هل يمكن أن تكون الجامعات المحطة الأولي لشباب رجال الأعمال من الطلبة؟ وهل من السهل أن تكون تلك الجامعات "الحضَّانة" الأولي لرجال البيزنس كي يكونوا نجوما في مجال المال والأعمال في المستقبل بدلا من أن تكون الجامعات بوابة لتخريج العاطلين؟! شباب البيزنس من الطلبة يتحايلون علي الرزق وهم في سنوات الدراسة، ومن خلال نشاطات اقتصادية صغيرة خاصة في مجالات تقديم المأكولات وتقديم خدمات بسيطة للطلبة في مقابل أجر وفي إطار القواعد المعمول بها داخل الجامعات وذلك من أجل أن يقوم هؤلاء الطلبة أو البيزنس مان الصغار من توفير نفقات تعليمهم والاكتفاء ذاتيا، بل والحصول علي موارد تساعدهم في المستقبل وأيضا يستفيدون خبرة عملية في مجال البيزنس داخل الجامعات تنفعهم بالطبع في حياتهم العملية. "الأسبوعي" تحولت في بعض الجامعات والتقت ببعض الطلبة والطالبات الذين يعملون في مجال البيزنس.. المتواضع داخل الجامعة. تقول طالبة في كلية التربية جامعة عين شمس: إنها تعاقدت مع أحد البوتيكات من أجل الحصول علي أدوات تجميل واكسسوارات بسعر الجملة لبيعها إلي زميلاتها طالبات الجامعة سواء بالدفع الفوري أو التقسيط وتستفيد بالطبع من فارق الشراء بسعر الجملة والبيع بالتجزئة من أجل تغطية نفقاتها الدراسية. وأشارت إلي أنها تقوم حاليا بالانفاق مع أحد مصانع أدوات التجميل والعطور كي تتعامل معه مباشرة وأخذ منتجاته لبيعها للطلبة كي يكون مكسبها أكثر بدلاً من وجود وسيط وهو البوتيك علي أن تقوم بتسويق منتجات هذا المصنع والذي يأخذ منها جزءا من مبلغ البضاعة البداية والجزء المتبقي بعد أن تقوم ببيعها أو تصريفها لطلاب الجامعة. وأشارت إلي أنها حصلت علي هذه الخبرة التجارية من الأسرة حيث إن لديهم محلات تجارية عديدة وعندما دخلت هذا المجال أخذت خبرة أكبر في مجال التجارة. وأضافت أنها وجدت صعوبة في بعض الأحيان في التعامل مع الفتيات داخل الجامعة. حيث كانت تجد منهن استهزاء وسخرية في البداية بأنها كيف توفق بين دراستها وهذا النشاط في آن واحد. وقالت أيضا إنه توجد زيادة في سعر هذه المنتجات لتحقق أرباحا للبوتيك أما هي كمندوبة مبيعات فتكون لها نسبة ضئيلة من هذه الزيادة. - وفي النهاية قالت إنها أصبحت إنسانة عملية وشعرت بأنها حققت نوعا من الاكتفاء الذاتي. ولكن أكد ك. م طالب بكلية التجارة جامعة عين شمس أنه تم تسويق أحدث ماركات السجائر داخل الجامعة وهذا أغرب ما رآه يباع في الجامعة. وأيضا أشار البعض منهم إلي أنه يتعجب من تسويق الحلويات بمختلف أنواعها داخل الجامعة وتجد قبولا لدي بعض الطلاب الذين يقومون بشرائها . من جانبه أكد الدكتور فوزي عبدالرحمن أستاذ مساعد بقسم علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس أن الجامعة أو الحرم الجامعي مكان للتعليم والدراسة والثقافة فقط وليس مكانا لعملية البيع والشراء كما أنه ليس سوقاً تجارياً. كما أشار إلي أنه من الممكن توظيف هذا النشاط بشكل أفضل وبشكل رسمي وتنظيمي حيث من الممكن أن يكون هذا النشاط جماعيا فتقوم مجموعة من الفتيات من لجان الأسر والبيئة بتنظيم معرض للفتيات يتم فيه تسويق المنتجات المفيدة للطالبات من الملابس والأحذية والكتب الثقافية حيث إنه شيء مفيد للطالبات والإدارات والجامعات حيث يتم تحت إشراف هيئة من إدارة الجامعة ويتم بشكل تنظيمي بدلا من أن يأخذ شكلا فرديا وعشوائيا. كما أكدت الدكتورة عالية حبيب أستاذة بقسم علم الاجتماع بكلية البنات أن هناك الكثير من المعارض والشركات وخاصة معارض السيارات حيث تقوم هذه الأسواق التجارية بالتعاقد مع إدارة الجامعة لأخذ شكل رسمي لهذا النشاط وتقوم بإعلانات لتسويق منتجاتها داخل الجامعة مع وجود شروط من حيث تحديد المكان أو المساحة حتي لا تتحول الجامعة إلي سوق كبير للطلبة والطالبات علي حساب العملية التعليمية وأخبرتنا ناهد طارق طالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس بأنها تقوم بتسويق بعض الملابس بين الطالبات في الجامعة وخاصة ملابس الموضة. وقالت إنها تعاملت مع سوق تجاري للملابس وكانت تأخذ مجموعة من الملابس لتقوم ببيعها في الجامعة ولها علي كل قطعة نسبة معينة وبالتالي تحقق أرباحاً كبيرة وأوضحت أن أسواق الجملة والمصانع كانت المصدر الأساسي لهذا السوق التجاري. وأكدت أنها أخذت خبرة تجارية من بعض الأصدقاء الذين يعملون أيضا بهذا المجال وأيضا بعض الأقارب الذين يملكون محلات تجارية مختلفة من مكتبات وأدوات كهربائية. وعلي الرغم من هذا قالت إنها تشعر بالحرج عندما تقوم بعرض المنتج علي فتاة أو مجموعة من الفتيات في الجامعة. وأكدت أنها تقوم ببيع هذه المنتجات بأسعار مخفضة حتي يكون في إمكان الفتاة البسيطة شراء هذا المنتج وتقوم بتحقيق أرباح أيضا. وأشارت إلي أنها تستفيد من هذا النشاط حيث تشغل وقت فراغها في هذا النشاط كما أنه يدر عليها ربحاً تستطيع استغلاله وتنفق علي نفسها من ربح البيع وتختم حديثها قائلة إنها تشعر بالسعادة عندما تقوم ببيع ولو قطعة واحدة من الملابس بسعر منخفض لفتاة عادية وتري في عينيها الفرحة والابتسامة. أما مصطفي محمد طالب في السنة الرابعة بكلية سياحة وفنادق بأنه يقوم بهذا النشاط ولكن في حدود ضيقة حيث قام ببيع ملابس رياضية للشباب داخل الجامعة وفي رأيه أن أكثر شيء يقبل عليه الشباب هو الملابس الرياضية. وأكد أن مصدر هذا المنتج هو محل لبيع الملابس الرياضية بالقاهرة فكان يأخذ مجموعة من الملابس ويقوم بتسويقها بين أصدقائه في الجامعة حيث إن هذه كانت البداية في التعاقد بينه وبين هذا السوق التجاري. وأوضح أنه قد بدأ يأخذ خبرة في هذا المجال التجاري من خلال هذا العمل ثم بعد ذلك تعمق اكثر في هذه الخبرة. وأكد أيضا ان هذا المنتج يباع بسعر أعلي من سعره الحقيقي وأنه كمندوب له نسبة علي هذا الربح. وفي النهاية أكد مصطفي ان هذا النشاط له تأثير علي حياته خاصة من حيث مساعدته علي الظروف المعيشية الصعبة كما أنه يستفيد من وقته بدلا من هدره في أشياء لا تفيد ويتمني أن يصبح رجل اعمال في المستقبل بدلا من أن يتخرج من الجامعة وينضم إلي طابور العاطلين لانه لا يوجد افضل من العمل الحر منذ الصغر.