أعرب خالد عزازي رئيس مجلس أمناء جامعة المستقبل عن ثقته الكبيرة في مستقبل التعليم الخاص في مصر, وأكد أن التعليم الخاص أسهم في السنوات القليلة الماضية في تخريج أجيال جديدة مؤهلة علميا بشكل جيد, وعلي دراية كاملة بأحدث ما وصل إليه العلم الحديث. وفي حواره ل الأهرام المسائي تطرق عزازي إلي مستشفي المستقبل لطب الأسنان, الذي خصص له120 مليون جنيه لإنشائه, وقال إنه من المقرر أن يضم جانبا كبيرا لعلاج غير القادرين مجانا, واصفا هذه الخطوة بأنها محاولة لربط العمل الأكاديمي بالمجتمع المحيط, فإلي نص الحوار: * ماذا يمثل بالنسبة لك الاحتفال بتخرج أول دفعة من طلاب جامعة المستقبل في2 نوفمبر المقبل؟ * أنا أؤمن بأن النجاح لكي يتحقق لابد له من توافر عدة عناصر, أولها, بل أهمها: أن تكون لدينا استراتيجية عمل تعتمد علي أساليب علمية, وهو ما قمت به في جامعة المستقبل, فقد حرصت منذ بداية الدراسة قبل4 سنوات علي أن تتم العملية التعليمية وفق هدف محدد, وهو تسليح الطلاب بأفضل ما وصل إليه العلم الحديث, في التخصص الذي يدرسونه, وعلي مدي4 سنوات, لم نبخل علي طالبنا بأي شيء يمكن أن يسهم, ولو بقدر ضئيل, في توسيع مداركه وصقله علميا, سواء بانتقاء نخبة من أعضاء هيئة التدريس, أو نقل الخبرة الأجنبية للطلاب من خلال بروتوكولات التعاون العلمي, ودعم مجالات البحث العلمي, وبالنسبة للإجابة عن السؤال فإن حفل التخرج الذي سيقام في4 نوفمبر المقبل يمثل بالنسبة لي التتويج العملي لرحلة نجاح شارك فيها الجميع. * هذا يعني أنك متفائل وتشعر بارتياح لسير العملية التعليمية؟ * أنا بطبعي إنسان متفائل, وأحب أن نكون متفائلين حينما نتطلع نحو المستقبل, فبالأمل نصل إلي ما نصبو إليه, كما أن جميع الأديان السماوية تحث الناس علي التحلي بالتفاؤل وإحسان الظن بالله الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا. لذا فإنني أري أن العملية التعليمية رغم ما يعتريها أحيانا من مشكلات, وهو أمر طبيعي, تجسد ريادة مصر في مجالات التعليم, سواء التعليم العام أو الخاص, فمصر تمتلك رصيدا كبيرا من الخبرات التعليمية, وتجربة مصر الرائدة في مجالات التعليم بالمنطقة العربية يشهد لها الجميع, فضلا عن كونها التجربة الأم في المنطقة العربية. * لكننا من حين لآخر نفاجأ بهجوم علي التعليم الجامعي الخاص حيث يعتبره البعض تعليما مدفوع الأجر, ويتسبب في تخريج أجيال ضعيفة علميا؟ * هذا ليس صحيحا, أو منافيا للحقيقة, فالتعليم الجامعي الخاص أسهم بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة الماضية في تقديم أجيال جديدة مؤهلة علي أعلي مستوي من العلم, وعلي دراية كاملة بأحدث ما وصل إليه العلم الحديث. فالتعليم الخاص حينما يعتمد علي دفع مصروفات أكثر من التعليم الحكومي, فهذه المسألة تصب في مصلحة الطالب, لأن تلك المصروفات تساعد الجامعة الخاصة علي استقدام التكنولوجيا من مختلف أنحاء العالم, وتقديمها للطالب, إلي جانب توفير وتهيئة المناخ المناسب للقيام بالجانب العملي في دراسته, وهو عنصر مهم في العملية التعليمية, وبالطبع نحن نحقق تلك المعادلة الصعبة من خلال اتفاقيات التبادل العلمي مع الجامعات الكبري في شتي أنحاء العالم. * وهل يندرج مستشفي المستقبل لطب الأسنان تحت هذا التوجه؟ * في جامعة المستقبل نؤمن بفكر مجتمعي علي قدر كبير من الأهمية, يتمثل في أن الجامعة ليست مجرد مبان ومدرجات وقاعات للتدريس فحسب, بل إنها حلقة وصل بين العمل الأكاديمي والمجتمع المحيط, ومن هنا فكرنا في إنشاء مستشفي المستقبل الجامعي لطب الأسنان, وهو مستشفي حديث ومتطور بتكلفة120 مليون جنيه, وتم تجهيزه بأفضل ما وصل إليه العلم الحديث من أجهزة تكنولوجية في هذا المجال, إلي جانب ذلك يعتمد علي مجموعة من الأطباء الأكفاء من مختلف دول العالم. * وكيف يستفيد المجتمع المحيط بهذا المستشفي الجامعي؟ * خصصنا جانبا كبيرا من المستشفي لعلاج غير القادرين مجانا, وهو أقل ما يمكن أن نقدمه للبسطاء من أبناء مصرنا الغالية, كما أن تقديم خدمة طبية علي مستوي عال من التقنية يعد في حد ذاته عملا مهما يخدم المجتمع المحيط, لأن نقل وتوطين العلم والتكنولوجيا عملية مهمة في خدمة المجتمع. * وما الجديد في مجال الدراسات الدوائية التي تقوم بها الجامعة؟ * أحدث مشروع نقوم بتنفيذه يتم الآن بالتعاون مع مدينة مبارك للأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية, حيث يقوم مركز الأبحاث بجامعة المستقبل بتنفيذ مشروع بحثي يهدف إلي اكتشاف علاج فعال لفيروس سي الذي يتسبب في الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي, وهو مشروع يتم تنفيذه بتمويل من الاتحاد الأوروبي, تحت إشراف أساتذة من كلية الصيدلة بالجامعة, ويأتي في إطار حرص الجامعة علي التصدي للمشكلات التي يعانيها المجتمع, خاصة أن فيروس سي تمثل نسبة الإصابة به في مصر أعلي معدل عالمي, بنسبة12%, وهو يمثل واحدة من أهم المشكلات الصحية في مصر والعالم, حيث أشارت إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلي إصابة3% من سكان العالم البالغ عددهم7 مليارات نسمة بفيروس سي, كما أن الجمعية المصرية للفيروسات الكبدية كانت قد سبق وأعلنت أن الإصابة في مصر ترتفع في المراحل السنية المتقدمة وفي المناطق الفقيرة, وهو ما أسهم في وجود زيادة غير مسبوقة في عدد مرضي الكبد مثل تليف وسرطان الكبد, ونزيف دوالي المريء. * دعني أسألك عن رأيك فيما يقال عن أزمة العملية التعليمية الآن؟ * أنا لست مع القول إن العملية التعليمية في أزمة, الأزمة فقط في أن نقف مكتوفي الأيدي والدنيا من حولنا تتطور بشكل سريع ومتلاحق, إننا وبدون مبالغة نعيش مرحلة مخاض في كثير من المجالات, علي رأسها التعليم, وأعتقد أننا سوف نجني ثمار ازدهار العملية التعليمية قريبا جدا, ومن الضروري في هذه المرحلة تطور المجتمع وأن نرسم سياسات الحاضر علي ضوء احتياجات المستقبل, وأن ننظر إلي مشكلاتنا اليوم علي ضوء التغيرات السريعة الحادثة, وعلي أساس معرفتنا بما سوف يكون عليه المستقبل. لذا فإنني أري أنه علي الجامعات ومراكز الأبحاث دور كبير في هذا الموضوع, فالجامعات باعتبارها مؤسسات تعليمية وبحثية تستطيع استشراف المستقبل وطرح قضايا وتحديات الغد وتقديم الحلول والبدائل والبحث عن التكلفة وما يترتب علي كل حل أو بديل, وهنا لابد من التركيز علي تطوير قدرات الذكاء الإنساني ودعم تلك القدرات الضرورية لمواجهة تحديات المستقبل. * هل هذا يعني ضرورة تكامل الخاص والحكومي في العملية التعليمية؟ * التعليم في رأيي خط أحمر يجب ألا يتجاوزه أحد دون أن تكون لديه الدراية الكاملة للأرض التي يخطو عليها, فالتعليم يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي لأي دولة في العالم, وذلك لأن الأمن القومي هو مجموعة القدرات والأنظمة والإجراءات التي تكفل حماية الوطن من كل ما يتهدده من أخطار منظورة أو محتملة تهدد استقراره ورفاهيته وسلامة أراضيه واستقلالية قراره. * وكيف يرتبط التعليم بالأمن القومي؟ * العالم يشهد الآن نقلة كبيرة في عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات, إلي جانب انتشار قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان, والمطالبة بالإصلاح في شتي جوانبه, لهذه الأسباب ولغيرها فإننا نحتاج إلي سياسة تعليمية واعية, هي تلك السياسة المتواصلة والمتأنية والمتوائمة والسليمة القصد والقائمة علي الأسلوب العلمي, ومتخذة القنوات الشرعية, والأساليب الديمقراطية في كل مرحلة, وتعبر بصدق عن المتطلبات الحقيقية لشعب مصر, وتواجه بشجاعة وموضوعية التحديات العالمية التي يتعرض لها شعب مصر, وبذلك تكون العملية التعليمية قد تواصلت بحق مع معطيات ومتطلبات الأمن القومي. * هل أنت مع الرأي القائل إن نجاح أو فشل التعليم الجامعي الخاص يرجع في الأساس إلي مرحلة ما قبل التعليم الجامعي؟ * هذا ليس كل شيء في تلك المسألة, لكن مرحلة ما قبل التعليم الجامعي, وهي التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي, مرحلة مهمة, تترتب عليها أشياء كثيرة في رحلة العلم, وأنا أري أن اختيار د. أحمد زكي بدر ليتولي منصب وزير التربية والتعليم كان اختيارا صائبا, فهو بحق الرجل المناسب في المكان المناسب, ومن خلال متابعتي لما قام ومايزال يقوم به حتي الآن فإننا سوف نجني في القريب العاجل ثمار ما يقوم به من ثورة لتصحيح الأوضاع في التعليم ما قبل الجامعي, ويكفي أنه الوزير الوحيد الذي زار بنفسه المدارس, في زيارات مفاجئة وتابع كل صغيرة وكبيرة في مدارس المناطق النائية, تلك المناطق التي حرمت كثيرا من قبل من اهتمام المسئولين, كما أنه لديه خطة محددة للقضاء علي الدروس الخصوصية التي تعد من أخطر آفات التعليم في مصر. * كيف تقيمون تعاون وزارة التعليم العالي مع الجامعات الخاصة؟ * أهم ما يميز الدكتور هاني هلال أنه يمتلك خطة طموحا نحو تطوير التعليم العالي بتخصصاته المختلفة, ولديه قدرة فائقة علي اقتحام المشكلات التي تعتري العملية التعليمية بفكر واع, ورؤي مستنيرة مستندة إلي خلفية معرفية, فهو عالم جليل متواضع ومعطاء ويحترم البحث العلمي. * ما هي في رأيك متطلبات تطوير العملية التعليمية في مصر؟ * أنا مع القائلين إن تطوير التعليم يجب أن ينظر إلي الإنسان علي أنه إنسان يسهم في إدارة عجلة تنمية المجتمع ويشارك في تقدمه وتطوره, علي أنه متعلم يسهم في حل المشكلات لا متعلم يزيد من حجمها.. متعلم ينتج لا متعلم يستهلك.. متعلم يفخر بانتمائه إلي مصريته.