تنكشف شطارة ست البيت بتبان في عزومات رمضان وحفاظا علي ماء الوجه امام الضيوف، وضيق الوقت ارفعي سماعة التليفون واطلب الاكل البيتي يصلك حتي مطبخك المصون. إنه شعار مشروعات الاكل البيتي التي تزدهر في رمضان لاستغلال العزائم اليومية وانشغال السيدات في احدث واكثر بيرنس رمضاني. توضح امنية طه صاحبة مشروع اعداد الاكل البيتي ان الطلب في رمضان علي الاكل البيتي وعلي وجه الخصوص المحاشي، الديك الرومي والاكلات الدسمة، وجميعها تطلب ناضجة وعكس المعتاد الذي تقبل فيه السيدات علي الطعام المجمد لتقوم ربة المنزل بتجهيزة بجانب الاقبال علي الحلويات من كنافة، بسبوسة خاصة من المتزوجات حديثاً والموظفات، وتتراجع الاسعار بين 40 جنيها لزوج الحمام المحشي و40 جنيها لصينية الجلاش باللحم و30 جنيها للجلاش بالكسترد. تقول امينة ان اكثر مشكلة تواجهها في رمضان هي مقاومة العادة المصرية المعتادة وهي كثرة الفصال لتخفيض السعر، ويرجع ذلك لعدم تقديرهم للخامات المستخدمة في مقابل دفعهم مبالغ اكبر في الاماكن التي تقدم نفس المأكولات وبطعم اقل ولكن اعتمادا علي شهرة القائم عليها، اعتقادا منهم انها الافضل ومشهورة في تقديم البرامج التليفزيونية. تعتمد امينة علي نفسها في اعداد الوجبات، واحيانا تستعين بسيدة في تقديم عزائم كبري. اما اصعب المواقف التي تواجه صاحبة اي مشروع للاكل هو عدم مجئ صاحب الطلبية لاستلام الطعام واحيانا منهم من يتجاهل الطلب او حتي الاعتذار، وهو ما يجعله الصنف الرئيسي علي مائدة امينة واسرتها. ولتفادي هذا الموقف ترفض امينة تسوية الطعام الا بعد مجيء صاحب الطلب. وتشير بهيرة احمد صاحبة مشروع للأكل البيتي في المنزل في سراي القبة ان 90% من زبائنها ربات بيوت ويلجأن اليها في العزائم لعدم رغبتهن في الوقوف لفترات طويلة بالمطبخ ورغبتهن التخلص من الضغط العصبي الذي يبدأ بشراء الطيور واللحوم وينتهي بتقديم المأكولات برقي وذوق. أما اكثر المأكولات المطلوبة في العزائم فهي المحاشي بكل انواعها، الحمام، البط، والفراخ، ولا يوجد اي طلب علي الخروف لانه باهظ الثمن. علي الجانب الآخر تنظم سيدات منتدي «فتكات» الخاص باعداد الاكل البيتي معرضاً يقدم الياميش، والحلويات والوجبات الجاهزة والتي يبدأ سعرها من 15 جنيها لبيعها قبل الافطار مباشرة، وتتكون من شوربة، ربع فرخة مشوية، وأرز وخضار مشوي وسلطة. من ناحية أخري لم يتوقف بيزنس الاكل البيتي علي الافراد والعزائم بل وصل لتأسيس شركة لتوريد الوجبات الجاهزة للعمال. وتوضح «ايمان النعماني» صاحبة الشركة ان كثيراً من العمال لا يفضلون وجبات المطاعم التي تقدم من قبل الشيف، ويفضلون الاكل البيتي الذي تصنعه السيدة بنفسها، وهذا ما شجعنا علي تأسيس الشركة، لقد نجحت في جذب 4 مصانع ب 6 أكتوبر، يعد لهم وجبات جاهزة مكونة من ارز وخضار وعصير وشوربة، الا ان هناك بعض العمال اصحاب الطلبات الخاصة والتي تكون علي نفقتهم الخاصة وتحتل فيها الفتة والملوخية المرتبة الاولي. وتضيف ايمان ان الاتفاق مع صاحب المصنع يتم قبيل رمضان بداية ويكون باعداد قائمة طعام لا تتكرر الا بعد 15 يوم، وتتراوح وجبة العامل بين20 جنيها و14 جنيها وذلك وفق الاتفاق المسبق. تؤكد ايمان ان الزحام المروري وتأخر المندوب عن الوصول في الميعاد المناسب وهو قبل الافطار بنصف ساعة يسبب الكثير من المشكلات ولذا لجأت الي تغليف الوجبة بالكامل ب «كلينج فيلم» ليحافظ علي سخونته من 4 إلي 6 ساعات. علي الرغم من ضخامة العمل الرمضاني الا ان الشركة تقوم علي اكتاف 3 سيدات فقط، بجانب المندوبين للتوصيل من الرجال. ولا تكتفي الشركة بذلك تقوم باعداد العزائم والتي يبدأ عدد افرادها من 20 فردا وتتكلف ابتداء من 300 جنيه. واضافت المتخصصة في تصنيع التورتات والحلويات الفردية ان هذه الاصناف تلاقي عزوفا في رمضان ويزداد الاقبال علي الحلويات الشرقية، ليعود الاقبال عليها بعد العيد كذلك تعزف السيدات عن استكمال دورات المخبوزات والعجائن في رمضان بسبب ضيق الوقت وانشغالهن في اعداد موائد عائلاتهن. واللافت للنظر هذا العام اقتحام هذه المشروعات للمناطق الشعبية مثل فيصل، بعدما ظلت حكراً علي المناطق الراقية خاصة مصر الجديدة ومدينة نصر، المهندسين، كذلك امكانية طلب الطلبية عن طريق الايميل قبلها ب 24 ساعة وتحديد الطلب والكمية بدقة. كذلك انتشرت في هذا المجال التخصصي فهناك سيدات متخصصات في اعداد الحلويات أو الاسماك والمشويات فقط اما السعر فهو يتوقف علي شهرة القائم بتجهيزه. علي الجانب الآخر لم يخل الامر من اكل بيتي الكتروني خليجي وتوفير طباخة هندية، وسورية وسعودية. وهناك بعض المشروعات التي تتفنن في تقديم الشوكولاته الملونة والمحشية والتي يتم شحنها من الخليج ابتداء من 5 كيلو وتكون صالحة للتخزين لمدة شهرين. كذلك هناك مشروعات لمجموعة من الشباب الذين احترفوه لتقليل شبح البطالة ويقومون بالاستعانة بالارامل والمحتاجين. واخيرا فان هذه المشروعات حكر علي اعداد موائد الافطار فقط لان المصريين لا يقبلون علي شراء السحور، وبعضهم من يطلب سمبوسة، فقط وليعتبر هذا البيزنس الرمضاني حكراً علي النساء وربات المنزل ولا عزاء للرجال الذين اثبتوا انفسهم في وظيفة الشيفات ولكن في المطاعم والبرامج وبعيدا عن الاكل البيتي بروحه التي هي حصر علي السيدات.