بكلمات قوية في مبناها وفي معناها حذر الرئيس مبارك - بصفته رئيسا لكل المصريين - من مخاطر المساس بوحدة الشعب والوقيعة بين مسلميه وأقباطه، مؤكدا عدم تهاونه مع من يحاول النيل منها أو الاساءة اليها . دعا الرئيس - في كلمته بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة ال 58 بأكاديمية مبارك للأمن - إلي ضرورة توجيه خطاب ديني مستنير من رجال الأزهر والكنيسة يدعمه نظام تعليمي يؤكد قيم المواطنة وأن الدين لله والوطن للجميع ، كما أكد أن التصدي للارهاب والتطرف والتحريض الطائفي يمثل تحديا رئيسيا لأمن مصر القومي، لكنه ليس التحدي الوحيد الذي نواجهه في منطقتنا والعالم من حولنا. وأضاف قائلاً: سنواجه أية جرائم أو أفعال أو تصرفات تأخذ بعداً طائفياً، بقوة القانون وحسمه، بعدالة سريعة ناجزة، وأحكام صارمة، توقع أقصي العقوبة علي مرتكبيها والمحرضين عليها، وتردع من يستخف بأمن الوطن ووحدة أبنائه . يمكن القول أن كلمات الرئيس القوية بشأن الحادث المروع الذي وقع في نجع حمادي ليلة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد تؤكد أن الدولة منتبهة جيدا لمحاولات جر البلاد الي فوضي طائفية يصعب السيطرة عليها اذا تمكنت من المجتمع وسيطر عليه جماعة السفهاء الذين لا يتمتعون برؤية واضحة سليمة للأمور أو تلك الجماعة الأخري التي تعتبر أي نوع من الفوضي مكسبا لها طالما يزعزع أركان الحكم ويثير حفيظة الناس . كلمات الرئيس تؤكد أن الأحداث المؤسفة لا تمر ببساطة وأنه لا تمييع ولا اخلال في تحليل الأحداث واستخلاص دلالتها وبالتالي اختيار أسلوب المواجهة المناسب لحماية الوطن والمواطن علي أرض مصر بقدر متساو للجميع دون تمييز بسبب المعتقد الديني . جاءت كلمات الرئيس في الاحتفال بعيد الشرطة لتضفي البعد السياسي المطلوب علي طبيعة مواجهة أحداث ، وان كانت ليست في حد ذاتها ارهابية أو طائفية ، الا أنها تفتح الباب واسعا نحو الانزلاق الي مستنقع الفوضي الذي تعيش فيه دول أخري مجاورة لنا وغير مجاورة افتقدت الاستقرار فتبددت فرص شعوبها في النمو والتنمية وانصرفت الي الاقتتال وتفجير الناس في الشوارع دون تمييز . المواجهة الأمنية تمثل تغطية مهمة وقوية لمصلحة الوطن ، لكنها في النهاية مقيدة بالدستور وبالقانون ، وتظل غير كافية طالما أن الملعب مفتوح أمام القوي المخربة التي تحرص بأساليب شتي علي استقطاب وقود متجدد لتصوراتها المريضة بطرح أفكار هدامة لوحدة المجتمع مثل التساؤل عن أي دين هو الأفضل ، ومن أصحاب هذا البلد المسلمون أم الأقباط ، وماذا يعني نص الدستور علي أن دين الدولة هو الاسلام وبناء علي ذلك فغير المسلمين مواطنون من درجة أدني وللحديث بقية !!