل من أجل مصلحة إسرائيل. * سحب المبادرة العربية للسلام مطلوب كأولوية.. علي الدول العربية في قمة "سرت" سحب مبادرة السلام المطروحة منذ ،2002 والتي أدارت إسرائيل ظهرها لها ولم تعبأ بها، بل علي العكس مضت في غلوائها اغتيالا وعدوانا وهدما واجتراء علي المقدسات الاسلامية وعليه فإن طرح المبادرة العربية للسلام حتي الآن منذ 2002 لا يستقيم اليوم مع ما يحدث في القدس، لاسيما وان عاهل السعودية سبق، ان وعد في قمة الكويت الاقتصادية 19 يناير 2009 بأن المبادرة لن تظل مطروحة علي الطاولة إلي الأبد. * لا.. للتطبيع بالمكافآت المجانية.. ولعل ما تأكد للدول العربية اليوم انه لا مجال لأي تطبيع مع إسرائيل وهو ما سعت أمريكا إلي دفع العرب نحوه بدعوة ان هذا أضمن سبيل لانجاح مفاوضات السلام المزعوم، وهنا يجب علي قمة "سرت" ان تتبني ما سبق للسعودية ان دعت إليه في كلمتها امام الاممالمتحدة في سبتمبر من العام الماضي عندما رفضت التطبيع مع إسرائيل قبل الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة، وهو أمر منطقي وإلا كان التطبيع عندئذ مكافأة مجانية لاسرائيل علي الجرائم التي ترتكبها وتتصدرها الابادة والتطهير العرقي والتهجير القسري للفلسطينيين وسحب هويتهم والاعتداء علي مقدساتهم بالاضافة إلي حمي التهويد في القدس لتغيير الواقع الجغرافي والديموجرافي للمدينة وفصلها عن الضفة. * لا تفاوض مع إسرئيل.. يجب ان تتبني توصيات قمة "سرت" رفض التفاوض مع إسرائيل ما لم تجمد الاستيطان لاسيما وانه التزام يتعين عليها تنفيذه وفقا لخريطة الطريق وفي ضوء البيان الذي أصدرته اللجنة الرباعية في اجتماعها بموسكو يوم الجمعة الماضي والذي اكد ان الاستيطان غير شرعي.. ولا شك انه يظل مطلوبا عدم الاكتفاء بالبيانات ووجوب المبادرة باتخاذ مواقف عملية لوقف سرطان الاستيطان. أما حديث اللجنة الرباعية عن استئناف المفاوضات غير المباشرة فهو حديث لا محل له من الاعراب، وبالتالي لن يسفر عن شيء اللهم إلا عن إهدار الوقت لصالح الكيان الصهيوني. * القمة ودعم المقاومة.. يجب علي قمة "سرت" دعم المقاومة ومطالبة "عباس" بفض التنسيق الأمني مع إسرائيل وهو التنسيق الذي يتولاه ويشرف عليه الجنرال الأمريكي "كيت دايتون" فلا يمكن أن يتحول أمن السلطة الفلسطينية إلي حائط صد لحماية أمن إسرائيل وفي الوقت نفسه يكون أداة للتنكيل بالفلسطينيين واعتقالهم وقتلهم، يجب العودة إلي وحدة الصف الفلسطيني وتبني خيار المقاومة كخيار استراتيجي لمواجهة الاحتلال ومضاريعه الاستئصالية. * السبيل لوأد الخلافات.. آن الأوان لتنقية المناخ العربي المعبأ بالخلافات وأن تكون قمة "سرت" منطلقا لإصلاح الجسور بين مصر وسوريا، ومصر وقطر، واليمن وليبيا، والسعودية وليبيا، وتذويب الخلاف بين لبنان وليبيا وبين الامارات والسعودية، وتحقيق مصالحة ناجزة حاسمة بين الأشقاء العرب هو أحد الأسباب التي أضعفت العمل العربي المشترك وشجعت إسرائيل علي أن تجترئ علي الجميع وتوسع أطماعها، يجب أن ترسي قمة "سرت" مبدأ جديدا يعتمد علي تفعيل التضامن العربي بحيث لا تصبح المصلحة الشخصية هي المحرك لكل دولة لتبني سياسة انفرادية تسحبها بعيدا عن الأشقاء وتجعل من المستحيل عليها أن تتواصل مع الآخرين بحيث يلتزم الجميع برؤية واحدة تحددها المصلحة القومية أو القطرية، فالدول العربية في أمس الحاجة اليوم إلي تبديد الشكوك التي تؤدي إلي انعدام الثقة بين كل دولة وأخري.