طالب الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ضرورة تعبئة الجهود من أجل سد الفجوة الغذائية التي يعاني منها العالم العربي وأفريقيا التي تصل تكلفتها السنوية 60 مليار دولار. وقال في كلمته أمام مؤتمر الزراعة العربي الافريقي الذي عقد أمس في شرم الشيخ والتي ألقاها نيابة عن أمين أباظة وزير الزراعة إن توسيع نطاق التجارة البيئية العربية الأفريقية من الاتجاهين وتقوية الروابط بين الشركات العاملة في هذا المجال لتوسيع أسواق المنتجات والخدمات المتوافرة ربما يؤدي إلي زيادة الاعتماد المتبادل، مشيرا إلي ترحيب الحكومة المصرية بالأفكار المطروحة لإقامة منطقة للتجارة التفضيلية العربية وتأسيس غرفة تجارة عربية افريقية سيتم طرحها عي القمة العربية الافريقية الثانية المقرر عقدها نهاية العام الحالي. وأوضح أن الفجوة التكنولوجية بسبب ضعف استخدام المستلزمات الزراعية وانخفاض إنتاجية العمالة وإنتاجية المحاصيل، مطالبا بزيادة الاستثمار في البحوث الزراعية للوصول إلي تكنولوجيا أفضل وأكثر قدرة علي التكيف مع المستجدات الحديثة وضرورة الاصلاح المستمر في نظم الارشاد مع نقل التكنولوجيا المتوافرة حاليا لدي بعض الدول في إطار التعاون الثنائي العربي الافريقي، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يقدم أحد أكثر الخيارات ملاءمة للتغلب علي هذه "الفجوة الحرجة". وأكد الدكتور نظيف في كلمته أن الحكومة المصرية طلبت استضافة الاجتماع الأول لوزراء الزراعة العرب والافريقيين بمدينة شرم الشيخ، لأهمية الموضوعات التي سيناقشها وتهدف إلي تحقيق التنمية الزراعية والامن الغذائي في البلدان العربية والافريقية وإعداد استراتيجية عمل مشتركة لرفعها للقمة العربية الافريقية المزمع عقدها خلال العام الحالي في مدينة سرت الليبية. وأكد رئيس الوزراء أن استمرار التحالف السياسي والاقتصادي بين الدول العربية والافريقية يعزز الشراكة في مواجهة التحديات ويعكس قناة مصر بأن الظروف الدولية باتت تحتم علينا مزيدا من التعاون وتعبئة الجهد المشترك للتصدي للقضايا الحيوية المرتبطة بأحداث التحولات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية الكفيلة بتنمية وتطوير قطاع الزراعة والنهوض به من أجل سد الفجوة الغذائية التي يعاني منها الاقليمان وتبلغ فاتورة تكاليفها السنوية نحو 60 مليار دولار. ومن جانبه، أكد السفير أحمد بن حلي،الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، علي ضرورة تدخل دول المنطقة العاجل للتقليل من حدة نقص الغذاء لدي الدول العربية والافريقية، خاصة في المناطق المحتلة وعلي رأسها قطاع غزة المحاصر، وتعرض مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية للبوار والتجريف علي يد قوات الاحتلال الاسرائيلية، مما ساهم بشكل كبير في زيادة الفجوة الغذائية لديهم. وأوصت اجتماعات المؤتمر أمس بإنشاء وحدة تسيير تستهدف تنفيذ برنامج العمل المشترك لضمان التنفيذ الفعال لبرنامج العمل، علي أن يتم تعيين لجنة التسيير داخل الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي يتم اختيارها وعرض صلاحياتها علي الاجتماع المقبل لرؤساء الدول في مدينة سرت الليبية. ومن المقرر أن يستعرض رؤساء الدول خلال القمة اعتماد 10% من الميزانية السنوية العامة لكل دولة لقطاع الزراعة، والاسراع بمعدلات النمو لأكثر من 6% بدلا من 4% علي أن يتم توزيع نسبة ال10% المخصصة للقطاع الزراعي في الميزانية بين المدخلات الزراعية والبحوث والارشاد. واتفق المشاركون في الاجتماعات علي أن برامج الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الاحيائية ذات الأولوية في البرامج البحثية الزراعية بهدف استنباط محاصيل ذات إنتاجية عالية وتحمل ارتفاع درجات الملوحة وتواجه التغيرات المناخية.