تقوم شركات الكترنج بإعداد وجبات الطعام لعدد كبير من الأفراد ونقله بعد تجهيزه إلي الأماكن المطلوبة، بالإضافة إلي الاشراف علي اعداد الموائد وتقديم الخدمة. وتبعا لدراسات اتحاد المطاعم العالمية p.h.p for food" يؤكد انخفاض الإقبال علي إقامة حفلات إفطار جماعية مقارنة بالعام الماضي الذي بدأت فيه الأزمة المالية العالمية، وكذلك تغيرت نوعية الوجبات التي يتم إعدادها لافطار العاملين بالمصانع والشركات، فقد اختفت طلبات اللحوم في الوجبات نتيجة للارتفاع الشديد في أسعار اللحوم "البلدي" وعدم ثقة البعض في سلامة أو جودة اللحوم المستوردة وحالة القلق من تسرب لحوم الخنازير، فالعميل يريد وجبة بسيطة سعرها منخفض وبحجم كبير. ويوضح أن وجبة الافطار التي تقوم الشركة بتجهيزها تتكون من ربع فرخة مشوية، وربع كيلو أرز، وعلبة خضار ورغيفي خبز، وعلبة عصير من شركة معروفة، وبعض الحلويات الشرقية ويبدأ سعرها من 20 جنيها. ويضيف: أما الولائم المنزلية لعدد 10 أفراد أو أكثر فتتضمن من ديك 1 إلي 2 ديك رومي حسب الطلب ولحلوم "بلدي" وأرز وحلويات، ويصل سعرها إلي 2500 جنيه. وتقوم الشركة بتجهيز الخامات كمخزون استراتيجي قبل شهر رمضان بفترة طويلة، تحسبا لارتفاع أسعار المواد الغذائية في الشهر الفضيل. ومن جانبه، يبدي الشيف مدحت متولي أسفه لأن الموسم "نازل" - علي حد قوله - ومستوي وجبات الافطار علي الموائد الرمضانية انخفض بشكل كبير مقارنة بالأعوام السابقة، نتيجة لارتفاع أسعار البروتينات، فالجميع يبحثون عن تقليل النفقات حتي أصبحت مهنة اعداد الوجبات أو "الكترنج" غير مجزية ولا تغطي أجر المساعدين، فالشيف يحتاج علي الأقل لمساعدين اثنين لتقديم الطعام علي السفرة، وعاملي نظافة، وطباخ ومساعد طباخ، والبعض يستعين بدخلاء علي المهنة غير محترفين، ولا يستطيعون إعداد الوجبات بالمستوي المطلوب لخفض التكلفة. يوضح ان لحوم الكراتين "المستوردة" التي نشتريها من الإسكندرية لانخفاض سعرها نسبيا مقارنة بأسعار القاهرة هي الأساس في موائد الرحمن، وعلي الرغم من وجود نوعيات درجة أولي سعرها مرتفع مثل قطع الفلتو والإنتركوت التي تستخدمها فنادق الخمس نجوم، فإن موائد الرحمن تستخدم قطع الدوش وقطع الدهن الأرخص في السعر - علي حد قوله - ويضيف ان تكلفة مائدة متوسطة المستوي لعدد 500 فرد تبلغ ما بين "1800 و2000" جنيه يوميا، وتتكون الوجبة من لحوم مستوردة وأرز أو مكرونة، وبقوليات مثل اللوبيا أو الفاصوليا، وطبق سلطة أو "طرشي"، بينما كانت الوجبة تتضمن في الماضي النوعين معا، واختفت الفاكهة والحلويات من علي الموائد بعد أن كانت تتضمن أطباق قمر الدين وأرز بلبن وتم استبدال البلح الناشف بها، وكذلك اختفت الأسماك الطازجة والفيليه التي كنا نستخدمها في الموائد الرمضانية في الأعوام السابقة. أما تكلفة المائدة التي تستخدم لحوما "بلدي"، ودواجن مصرية فتتراوح ما بين 15 ألف جنيه و20 ألفاً يوميا. أما شركة مودرن تاتش إنترتيمينت لتنظيم الحفلات فتوضح أن عددا كبيرا من الشركات تفضل احضار الكترنج لحفلات الافطار أو السحور من الفنادق الدرجة الأولي مثل الفورسيزون لارتفاع مستوي الخدمة، كما أن تأخر موعد الافطار هذا العام ربما أثر بشكل كبير علي عدد الحفلات المقامة التي قلت بشكل كبير عن الأعوام السابقة. ركود أما الحاج محسن عبدالسلام فيشكو من عدم وصول أي طلبات لاعداد ولائم منزلية أو موائد رمضانية علي الرغم من الاستعداد وتوفير جميع اللوازم ووجود أطقم كاملة مدربة لديه، وتجهيز سيارات للتوزيع، مع امكانية توفير مساحات لاقامة الموائد. ويكرر صاحب شركة جاد حسن للخدمات الفندقية الشكوي نفسها بعدم تلقيه أي طلبات لإقامة حفلات افطار جماعية لشركات أو أفراد هذا العام، وترجع الأسباب لمنع المحافظة إقامة السرادقات خوفا من انتشار فيروس انفلونزا الخنازير، وكذلك بسبب الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية. مرفوع من الخدمة أكدت دراسة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية أن 83% من الأسر تغير عاداتها الغذائية خلال رمضان، وأن نسبة الانفاق المالي تتضاعف بنسب تتراوح ما بين 50% و100% بسبب تزايد استهلاك الطعام والموائد الرمضانية، مما يؤثر ويؤدي إلي توقف بعض الأنشطة الاقتصادية الأخري لعدم وجود إقبال عليها. ومن أهم الأنشطة التي تتوقف تماما في شهر الصيام تجارة الأسماك المملحة، ويؤكد محمد شاهين صاحب محال فسخاني شاهين توقف حركة البيع حتي 20 رمضان، ثم تنشط استعدادا لموسم العيد الذي يعتبره تجار الجملة فرصة لزيادة أسعار السمك البوري الذي يصنع منه الفسيخ، علي الرغم من أن في شهري 8 و9 يبدأ موسم الصيد في بحيرة البردويل وتزداد فيه كمية الأسماك في الأسواق، ويتراوح سعر كيلو الفسيخ ما بين "55 و60 جنيها"، ويبلغ سعر كيلو الملوحة "40 - 45 جنيها"، والسردين من "20 - 25 جنيها" وقد يزيد في العيد بحوالي 5 جنيهات للكيلو. ويفضل الكثيرون شراءه مبكرا تحسبا لارتفاع سعره، وينصح شاهين بحفظ الفسيخ والأسماك المملحة بالفريزر بدون تنظيف، وفك التجميد قبل نصف ساعة فقط من الاستخدام. وكذلك محال الكشري تغلق أبوابها طوال شهر رمضان، كما يؤكد المسئول في محال كشري أبوطارق، وعلي حد قوله فإن الكشري وجبة افطار وغداء طوال العام ولا يصلح للأكل في رمضان، وتعتبر فترة راحة للعاملين في المحل وصيانة للمعدات. وتتأثر تجارة المكتبات والأدوات والحقائب المدرسية فلا يقترب منها أحد، فالجميع منهمكون في شراء لوازم الشهر الكريم، وتؤكد هالة عبدالحميد صاحبة مكتبة أن البيع ينشط في أسبوع العيد فقط لشراء البالونات والبمب والصواريخ لزوم الفرقعة. أما مهنة الرقص الشرقي فهي مرفوعة من الخدمة في شهر رمضان، كما يؤكد جمال عيد مدير وكالة الشافعي للفنانين ماعدا راقصات الفنون الشعبية اللاتي يستمر عملهن بعد الافطار علي مسرح البالون والخيم الرمضانية. اللصوص لا يتوقفون! وكان من المتوقع أن يأخذ اللصوص اجازة في شهر رمضان وتنخفض معدلات السرقات، ولكن تقرير مركز البحوث الاجتماعية والجنائية يؤكد زيادتها بنسبة تتراوح ما بين 20 و30% مقارنة ببقية شهور السنة، وأشارت الدراسة إلي انتشار السرقات داخل المساجد وأثناء الصلاة، وفي الوقت ذاته تقل سرقات المساكن والمحال التجارية، وذلك بسبب سهر الناس لساعات متأخرة من الليل، وأكدت دراسة أن الزحام في رمضان يؤدي إلي زيادة واضحة في جرائم التحرش داخل وسائل النقل العام وفي الأسواق، وفي المراكز التجارية.. كما تزيد جرائم العنف والمشاجرات ويلاحظ تكرار نوع معين من جرائم القتل، وهو أن يلقي الزوج بزوجته من شرفة المنزل، وقد تكررت هذه الجريمة في أكثر من مرة خلال شهر رمضان، خاصة خلال العشرة أيام الأخيرة من الشهر حيث تزداد الطلبات أكثر مع قدوم عيد الفطر.