الأوضاع التعليمية في مصر -سواء في المرحلة ما قبل أو بعد الجامعية- لا تسر حبيبا أو ترضي طموحا أو توحي بأن القادم سيكون أفضل لمواجهة تحديات المستقبل. حول هذه النتيجة المتشائمة والأوضاع الحالية في قطاع التعليم كان ذلك الحوار الذي أجرته "العالم اليوم الأسبوعي" مع د.فاروق إسماعيل بوصفه رئيساً سابقا لجامعة القاهرة -كبري جامعات مصر- ورئيساً حاليا لإحدي الجامعات الخاصة الكبري والأهم أنه رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشوري المعنية بكل شئون التعليم في البلد "المحروسة". وبصراحته أكد د.إسماعيل خطورة الأوضاع الحالية ورغم ذلك قال إنه تم التحرك لمواجهتها، كما أوضح بنفس الصراحة أن الجامعات الخاصة أكثر مرونة وكفاءة من نظيرتها الحكومية، وأن تحقيق جودة التعليم سيواجه صعوبة نتيجة كثافة الأعداد ونقص الإمكانيات، وحذر في نفس الوقت من بعض الممارسات في سوق التعليم الجامعي الخاص. الاعتماد والجودة * ماذا تم بالنسبة لمشروع الاعتماد والجودة للتعليم علي مستوي التعليم الجامعي وقبل الجامعي؟ ** مشروع الاعتماد والجودة يستهدف تطوير 43 ألف مدرسة و200 كلية جامعية و120 معهدا عاليا، بالإضافة إليكليات جامعة الأزهر التي يصل عددها إلي 80 كلية، والمعاهد الأزهرية التي يصل عددها إلي 7500 معهد، وهذه الأرقام تؤكد النظرة التي قيلت في أول الأمر عند مناقشة المشروع بمجلس الشوري وتتمثل في أن المشروع سيحتاج تطبيقه إلي فترة تتراوح بين 8 إلي 10 سنوات خاصة وأن المدارس غير معدة وبعض الكليات الجامعية بها أعداد غفيرة من الطلاب مثل كليات التجارة والآداب والحقوق وهي غير معدة أيضا لكي تمر بمرحلة الاعتماد والجودة بسبب الكثافة العالية الموجودة بها من الطلاب، والضعف الشديد في أعضاء هيئة التدريس وكذلك في الإمكانيات المتاحة. * وما هو الحل الجذري لمواجهة كل ذلك من وجهة نظركم؟ ** لابد من تخفيض الأعداد التي تقبل في هذه الكليات مع مراعاة أن نسبة الملتحقين بالتعليم العالي والجامعي مازالت عند نسبة 27 إلي 28% من المستهدف في مصر بنسبة تصل إلي 50% للشباب للشريحة العمرية من 18 إلي 23 سنة. وبالتالي نحتاج إلي التوسع في التعليم الجامعي من بوابة زيادة عدد الجامعات، ورغم ذلك لا نوافق ولا نقر باستمرار جامعات الأعداد الغفيرة مثل جامعة القاهرة والتي تضم نحو 250 ألف طالب كما أن هناك جامعات مثل عين شمس والإسكندرية والدقهلية والزقازيق بها ما يقرب من 200 ألف طالب، وهذه المسألة غير موجودة وليس له نظير في أي دولة في العالم ولا تساعد علي جودة التعليم * وماذا تفعل حاليا هيئة الجودة والاعتماد؟ ** تقوم هيئة الجودة حاليا بوضع المعايير التي تحاسب المؤسسات التعليمية علي أساسها وفي نفس الوقت مطلوب من الجامعات ووزارة التعليم العالي تخفيض عدد الطلاب المقبولين في هذه الجامعات مع التوسع في إنشاء الجامعات في كل أرجاء محافظات مصر، كما يجب زيادة عدد المدارس حتي لا نسمع عن وجود فصل به 80 طالبا ويتكلمون عن وجود 120 طالباً في الفصل الواحد في بعض مدارس شمال محافظة الجيزة وبالتحديد في محافظة الإسكندرية ويجب العمل علي تقليل الكثافات وأن نرتقي بالبرامج التعليمية ونقلل الحشو فيها، واستهداف مهارات الطالب بعيداً عن مسألة الحفظ والصم هذه المسألة بالتأكيد ستستغرق وقتاً ولكن الشيء المبشر الذي يشعرنا بنوع من الارتياح هو أن هناك تصميما علي تحقيق الجودة والاعتماد للتعليم والمطلوب المزيد من التدريب للمعلمين والمزيد من التعليم والتدريب للطلاب مع ضرورة تطبيق تجربة التقويم الشامل بمراحل التعليم المختلفة بنفس الشكل المطبق بالدول الأخري بمعني تخفيف المناهج وإلغاء الحشو كما أن مفهوم التطوير يعني أن الطالب يجب أن يكون له نشاط تحريري ونشاط شفوي وأن ينتظم في الحضور حتي يحصل علي 50% من الدرجة الكاملة بما يعني أن امتحان نهاية العام ليس كل شيء وإنما الحضور وأعمال السنة والأنشطة التي يمارسها الطالب هي أيضا مهمة.