دافعت عن فضيلة الإمام الأكبر الشيخ طنطاوي شيخ الجامع الأزهر في معركة النقاب ولا أعتقد أن الرجل كان يستحق كل هذا الهجوم وفي كل الحالات يجب أن تكون مقامات العلماء والآباء محفوظة ولكن يبدو أن واقعنا الحزين فتح أبوابا كثيرة للتجاوز والخطأ.. وقد اتصل بي فضيلة الإمام الأكبر مؤكد انه كان يتحدث مع التلميذة كأنها إحدي حفيداته ولكن للآسف الشديد القضية أخذت أكثر من حقها بكثير وفي تقديري انه من الواضح أننا نبالغ في الأشياء ولا أدري إلي أين تصل بنا هذه المعارك.. وقد أرسل لي فضيلة الإمام بيان الأزهر الشريف حول هذه القضية ولعلنا بهذا البيان نغلق هذا الملف لأن لدينا من الهموم والمشاكل والأزمات ما هو أكبر وأهم من معركة النقاب، يقول البيان: بيان من المجلس الأعلي للأزهر 1 - ان الدراسة في الأزهر الشريف وفي جامعته تقوم علي إتباع أحكام شريعة الإسلام التي منهجها اليسر والتوسط والأعتدال امتثالا لقوله - سبحانه "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، ولقول رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "ان الدين يسر". 2 - علي رأس الفضائل التي أمرت شريعة الإسلام بوجوب التحلي بها: الاعتصام بالعفاف والتستر والأحتشام. ومن الآيات القرآنية التي أكدت ذلك قوله - تعالي - "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم إن الله خبير بما يصنعون . وقال للمؤمنات يغضضن من أبصارهن . ويحفظن فروجهن . ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" وجمهور الفقهاء علي أن المقصود بقوله - تعالي - "إلا ما ظهر منها" الوجه واليدان. قال فضيلة - المرحوم الشيخ حسنين محمد مخلوف - مفتي الديار المصرية الأسبق - في كتابه "فتاوي شرعية" ج 1 ص 119: تحت عنوان "وجه المرأة ليس بعورة". ثم قال: قال الإمام النووي في المجموع "المشهور من مذهب الشافعية أن عورة المرأة جميع بدنها إلا الوجه والكفين". وبهذا قال الإمام مالك، والإمام أبوحنيفة، والأوزاعي، وأبوثور، والإمام أحمد في رواية وطائفة من الأئمة.... 3 - إن المجلس الأعلي للأزهر ليس ضد استعمال المرأة للنقاب في حياتها الشخصية التي تتعلق بسلوكها في الشارع وفي عملها، وفي بيعها وفي شرائها.. ولكن المجلس الأعلي للأزهر ضد استعمال هذا الحق في غير موضعه مما يترتب عليه غرس ذلك في عقول الصغار من الفتيات، وإتباع رأي الأقلية المخالف لرأي جمهور الفقهاء الذي يقول: بأن وجه المرأة ليس بعورة. 4 - من الأمور التي يفهمها كل عاقل، أن المرأة تستعمل النقاب خشية أن يراها الرجال، وليس من المعقول أن تستعمل المرأة النقاب إذا وجدت في مكان كله من السيدات، لأن الإصرار علي استعماله في وجود النساء مع النساء هو لون من التشدد الذي تأباه شريعة الإسلام. 5 - لهذه الأسباب واستنادا لحكم المحكمة الدستورية العليا المقيدة بجدولة المحكمة برقم 8 لسنة 17 قضائية دستورية الصادر بتاريخ 18 مايو 1996 الموافقة 30 من ذي الحجة 1416 ه قرر المجلس الأعلي للأزهر، منع الطالبات والمدرسات من ارتداء النقاب داخل الفصول الدراسية الخاصة بالبنات، والتي يقوم بالتدريس فيها المدرسات من النساء فقط سواء أكان ذلك في المراحل الابتدائية أم الإعدادية أم الثانوية، وذلك حرصا علي نشر الثقة والانسجام والارتياح والفهم السليم للدين بين الفتيات جميعا. كذلك قرر المجلس الأعلي للأزهر تطبيق ذلك بالمدن الجامعية الخاصة بالطالبات حرصا عليهن وللطالبات الراغبات في النقاب استعماله في بيوتهن وفي الشارع وفي ساحة المعهد الذي يدرس فيه، والممنوع فقط هو استعماله داخل الفصل الدراسي الخاص بالبنات والذي يقوم بالتدريس فيه المدرسات من النساء فقط. كما أن المجلس الأعلي للأزهر، قد قرر منع الطالبات في جميع مراحل الدراسة في الأزهر وفي جامعته من ارتداء النقاب في قاعات الامتحانات الخاصة بالفتيات، والتي لا وجود للرجال معهن في هذه القاعات، وتكون المراقبة عليهن أثناء الامتحان مقصورة علي النساء فقط. والأزهر وجامعته سيعملان - بإذن الله - تعالي - علي تحقيق كل ما يرضي الله ويحقق مصلحة الدارسات. ونسأل الله التوفيق والسداد في القول والعمل الأمين العام للمجلس الأعلي للأزهر محمد عبدالمجيد الخزرجي